يتسيّد التشاؤم المشهد السوري في ظل تراجع نسب التفاؤل بإمكانية المضي قدماً في العملية السياسية الهادفة إلى ايجاد حل سياسي، إذ تشير المعطيات الميدانية إلى أن النظام وحلفائه ليسوا في وارد “الجنوح للسلم”، وأن الحسم العسكري هو الخيار الوحيد أمامهم في الوقت الراهن. وقد دفع هذه الأمر المعارضة السورية إلى الاعلان عن عدم ثقتها بإمكانية نجاح التفاوض في حال قررت العودة إليه مرة أخرى.
وتواصل قوات النظام إلى جانب المليشيات التي تساندها، التقدم في غوطة دمشق الشرقية مستغلة “حروب الإخوة”، بعدما تسبب الصراع الدائر بين فصائل تسيطر على الغوطة إلى طردها من قرى وبلدات عدة خلال اليومين الماضيين مقابل تقدم قوات النظام، ما ينذر بتغيّر المعادلة العسكرية في المنطقة، الأمر الذي ينعكس سلباً على موقف المعارضة التفاوضي.
كما لم تهدأ الآلة العسكرية للنظام وحلفائه، ولا سيما في غرب العاصمة دمشق، إذ ارتكب مجزرة في مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين في محاولة منه لبسط سيطرته على مناطق واسعة في غوطة دمشق الغربية توطئة لبدء هجوم آخر على مدينة داريا أبرز معاقل المعارضة بالقرب من دمشق. كما ارتكب طيران النظام مجزرة أول من أمس الجمعة في بلدة خان السبل بريف ادلب. وواصل قصف ريف حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي، ومناطق المعارضة في حلب.
وتتوارد أنباء عن حشود كبيرة لمليشيات تقاتل إلى جانب قوات النظام والقوات الإيرانية جنوب مدينة حلب، إثر هزيمتها في بلدة خان طومان أخيراً. وتشير مصادر إلى أن الحرس الثوري الإيراني يستعد لجولة أخرى لاستعادة البلدة، والمضي في خططه الرامية للوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة (سكانهما من الطائفة الشيعية) في ريف إدلب، المحاصرتين من قبل المعارضة السورية، ونقل المعارك إلى أهم مناطق المعارضة في شمال سورية.
وأجرى حزب الله استعراضاً عسكرياً كبيراً في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة السورية دمشق، قبل أيام، بحضور ضباط كبار من جيش النظام السوري. وقالت وسائل إعلامية مقربة من النظام إن الاستعراض جاء “تكريماً” للقيادي في الحزب مصطفى بدر الدين الذي لقي مصرعه منذ أيام بظروف غامضة، لكن مراقبين يرون أن الاستعراض “رسالة واضحة من الحزب أنه ماض في الدفاع عن نظام بشار الأسد إلى النهاية”، وإنه لا صحة لما تردد عن نيته الانسحاب من سورية.
وتؤكد المعارضة أنها لم تحسم بعد خيارها بالعودة إلى طاولة التفاوض في جنيف في جولة رابعة، من المنتظر، في حال انعقادها، أن تناقش القضايا الأهم، وفي مقدمتها الانتقال السياسي في سورية. وهو البند الذي يحاول النظام التهرب منه لأنه يعني التطرق إلى مصير الأسد في مستقبل سورية والذي يعتبره “خطاً أحمر” وغير مطروح للتفاوض.
وتصرّ المعارضة السورية على أنه لا حل سياسياً في سورية مع وجود الأسد في السلطة، وأن تنحيته ستكون الخطوة الأولى في طريق حل ينهي سنوات المأساة السورية.
وأجرى حزب الله استعراضاً عسكرياً كبيراً في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة السورية دمشق، قبل أيام، بحضور ضباط كبار من جيش النظام السوري. وقالت وسائل إعلامية مقربة من النظام إن الاستعراض جاء “تكريماً” للقيادي في الحزب مصطفى بدر الدين الذي لقي مصرعه منذ أيام بظروف غامضة، لكن مراقبين يرون أن الاستعراض “رسالة واضحة من الحزب أنه ماض في الدفاع عن نظام بشار الأسد إلى النهاية”، وإنه لا صحة لما تردد عن نيته الانسحاب من سورية.
وتؤكد المعارضة أنها لم تحسم بعد خيارها بالعودة إلى طاولة التفاوض في جنيف في جولة رابعة، من المنتظر، في حال انعقادها، أن تناقش القضايا الأهم، وفي مقدمتها الانتقال السياسي في سورية. وهو البند الذي يحاول النظام التهرب منه لأنه يعني التطرق إلى مصير الأسد في مستقبل سورية والذي يعتبره “خطاً أحمر” وغير مطروح للتفاوض.
وتصرّ المعارضة السورية على أنه لا حل سياسياً في سورية مع وجود الأسد في السلطة، وأن تنحيته ستكون الخطوة الأولى في طريق حل ينهي سنوات المأساة السورية.
وفي السياق، يوضح المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للتفاوض (المنبثقة عن المعارضة)، رياض نعسان آغا، أن اجتماعاً للهيئة سيعقد يعقبه اتخاذ القرار النهائي بخصوص مفاوضات جنيف لجهة العودة إليها في جولة جديدة، أو الاحجام عن ذلك. ويلفت نعسان آغا، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، إلى أنه “لا يرى امكانية تحقيق أي تقدم في المفاوضات مع النظام”، قبل أن يضيف “لكني لا أستبق قرار الهيئة العليا للتفاوض”.
وترى شخصيات عدة في المعارضة، تحدثت إليها “العربي الجديد”، أن النظام ليس في نيته انجاح العملية السياسية مستنداً على دعم روسي وإيراني وظروف اقليمية ودولية مواتية. وتتفق هذه الشخصيات على اعتبار أن المجتمع الدولي ترك سورية لـ”النزيف المتواصل”، حيث يستمر النظام السوري إلى جانب القوات الإيرانية في ارتكاب المجازر بحق المدنيين، وتدمير ما بقي من المدن والبلدات السورية. وتحذر الشخصيات المعارضة نفسها من انزلاق الأوضاع في سورية إلى “مستويات أخطر” ربما تهدد الاقليم كله بالانفجار في حال استمر “التراخي الأميركي” في التعاطي مع الملف السوري، و”تُرك الحبل على الغارب لموسكو”، على حد توصيف هذه الشخصيات.
وتظهر معطيات عدة أنّ روسيا بدأت التأسيس لوجود طويل الأمد في سورية من خلال انشاء قواعد عسكرية دائمة في أكثر من منطقة في الجغرافيا السورية. وذكرت مصادر أميركية أن الجيش الروسي شرع في بناء قاعدة عسكرية في مدينة تدمر وسط سورية، والتي استعادها النظام السوري أخيراً من تنظيم “داعش” بمساعدة من الطيران الروسي ومليشيات تتبع لإيران.
ونشرت المدرسة الأميركية للأبحاث الشرقية ومبادرات التراث الثقافي، صوراً التقطتها أقمار صناعية تظهر أعمال البناء القائمة على حدود موقع أثري دمره تنظيم “داعش”. إلا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، نفى يوم الثلاثاء الماضي، صحة الأنباء عن إنشاء قاعدة عسكرية روسية، مشيراً إلى أن الجيش الروسي أقام “معسكراً حتى الانتهاء من ازالة الالغام” التي تركها التنظيم في المدينة. وفي سياق متصل، ذكرت وكالة “سبوتنيك” نقلاً عن وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي، سيرغي دونسكوي، أن شركات النفط والغاز الروسية قد بدأت بتقييم إمكانيات التنقيب في سورية. لكن المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي، محمود الحمزة، يرى أن تصريحات دونسكوي “كلام دعائي، ويدخل ضمن الحرب الاعلامية والنفسية، ولا قيمة له”.
كما يعتبر الحمزة أنه من المستبعد عقد جولة من المفاوضات بين المعارضة والنظام في القريب العاجل، مشيراً إلى أن تحسين الأوضاع الانسانية في المناطق التي تحاصرها قوات النظام والمليشيات ربما يدفع المعارضة للعودة إلى التفاوض. ويعرب الحمزة عن اعتقاده أن شهر آغسطس/ آب المقبل سيشهد ما سمّاها “المرحلة الحاسمة” في العملية السياسية. ويعتبر أن “التصعيد العسكري من قبل الروس هذه الأيام غايته أن يكسب النظام أوراقاً تفاوضية أقوى تمكنه من عقد اتفاق سياسي يرضيه، ويبقي الأسد على رأس السلطة، وهذا هو مسعى الروس والإيرانيين”، وفق الحمزة.
ونشرت المدرسة الأميركية للأبحاث الشرقية ومبادرات التراث الثقافي، صوراً التقطتها أقمار صناعية تظهر أعمال البناء القائمة على حدود موقع أثري دمره تنظيم “داعش”. إلا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، نفى يوم الثلاثاء الماضي، صحة الأنباء عن إنشاء قاعدة عسكرية روسية، مشيراً إلى أن الجيش الروسي أقام “معسكراً حتى الانتهاء من ازالة الالغام” التي تركها التنظيم في المدينة. وفي سياق متصل، ذكرت وكالة “سبوتنيك” نقلاً عن وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي، سيرغي دونسكوي، أن شركات النفط والغاز الروسية قد بدأت بتقييم إمكانيات التنقيب في سورية. لكن المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي، محمود الحمزة، يرى أن تصريحات دونسكوي “كلام دعائي، ويدخل ضمن الحرب الاعلامية والنفسية، ولا قيمة له”.
كما يعتبر الحمزة أنه من المستبعد عقد جولة من المفاوضات بين المعارضة والنظام في القريب العاجل، مشيراً إلى أن تحسين الأوضاع الانسانية في المناطق التي تحاصرها قوات النظام والمليشيات ربما يدفع المعارضة للعودة إلى التفاوض. ويعرب الحمزة عن اعتقاده أن شهر آغسطس/ آب المقبل سيشهد ما سمّاها “المرحلة الحاسمة” في العملية السياسية. ويعتبر أن “التصعيد العسكري من قبل الروس هذه الأيام غايته أن يكسب النظام أوراقاً تفاوضية أقوى تمكنه من عقد اتفاق سياسي يرضيه، ويبقي الأسد على رأس السلطة، وهذا هو مسعى الروس والإيرانيين”، وفق الحمزة.
العربي الجديد