تعهدت دول مانحة يوم الخميس بتقديم 11 مليار دولار دعما للسوريين خلال السنوات الأربع المقبلة مع سعي قادة العالم لمواجهة أسوأ أزمة إنسانية في العالم في حين تحدثت تركيا عن نزوح جديد لعشرات الألوف من الفارين من الغارات الجوية.
ومع احتدام الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ خمس سنوات ومع تعليق أحدث جهود لإحلال السلام في جنيف بعد أيام قليلة من انطلاقها سعى مؤتمر المانحين في لندن لتلبية احتياجات نحو ستة ملايين مشرد في داخل سوريا وأكثر من أربعة ملايين آخرين من أبنائها في دول أخرى.
وفي تأكيده على الموقف الصعب على الأرض في سوريا قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو خلال الاجتماع إن ما يصل إلى 70 ألف سوري يتحركون صوب بلاده هربا من القصف الجوي على مدينة حلب.
واتهم داود أوغلو قوات الرئيس السوري بشار الأسد التي يدعمها مقاتلون أجانب وغارات جوية روسية بمحاولة تكرار ما قاموا به في بلدة مضايا- حيث حوصر العشرات حتى الموت جوعا- في حلب.
وقال في مؤتمر صحفي في نهاية الاجتماع “ما يريدون القيام به في حلب هو بالضبط ما قاموا به في مضايا من قبل.. حصار تجويع.”
وتستضيف تركيا بالفعل أكثر من مليونين ونصف المليون سوري. ويتحمل الأردن ولبنان بدورهما تبعات تدفق اللاجئين السوريين.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن المانحين تعهدوا بتقديم ستة مليارات دولار للسوريين خلال العام الحالي بالإضافة لخمسة مليارات أخرى على مدى السنوات الأربع المقبلة ووصف إجمالي المنح بأنها الأكبر في يوم واحد لأزمة إنسانية.
وتطالب وكالات الأمم المتحدة بالحصول على 7.73 مليار دولار هذا العام بينما تطلب حكومات دول بالمنطقة 1.2 مليار لتمكينها من مواجهة الأزمة.
وقال كاميرون “تضافرت جهودنا للتعامل مع نقص التمويل للأعمال الإنسانية في منهج جديد لتوفير التعليم والوظائف التي ستعزز الاستقرار في المنطقة.”
وأعلن الأردن ولبنان وتركيا- وهي دول حصلت على تعهدات بإنفاق غالبية المال فيها- التزامها بضمان حصول أطفال جميع اللاجئين على أراضيها على التعليم وبفتح اقتصادها ليتسنى للبالغين من اللاجئين الحصول على وظائف.
* “يأكلون العشب”
تعتبر الدول الأوروبية هذه الإجراءات بالغة الأهمية مع سعيها لتحسين أوضاع اللاجئين في المنطقة لإقناعهم بعدم السفر إلى أوروبا.
ووصل مليون مهاجر ولاجئ من سوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا إلى أوروبا العام الماضي في تدفق فجر أزمة سياسية ضخمة في الاتحاد الأوروبي.
وقال كاميرون إن المجتمع الدولي سيساعد الدول الثلاث الرئيسية المستضيفة للاجئين على الوفاء بالتزاماتها بتوفير الوظائف والتعليم ويشمل هذا تقديم قروض بقيمة 40 مليار دولار من مؤسسات مالية وفتح الأسواق الأوروبية.
وتابع “نتيجة لذلك ستتوفر مليون وظيفة جديدة في المنطقة للاجئين والسكان على حد سواء.”
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تتعرض لضغوط مكثفة في بلادها بعد أن استقبلت أكبر عدد من اللاجئين العام الماضي إن الاتحاد الأوروبي سيدرس عقد مؤتمرات تجارية للدول المستضيفة للاجئين.
وقتل الصراع الدائر منذ خمس سنوات في سوريا قرابة ربع مليون شخص وأذكى انتشار التطرف الإسلامي في أنحاء المنطقة وشمال أفريقيا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المؤتمر “بعد أن اضطر الناس لأكل العشب وأوراق الشجر وقتل الحيوانات الضالة للبقاء على قيد الحياة يوما بيوم يجب أن يؤرق هذا الوضع ضمائر جميع الشعوب المتحضرة وعلينا مسؤولية للتعامل معه.”
وقرر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا يوم الأربعاء تعليق مباحثات السلام السورية بعد تقدم الجيش السوري مدعوما بغارات جوية روسية على حساب مقاتلي المعارضة في شمال حلب وقطع خطوط إمداد للمعارضة من تركيا إلى المدينة.
وقال كيري في المؤتمر إنه تحدث مع نظيره الروسي سيرجي لافروف بشأن الموقف الراهن.
وأضاف “اتفقنا على التواصل لبحث كيفية تنفيذ وقف إطلاق نار بشكل محدد إضافة لاتخاذ خطوات فورية لبناء الثقة بغرض إيصال المساعدات.”
وفي أعنف انتقادات لروسيا يوم الخميس قال داود أوغلو إن من يدعمون قوات الأسد يرتكبون جرائم حرب وطالب الولايات المتحدة بتبني موقف أكثر حسما في وجه موسكو.
وقالت روسيا إنها تملك أدلة قوية للاشتباه في أن تركيا تعد لتوغل عسكري في سوريا وهو ما رفضه مسؤول تركي كبير قائلا إن روسيا تحاول صرف الاهتمام عما تقوم بها من جرائم في هذا البلد.
رويترز