يعيش السوريون على الحدود مع الأردن أوضاعاً صعبة، حيث اضطرت الحكومة الأردنية لوضع ضوابط صارمة على الحدود، ما جعل اللاجئين عرضة لأخطار عديدة في المناطق الأشد برداً على الحدود السورية الأردنية.
ألاف اللاجئين السوريين على الحدود عالقون في منطقتي الحدلات والركبان في شمالي شرقي عمان، في مخيم حدلات يوجد 1300 لاجئ سوري جميعهم من مدينة درعا ريفها، ومخيم الركبان يؤوي آلافاً آخرين من اللاجئين الوافدين من مدن وأرياف الشمال السوري.
في لقاء مع أحد العالقين هناك قال:” الأوضاع صعبة، وازداد تدفق اللاجئين باتجاه الساتر الحدودي لأن الأوضاع ازدادت سوءاً في سوريا ونحن ننتظر دورنا للدخول خلال الفترة القادمة”.
بالنسبة للاجئ إن مشقة الانتظار على الحدود لا تقاس بفقدان الأمان في سوريا “المهم أمان” حسب قولهم، حيث سمحت الأردن للإغاثة الدولية بالعمل في المخيمين لتوفر الخيام والطعام والتدفئة والعلاج بهدف التقليل من معاناتهم التي تزداد سوءً يوماً بعد يوم، خاصة في المنطقة الصحراوية حيث يكون البرد قارساً، فبحسب استراتيجية مملكة الأردن الجديدة في التعامل مع اللاجئين فقد قدموا الهاجس الأمني على الهاجس الإنساني.
يقول “صابر مهايرة” قائد قوات الحرس الحدودية الأردني :” إن التعامل مع اللاجئين قبل ظهور التنظيمات الإرهابية كان تعاملاً إنسانياً بحتاً وبعد ظهورها أصبح التركيز على الأمن مهماً”، مضيفاً: ” لن نسمح بدخول لاجئ يحمل حزاماً ناسفاً قد يتسبب بتفجير في مخيم الزعتري أو لاجئ مصاب بمرض وبائي ينشر العدوى بين اللاجئين”.
وناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن بدخول العالقين على الحدود بعد الكشف للمرة الأولى على المخيمين الحدوديين في ديسمبر 2015 وقالت المفوضية :” أرواح اللاجئين سوف تكون في خطر خلال الأشهر المقبلة”.
من جانب آخر المخابرات الأردنية تعتقل كل من يصور داخل المخيم أو ممن هم عالقون على الحدود الأردنية، فقد كانوا يحذفون الصور خوفاً من تفتيش المخابرات، واستطاع ناشط أن يرسل مقطعاً لإيصال صوت هؤلاء العالقين قائلاً:” درجة الحرارة تحت الصفر ليلاً، لا يوجد مقومات لعيش الحيوانات، وجبة غذاء واحدة في اليوم”.
يذكر أن الأردن تستقبل أكثر من مليون و 400ألف لاجئ سوري، إلا أن الأرقام المسجلة في المفوضية التابعة للأمم المتحدة تشير إلى 643 ألفاً ونظراً لاشتداد المعارك في سورية يرى محللون أن أعداد العالقين سوف تزداد رغم التشديد الأمني المفروض على الحدود.
المركز الصحفي السوري
آلاء هدلي