تواصل إيران إرسال مستشاريها العسكريين إلى سوريا، على الرغم من خسارتها العشرات منهم مؤخرا في المعارك هناك إلى جانب حليفها النظام السوري، وترى في تقديمها للاستشارات العسكرية “أمرا مصيريا”.
ففي تصريحات للمستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء يحيى رحيم صفوي، التي نقلتها وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، قال فيها إن الاستشارات العسكرية التي تقدمها قوات حرس الثوري الإيراني في القتال في سوريا “مصيرية للغاية”.
وخلال زيارة اللواء صفوي لعائلة اللواء حسين همداني، كبير مستشاري الحرس الثوري الذي قتل في سوريا، وصف المسؤول الإيراني الجبهة السورية بـ”الجبهة الدولية الإسلامية أمام الصهاينة والأمريكيين”، لافتا إلى أن أمريكا والصهاينة وبعض الدول العربية والسعودية وقطر وتركيا تتخندق في جبهة واحدة، لإسقاط حكومة بشار الأسد”، التي وصفها بـ”الشرعية”.
وتأتي هذه التصريحات في حين كشف موقع “مشرق نيوز” المقرب من الحرس الثوري الإيراني مقتل أربعة ضباط من قوات الحرس الثوري، التي تشارك في القتال إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا.
وأورد الموقع الإيراني “مقتل روح الله قرباني وقدير سرلك من قوات الحرس الثوري في الخطوط الأمامية لجبهة المقاومة للدفاع عن مزار سيدة المقاومة زنيب الكبرى في سوريا”، مضيفا أنه “قتل اثنان من أبناء الإسلام النقي المحمدي، خلال المعارك التي تدور بين قوات الحرس الثوري الإيراني ومسلحي المعارضة التابعين للسعودية على جبهات القتال في سوريا”.
وأسماء الضابطين هما “محسن فانوسي من محافظة همدان، وإسماعيل زاهد بور من محافظة جلستان”، وفقا للموقع الإيراني.
وكشفت وكالة “إبنا” الإيرانية عن المكان الذي قتل فيه الضباط الإيرانيين في سوريا وقالت : قتل أربعة من ضباط الحرس الثوري الإيراني خلال تقديم الاستشارات العسكرية بمدينة حلب السورية.”
وأشار موقع “مشرق نيوز” إلى أن “عدد القتلى من الحرس الثوري في سوريا وصل عددهم إلى 36 ضابطا خلال العمليات العسكرية التي بدأت منذ شهر”.
وفي تقرير آخر نشر أيضا على موقع “مشرق نيوز” عن قتلى الحرس الثوري الإيراني في سوريا، أكد الموقع الإيراني سقوط اثنين من ضباط الحرس الثوري في سوريا، وبهذا يصل عدد قتلى الحرس الثوري إلى 38 قتيلا خلال الشهر الماضي فقط.
وبسبب استنزاف قوات الحرس الثوري في سوريا، لجأت مؤسسات الحرس في إيران إلى إطلاق عملية تجنيد واسعة في المناطق الفقيرة والنائية في إيران، وحاولت تجنيد الآلاف من أبناء إقليم بلوشستان لزجهم في حرب سوريا.
ولكن علماء إقليم بلوشستان أصدروا فتاوى عدة تحرّم القتال إلى جانب قوات الحرس الثوري الإيراني وقوات نظام بشار الأسد في سوريا.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”عربي21” من إيران عن تحرك بعض المؤسسات الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، بجمع التبرعات المالية من الموظفين في بعض الشركات الإيرانية تحت مسمى “دعم الجهاد والمجاهدين الإيرانيين في سوريا” لسد العجز المالي الذي يعاني منه الحرس الثوري الإيراني، بسبب تدخله العسكري في سوريا والعراق واليمن.
ويرى مراقبون أن عدد قتلى العسكريين وعناصر المليشيات الإيرانية التي تقاتل إلى جانب قوات نظام بشار الأسد منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، فاق الـ400 قتيل.
وكانت الوكالة الرسمية الإيرانية “إرنا” أعلنت في 15 حزيران/ يونيو الماضي، تعليقا على إحدى الصور بأن “400 إيراني قتلوا في سوريا” في الوقت الذي لم تُدلِ فيه أي جهة رسمية إيرانية أخرى معلومات عن عدد القتلى الإيرانيين في سوريا التي دخلت أزمتها عامها الخامس.
وكان الحرس الثوري الإيراني فقد في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة الماضية عددا من قياداته، على رأسهم حسين همداني، أكبر مستشار عسكري للحرس عمل في سوريا.
عربي21