“العبرة بالنقود التي تجنيها وليس بالنتائج والانطباع الحضاري الذي تتركه في نفوس الآخرين”. هذه العبارة الانتهازية التي لا يقبلها منطق الإنسان السليم بل يخجل من الحديث عنها أو المدافعة، نجد النظام السوري يرفعها شعاراً لنشاطاته في كل المجالات وبخاصة مشاركته في الاستحقاقات الرياضية الخارجية، ليؤكد القناعة أن رأس الهرم كزيله كلهم يحملون نفس التفكير النفعي الوصولي الذي يبرر الفشل والفساد بحجة الحصول على المال فالنظام، رغم خروجه من الفعاليات الرياضية بلا ورقة توت تستر فشله لكنه فرح و(مبسوط) الى درجة الثمالة بالمكتسبات المالية التي سترتد عليه.
فعلى حد تعبير صحيفة محلية تابعة للنظام فإن (خزينة اتحادنا الكروي ستنتعش قريباً بالأموال التي ستدخلها من مكافأة المشاركة في بطولة كأس العرب ومقدارها 750 ألف دولار وفك الحجز عن أموال بيع حقوق النقل التلفزيوني لمباريات المنتخب الأول في تصفيات كأس العالم والتي كانت مجمدة بسبب العقوبات) !
الاسترزاق من الرياضة ليس وقفاً على المشاركات الخارجية فـ (هنالك نية لتسويق حقوق نقل الدوري السوري الممتاز لكرة القدم لما تبقى من الموسم الحالي إضافة إلى ثلاثة أو أربعة مواسم أخرى).
النظام كما أسلفنا سعيد بهذه الأموال وهو الذي يلاحق جيوب الناس بالضرائب والمصادرات حتى يشبع نهم خزينته والفاسدين الذين يعتاشون منها.. لكن ماذا عن الصورة الذهنية المترسخة لدى المنتخبات الأخرى المشاركة ووسائل الإعلام التي ترصد هذه التجاوزات غير الأخلاقية من تصرفات منتخبات النظام والتي يمكن اعتبارها أفعالاً تشبيح بامتياز؟
نعم إنه تشبيح فكيف نستطيع التفرقة بين تصرف إبراهيم عالمة في حراسة المرمى وتهجمه على الجمهور بألفاظ نابية وبين عنصر الأمن الذي يقطع الطرق بمهمة رسمية ليحصل من الناس أجور عبورهم من الحاجز او عبور البضائع تحت مسمى الترفيق.
أو كيف نميز بين تشبيح مدرب حراس منتخب النظام للناشئين لؤي عثمان ابن القرداحة الذي قام بلطم لاعب يمني ناشئ تحت سن 16 سنة على وجهه في بطولة غرب أسيا للناشئين وبين تشبيح عنصر الأمن على المتظاهرين السلميين في بداية الثورة وضربهم وسحلهم في الشوارع ؟
النظام يبرر ذلك بتصرف فردي من قبل اللاعبين والطواقم الإدارية في الفريق لكنه يغفل أن تكرار هذه التصرفات يؤكد القناعة الراسخة أن مفاصل هذا النظام من رأسه حتى زيله قائمة على فكرة التشبيح والبلطجة والانتهازية في سبيل الحصول على المنفعة والمال فأين سيجد منتخب البراميل قدوة سيئة أفضل من رأس النظام راعي الشبيحة والنبيحة.
محمد الحلبي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع