مشهد دبابات النظام تحاول دخول جوبر أو داريا هو أحد أكثر المشاهد انطباعاً في ذاكرة السوريين، فالدبابات هي أحد العناصر الأساسية لقوة النظام السوري، فقد استخدمها لهدم أجزاء كاملة من عدة مدن من بينها دمشق.
نشر النظام دباباته منذ الأيام الأولى للثورة في المدن، وشهدت تكتيكات استخدامها تغيراً كبيراً بين بداية الحرب والفترة الحالية، حيث كان النظام بدايةً يدفع دباباته وحيدة إلى المعارك في المدن ما نتج عنه الكثير من الخسائر ولكن حالياً يدفع النظام بدباباته بمرافقة وثيقة من وحدات المشاة.
فعادة ما تعمل الدبابات سواء في حرب المدن أو غيرها بالاشتراك مع قوات المشاة التي تؤمن لها الحماية من أطقم م/د، اضافة للاستطلاع وتحديد الأهداف لهذه الدبابات وطلب الرمايات أو فتح الطريق حيث أصبح السائد في معارك النظام أن يُسند للدبابات غالباً دور الدعم الناري المباشر للمشاة المرافقين لها.
تتلقى دبابات الأسد توجيهات مختلفة أثناء المعارك من القادة الميدانيين (من الضباط غالباً) من إرشاد للطرق وإعطائها الأوامر بالانسحاب والتقدم والرمي وتغيير الخطط والإرشاد للاحتماء بشكل مناسب خلف المساتر، والعديد من الأمور الأخرى بحكم أن العناصر خارج الدبابة يرون المحيط بشكل أكبر مقارنة بطاقم الدبابة ذو الحيز البصري المحدود جداً بحكم طبيعة المناظير الموجودة في الدبابة أو العربة المدرعة.
أجهزة اتصال
حتى تتواصل الدبابات فيما بينها ومع المستويات الأعلى فإنها تحتوي أجهزة اتصالات ويتواجد عدة نماذج للأجهزة داخل الدبابات والعربات المدرعة لجيش النظام(يغلب عليها (R-123، حيث تستطيع أي دبابة أو مدرعة التواصل مع بقية الدبابات أو المدرعات في منطقة قد يبلغ نصف قطرها بحدود أربعين كم عند معرفة التردد المستخدم وتوافر ظروف مناسبة.
وحتى يتمكن المشاة والقادة الميدانيون المرافقون للدبابات من التواصل معها وتوجيهها فهم يستخدمون أجهزة اتصال محمولة على الظهر، وقد عرف عن استخدم نظام الأسد نوعين منها (أحدها روسي والآخر أمريكي)!!
R-159 (بالروسية P-159):
و هو جهاز اتصالات سوفييتي محمول من قبل الأفراد أو يثبت في الآليات، ظهر أوائل الثمانينيات، يعمل في الحزمة الترددية VHF بين (30 إلى 79.999) ميغا هرتز FM وبفاصل ترددي واحد كيلو هرتز بين القنوات، ويمكن توليفه على 50000 قناة مختلفة باستخدام خمسة مفاتيح لتحديد التردد محمية بغطاء معدني، اضافة لاحتوائه على تونر داخلي للهوائي الذي يبلغ طوله 1.6 متر وهو مرن وقابل للطوي ومميز جداً بشكله .
يعمل ببطارية 12 فولط قابلة للشحن تثبت به من الأسفل ويُحمل الجهاز ككل ضمن حقيبة خاصة على الظهر، وتبلغ استطاعته 8 واط وحساسيته 0.6 ميكرو فولط ويعمل بالتعديل الترددي FM ويمكن تشغيله بنمط المورس .
يتميز بشكل سماعتيه ولاقطه الذي يتدلى من الرقبة ويمكن استخدامه لمدى يبلغ حتى عشرين كيلومتر بناء على التضاريس وكثافة الأبنية ( أربعين إلى خمسين كيلومتر في نمط المورس).
PRC-77
وهو جهاز أمريكي ظهر خلال حرب فيتنام محمول من قبل الأفراد ويعمل تقريباً بنفس النطاق الترددي VHF (30إلى 75.95) ميغا هرتز FM مقسمة إلى نطاقين أعلى وأدنى، وبقفزات تبلغ خمسين كيلو هرتز وبذلك يحتوي الجهاز فقط على 920 قناة ويمكن ضبط التردد بواسطة مفتاحين فقط إضافة لمفتاح يحدد الحزمة عليا أو دنيا، ويتميز بوجود مفتاح كاتم للضجيج وإمكانية إنارة لوحة ضبط التردد.
له عدة أنواع للهوائيات منها هوائي مرن بطول 75 سم ويحمل الجهاز ضمن حقيبة قماشية على الظهر، وسماعته تشبه سماعة الهاتف ويمكن وصله بمكبر صوت خارجي.
تبلغ استطاعته من واحد إلى أربعة واط، ويعمل ببطارية قابلة للشحن جهدها 15 فولط، ليؤمن اتصال إلى مدى بحدود 8 كم بناء على طبيعة التضاريس وكثافة الأبنية .
مميزات مشتركة بين الجهازين
على الرغم من أن الجهازين أحدهما سوفييتي والأخر أمريكي إلا أنه يمكن ربطهما ببعض (عند تطابق التردد)، ويمكن كذلك استخدامهما للتواصل مع دبابات النظام التي تحتوي أجهزة اتصالات تعمل في نفس الحزمة الترددية، ويستطيع هذان الجهازان الارتباط بكافة العربات المدرعة الموجودة لدى النظام والمدفعية ذاتية الحركة والشيلكا وغيرها .
كلا الجهازين بسيط الاستخدام جداً ولا يتطلب سوى جلسة أو جلستي تدريب ليتعلم الشخص كيف يستخدمه (في حال كان ملماً مسبقاً بتجهيزات الإشارة) وكلاهما متين جداً ولا يتأثر بالأمطار ويصنع غلافهما من المعدن .
السطع والتشويش
هذا الجهازان حالهما كحال أجهزة الاتصالات في الدبابات والعربات المدرعة عند النظام غير مشفرة، ويمكن التقاط بثها بسهولة بأي جهاز مشابه أو عامل على نفس الحزمة الترددية فهي أجهزة غير آمنة وسهل التنصت عليها ،كذلك التشويش عليها أيضا سهل ولا يتطلب تقنيات متقدمة بل فقط مرسل بنفس الحزمة الترددية ولكن باستطاعة أعلى من استطاعة الجهازين .
لا يُذكر الكثير عن استخدام الجيش الحر لهذين الجهازين على الرغم من حصوله على عدد منها خلال المعارك، فهذان الجهازان يترافقان مع كل فصائل وسرايا الدبابات لدى جيش النظام وفي كثير من الأحيان يظهران سوياً كما تُظهر مقاطع الفيديو التي نشرها التلفزيون الأبخازي ANNA والذي يرافق جيش النظام في معاركه في دمشق وبالأخص في جوبر وداريا بريف دمشق.
المصدر: أورينت نت
