تكبد مزارعو البطاطا في مناطق سيطرة النظام خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي ضربت مواسمهم مؤخرا، بالإضافة إلى التكاليف المادية التي تم صرفها على العملية الإنتاجية.
مزارعو حماة وطرطوس ودرعا أكبر المتضررين
أدت موجة الصقيع الأخيرة إلى تضرر موسم البطاطا الخريفية، بشكل كبير في مناطق درعا وطرطوس وحماة، مقارنة بغيرها من المناطق المزروعة، وفق تصريح مدير عام مؤسسة إكثار البذار في حكومة النظام، وائل الطويل، لصحيفة تشرين شبه الرسمية، قبل يومين.
بدوره عزا مدير الإنتاج النباتي بالحكومة، أحمد حيدر، ارتفاع أسعار البطاطا لأكثر من ألفي ليرة، لانحسار المساحات الزراعية، وارتفاع كلف الإنتاج على المزارعين.
وقد أشار الطويل إلى لجوء مزارعي البطاطا لاستخدام الأصناف المحلية ضعيفة الإنتاج، في ظل ارتفاع أسعار الأصناف الأجنبية، بالإضافة إلى عجز المزارعين تحمل كلف سقاية المحصول بسبب ارتفاع سعر المحروقات، الأمر الذي فاقم الإنتاجية المقدرة للعروة الخريفية التي تزرع في تشرين بنحو ١٢٧ ألف طن، والتي كان من المقرر أن تغطي احتياجات السوق بحسب المسؤول لمدة ٥ أشهر من شباط الأول حتى آذار.
فتح باب استيراد البطاطا بالتواطؤ مع التجار
لجأت حكومة النظام مؤخراً نتيجة إحجام تجار البطاطا عن التخزين لارتفاع تكاليفه، إلى إعلان استيراد ٢٠ ألف طن من البطاطا المصرية، بموجب توصية للجنة الاقتصادية من وزارة الزراعة والصناعة في ٢٣ من شباط للتخفيف من حالة النقمة على وقع ارتفاع أسعارها، قبل احتكارها من المقربين من رجال مال وأعمال في محاولة لجني الأرباح، لتبقى أسعارها وبحسب عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق محمد العقاد تحلق فوق مقدرة الأهالي.
وقد سهلت حكومة النظام بحسب صحيفة صاحبة الجلالة حصول التجار على ١٣ ألف طن من أصل الكمية المستوردة، مقابل تخصيص صالات التجارة التابعة لفرع المؤسسة ب ٥ آلاف طن، والتي بحسب مدير المؤسسة زياد هزاع بأن عملية الاستجرار تأتي في إطار التدخل الإيجابي بالأسواق وحرصا على توفير المادة بسعر مناسب للأهالي.
وباعتراف موقع المشهد اون لاين قام تجار دمشق باحتكار كميات البطاطا المستوردة من مصر في البرادات، للاستفادة من أسعارها لدى الإعلان بشكل رسمي، عن تضرر الموسم بسبب موجة الصقيع رغم تدني كلفة استيراد الشحنة من مصر، بكلفة ١٤٠٠ ليرة للكيلو غرام مقارنة مع تسعيرة يتم طرحها بأسواق مؤسسة التجارة تقارب ١٧٠٠ ليرة بعد تحديد سعر شراء المنتج للمؤسسة ب١٦٣٠ ليرة.
تراجع الإقبال على الصنف المستورد بعد إلزام الأهالي دفع سلفة مالية
وباعتراف أهالي درعا فإن موسم زراعة البطاطا لهذا العام هو الأسوأ منذ ٢٠١١ ، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة مع انخفاض سعر المبيع على رأسها كلف سعر استيراد الأصناف الأجنبية ذات الإنتاجية العالية، مقارنة بالمحلية من صنف إيليت والتي بحسب موقع سنسيريا اقتصاد، ألزمت مؤسسة الإكثار التابعة للنظام الفلاحين بدفع سلفة مالية أولية مليون ليرة سورية عن كل طن، مقابل الحصول على الصنف الأجنبي، وبحسب مدير المؤسسة تم التعاقد على استيراد ٢٠٩٠ طن مقابل ١٠٤٩ طن من الأصناف المحلية.
يذكر أن إنتاج موسم البطاطا العام الماضي في مناطق سيطرة النظام وصل ل ٣٨٤ ألف طن تم تخصيص ٣٣ ألف طن كبذار، والباقي تم طرحها في الأسواق وحلقت أسعارها بارتفاعات فكيف سيكون وضع التسعيرة بالأسواق في الوقت الحالي، بعد تضرر موسمها بالصقيع وخروجها من المنافسة يسأل أحد المتابعين.
تقرير خبري – نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع