على الرغم من أن قرار إحداث معهد لتعليم اللغات في جامعة محافظة #اللاذقية السورية، يعود إلى أول تسعينيات القرن الماضي، بعد صدوره بمرسوم يحمل رقم (148) وبتاريخ 18-11-19900 متضمناً تعليم اللغة الفارسية، إلا أن كثافة تعليم تلك اللغة شهد نشاطاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بعد قيام الثورة السورية.
فقد أصدر النظام السوري، أخيراً، قراراً بالموافقة على إحداث قسم لتعليم اللغة الفارسية في المعهد العالي للغات بجامعة تشرين (جامعة اللاذقية، وتم تغيير اسمها بمرسوم من الأسد). حسب ما نقلته “سانا” في خبر يعود إلى الثاني والعشرين من الشهر الفائت.
ويشار إلى أن تعليم اللغة الفارسية، في محافظة اللاذقية السورية، شهد كثافة تفوق تلك التي تحصل في جامعات أخرى، كجامعة #دمشق وجامعة حمص. وخصوصاً في الفترات التي تبعت قيام الثورة السورية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
يذكر أن المركز الثقافي الإيراني افتتح بعهد بشار الأسد في اللاذقية منذ عام 2006، وكان على رأس مهامه تعليم اللغة الفارسية كما قال الدكتور في الشريعة، سيد علي الحسيني، مدير ذلك المركز سابقاً، عندما أكد أن من أهم الأسباب لوجود ما سمّاه “تعاوناً ثقافياً” بين بلاده ونظام الأسد، هي: “مجموعة السياسات التي اتخذها حافظ #الأسد بالتواصل مع الحكومة الإيرانية في شتى المجالات وإكمال بشار الأسد في نفس المشروع وتواصله الدائم مع أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية”. حسب ما جاء في كلامه في حوار صحافي يعود إلى عام 2009، مؤكداً أن “السبب المباشر” لافتتاح فرع للمركز الثقافي الإيراني في اللاذقية هو “الإقبال الشديد من أهالي هذه المحافظة لتعلم اللغة الفارسية” على حد ما جاء في كلامه.
ولدى سؤاله عن السبب في ما سمّاه “الإقبال الكبير جدا” لتعلم اللغة #الفارسية في اللاذقية، أجاب: “أنا نفسي أجهل السبب”.
2016 شهد ذروة تعليم الفارسية
لم يتوقف تعليم اللغة الفارسية في الهيئات التابعة للمركز الثقافي #الإيراني في اللاذقية، خصوصاً بعد الثورة على نظام الأسد عام 20111. فقد شهدت تلك المحافظة أعلى نسبة تركيز ترويجي لتلك اللغة، إنما من خلال ما يُعرف بـ”مجمّع الرسول الأعظم” في اللاذقية، الذي بدأ يقيم دورات مكثفة ومطوّلة لتعليم اللغة الفارسية. ويتبع هذا المجمّع، إلى “قم” الإيرانية في مناهج التدريس الديني، ويديره الدكتور أيمن زيتون، وهو من أهالي “الفوعة” السورية الإدلبية ذات الأكثرية الشيعية، إلا أنه أقام في إيران فترة طويلة ودرس في “قم” وتخرّج منها، ثم تولى لفترة معينة إدارة الجامعة الإسلامية فيها، وبعدها عاد إلى سوريا.
ويسجّل الموقع الإلكتروني لمجمّع “الرسول الأعظم” وكذلك صفحته الفيسبوكية، عدداً كبيراً من الإعلانات المروجة لتعليم اللغة الفارسية، تبدأ الكثافة فيها، وفي شكل ملحوظ، مع عام 2015 ثم عام 2016 الذي شهد الإعلان عن عشرات الدورات التي تعلم اللغة الفارسية “وبالتعاون مع المركز الثقافي الإيراني في اللاذقية” كما يرد في بعض ملصقاته الدعائية. أمّا آخر دورة تعليم للغة الفارسية، فقد أعلن عنها المجمّع بتاريخ 21 يناير الماضي، وبحضور نادر آزادي، الملحق الثقافي الإيراني في اللاذقية.
ومن دورات تعليم اللغة الفارسية التي أعلن عنها مجمع الرسول الأعظم، يسجل موقع المجمّع الإلكتروني وصفحته الفيسبوكية، دورات تظهر كثافة متصاعدة غير مسبوقة على تعليم تلك اللغة، ومنها تواريخ تبدأ بـ 8 ديسمبر 2015، و13 يناير 2016، و4 و19 ابريل 2016، و4 مايو 2016، و11 مايو 2016، و16 و21 أغسطس 2016، و13 أكتوبر 2016، ثم آخر دورة أعلن عنها في المجمع السالف، وهي بتاريخ 21 يناير 2017. هذا بالإضافة إلى دورات تعليم للغة الفارسية أعلن عنها في أوقات متفرقة مختلفة ما بين عامي 2015 و2016.