قلق وخوف يغمر قلوب سكان المنطقة الشرقية من سوريا بعد خروج “سد الفرات” عن الخدمة، وذلك بعد توقف محطات التوليد الكهربائي الذاتية لبوابات السدّ، مما يشيد لاقتراب انهيار السد بفترة محدودة لا تتجاوز 30 يوماً على حسب قول خبراء السدّ.
بعدما خسرت قوات سوريا الديمقراطية المثلث الجغرافي في شمال حلب الممتد من جرابلس إلى مارع ومن ثم إلى الجنوب نحو الباب وأصبحت هذه الأراضي بيد “درع الفرات” باتوا يتطلعون إلى الهيمنة على الرقة، لكن كلنا يعلم أن الرقة ذات ثقل عربي سني ولا يوجد سوى نقاط صغيرة في شمال المحافظة تكمن فيها “قوات سوريا الديمقراطية”.
مع دعم دولة قوية “الولايات المتحدة الأمريكية” تحاول قوات سوريا الديمقراطية الالتفاف والهيمنة مباشرة على الرقة والتقدم السريع الذي تحرزه بعد السيطرة على قرية “عجيل” جنوب الطبقة وبعد أن أصبحت على بعد متر واحد من الطبقة التي تعد أبرز مدن ريف الرقة الغربي وتقع على مساحة 40 كيلو متر من مدينة الرقة لتسعى وراء هدفها النهائي “الرقة” معقل تنظيم الدولة الإسلامية.
لعل هذا التقدم لم يكن مفاجئاً خلال الشهر الماضي، إنما طبيعياً وسريعاَ حيث اقتضت الخطة أولاَ مدينة الطبقة ومن ثم الانتقال إلى سد الفرات مع وضع الثقل الأمريكي مع الحليف المحلي “قوات سوريا الديمقراطية”.
الطبقة مدينة حديثة أنشأت مع بناء سد الفرات في ستينيات القرن الماضي، هدفت العمليات العسكرية فيها إلى السيطرة على المدينة ومطارها العسكري وسد الفرات أكبر السدود في سوريا، حيث نفذت قوات سوريا الديمقراطية عملية انزال جوي بالتعاون مع التحالف الدولي، وتمكنت عناصرها من الوصول إلى المدخل الشمالي للسد وأصدرت بياناً أعلنت فيه وقف العمليات القتالية لإفساح المجال لفريق هندسي للدخول وإصلاح أضرار لحقت بالسد
ليظهر السؤال المقلق والمخيف في آن واحد للسورين هل سيتم تصليح السدّ ويختفي القلق والتوتر الذي يلاطم الأذهان كما تلاطم أمواج الفرات الهادرة؟!.
أم أن طريقة جديدة لقتل وحصد أرواح المدنيين العزل تفوق قدرة العقل على التصور كما أخبرنا “أبي غانم” من سكان الرقة وهو يتنهد الآهات قائلاً في حديثه معنا “ربما لم نجرب هذا النوع من الموت بعد مع مجتمع يصمت وتتفرج، تزداد أحزاننا ونخجل .. من أنفسنا بعجز يمنعنا من فعل أي شيء من شأنه منع كارثة إنسانية من الحدوث، لا نملك غير التضرع ورفع الدعوات مع الأيادي عالياَ نحو السماء فهناك من يسمعنا”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد