ذكرت صحيفة “بيلد” الشعبية الألمانية، أن المخاوف تتزايد في بروكسل من رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بغضب على التراجع عن إعفاء مواطنيه من تأشيرات دخول الاتحاد الأوروبي، وقيامه بإلغاء اتفاقية استعادة اللاجئين التي وقعها رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو مع رؤساء الدول والحكومات الأوروبية في مارس/آذار الماضي.
وقالت الصحيفة، بحسب الجزيرة نت، إن مؤسسات الاتحاد الأوروبي تعكف حاليا على بحث بدائل للاتفاقية الأوروبية التركية لاستعادة اللاجئين، حال إصرار الرئيس أردوغان على إبقاء المواد المشددة بقانون مكافحة الإرهاب المتعلقة بملاحقة الصحفيين، ورد المفوضية الأوروبية على هذا بالتراجع عن إعفاء المواطنين الأتراك من التأشيرة لدخول الاتحاد الأوروبي المتوقع دخوله حيز التطبيق مطلع يوليو/تموز القادم.
وأشارت بيلد إلى ان الاتحاد الأوروبي متخوف أيضًا من فتح تركيا الحدود أمام آلاف اللاجئين ليأخذوا طريقهم لدول الشمال الأوروبي، ونقلت عن رؤساء حكومات أوروبية أنهم بحثوا وسائل لمواجهة تدفق سيل اللاجئين الجديد، من بينها تحويل الجزر اليونانية إلى مراكز استقبال ضخمة مغلقة لطالبي اللجوء، وقطع وسائل المواصلات بين هذه الجزر والمدن اليونانية.
ونسبت الصحيفة إلى وزير أوروبي ، لم تذكر اسمه، قوله إن هذا السيناريو يتضمن إبقاء طالبي اللجوء بوضع أشبه بالاحتجاز بالجزر اليونانية وترحيل المرفوضين منهم من هناك مباشرة لبلدانهم، مشيرًا إلى أن المساعدة المالية البالغة ستة مليارات يورو التي وافق الاتحاد الأوروبي على منحها لتركيا ضمن اتفاقية استعادة اللاجئين، وتلقت الأخيرة منها 100 مليون يورو حتى الآن، ستذهب لليونان، في حال إلغاء أنقرة للاتفاقية.
كما نسبت بيلد إلى كارل غيورغ فيلمان خبير السياسة الخارجية بالحزب المسيحي الديمقراطي الألماني الحاكم الذي تترأسه المستشارة أنغيلا ميركل، مطالبته بأن تشمل إجراءات مواجهة إلغاء تركيا المحتمل اتفاقية استعادة اللاجئين، إرسال أعداد كبيرة من الخبراء ورجال الشرطة الأوروبيين للجزر اليونانية ليتولوا هناك الفحص السريع لطلبات اللجوء، للحيلولة دون تمكين أصحاب هذه الطلبات من التوجه لأوروبا.
وعلى صعيد ذي صلة، ذكر بيان رسمي لوزارة حماية المواطنين اليونانية أن الجزر اليونانية لم تشهد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلا وصول 25 طالب لجوء فقط بفضل التزام تركيا المشدد بتطبيق اتفاقية استعادة اللاجئين، مشيرةً إلى أن اليونان رحلت بناء على تفاهمات ثنائية 6427 طالب لجوء إلى تركيا وبلدان أخرى منذ بداية العام الجاري.
تجدر الإشارة أن تركيا والاتحاد الأوروبي توصلا في 18 آذار/ مارس 2016 في العاصمة البلجيكية بروكسل، إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وتهريب البشر، حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 4 أبريل/نيسان الحالي، باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية بعد الـ 20 من الشهر الماضي، ممن تأكد انطلاقهم من تركيا.
وانخفض عدد المهاجرين، الذين ضبطتهم فرق خفر السواحل التركية، خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي، بنسبة 80%، في حين أن الشهر المذكور، هو الشهر الوحيد، الذي لم يشهد وقوع حالات غرق، خلال مدة 15 شهرا، أي منذ شهر فبراير/ شباط 2015.
ترك برس