فضّت الشرطة التركية بالاشتراك مع فصائل الجيش الوطني السوري، اليوم الإثنين، اعتصاماً لـ أهالي محافظة إدلب على الطريق الدولي حلب – اللاذقية المعروف بطريق الـ M4.
وقالت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا إن الشرطة التركية وبعض فصائل الجيش الوطني عمِلت على إزالة نقطة متقدّمة للمعتصمين على الطريق الدولي قرب بلدة النيرب شرق إدلب، وجرفت جميع الخيام التي نصبوها عند تلك النقطة.
وأضافت المصادر، أن المتظاهرين تقدّموا، يوم الثامن مِن شهر نيسان الجاري، إلى النقطة التي أزالتها الشرطة التركية اليوم نتيجة قربها مِن خط التماس مع قوات نظام الأسد، وطالبتهم بالعودة إلى النقطة السابقة التي كانوا معتصمين فيها.
واستخدمت القوات التركية والجيش الوطني – حسب المصادر – عدداً كبيراً مِن أفراد مكافحة الشغب وعقب إزالة الخيام ومراكز التجمّع في النقطة المتقدّمة قرب النيرب، انتشرت قوات الجيش التركي والفصائل الجيش على أطراف الطريق الدولي.
وحصل إطلاق نار في الهواء مِن قبل القوات التركية والفصائل والمعتصمين خلال عملية فض الاعتصام، وسط أنباء عن إصابة عنصرين اثنين مِن الشرطة التركيّة، في حين تداول ناشطون مقاطع عدّة تظهر بعض المناوشات بين الطرفين.
وحسب ناشطين، فإن اشتباكاً بالأيدي اندلع بين قوات الشرطة التركية وأنصار “هيئة تحرير الشام” على الطريق الدولي، لدى محاولة الشرطة فض الاعتصام الذي “يعيق تسيير الدوريات وتنفيذ بنود اتفاق وقف النار بإدلب مع الجانب الروسي”.
ونقلت “شبكة شام” عن مصادر عسكرية، أن روسيا تحتج لدى الجانب التركي بأنه لم يفِ بالتزاماته في تأمين الطريق الدولي (M4)، مستغلة استمرار ما سمي بـ”الاعتصام المفتوح” على الطريق الذي تتبناه “حكومة الإنقاذ” وتديره شخصيات مِن “هيئة تحرير الشام”، على حدِّ قول الشبكة.
ويرى متابعون، أن الاعتصام بدأ بمطالب محقة وتوافق شعبي، إلا أن التصدر الواضح لـ أنصار “تحرير الشام” في قيادة الاعتصام والتوجّه لـ قطع الطريق الدولي، موضع شك بخصوص ما تهدف إليه “الهيئة” مِن وراء هذا الفعل، وما شابه مِن تسجيلات مصورة لـ حفر الطريق والتوعّد والتهديد للدوريات، التقطها الإعلام الروسي واستغلها لتأكيد روايته في وجود تنظيمات “إرهابية” بالمنطقة، وعدم استطاعة الجانب التركي التعامل معها.
ويعتبر المتابعون – وفق ما نقلت شبكة شام -، أن مطالب “تحرير الشام” لا تتوافق مع مطالب الفعاليات الشعبية، فهي “ترفع شعار رفض الدوريات الروسية ظاهراً، تزامناً مع مفاوضاتها على نسبتها وحصتها مِن عائدات الطريق الدولي، عبر التهديد بتعطيل الاتفاق والتستر بعباءة الحراك الشعبي الرافض”.
وكان المعتصمون قد منعوا – أكثر مِن مرّة – مرور الدوريات المشتركة على طريق الـ M4 واعترضوا طريقها كان آخرها، يوم 8 نيسان، رافضين عبورَ أيِّ قوات للاحتلال الروسي على الطريق والذي يعتبرون أنّه الهدف الأول للاعتصام القائم منذ، يوم الـ 15 مِن شهر آذار الفائت.
يشار إلى أنها المرّة الأولى – حسب ناشطين – التي تظهر فيها الشرطة التركية داخل الأراضي السورية، إذ كان الوجود التركي يقتصر على الجيش فقط.
نقلا عن: تلفزيون سوريا