أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلغاء كل من المجلس الاستشاري التجاري والصناعي والمنتدى السياسي الإستراتيجي، وذلك في خضم الجدل المتزايد بشأن موقفه من أحداث العنف في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا.
وقال ترمب -في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر- إن الأفضل إلغاء الهيئتين بدلا من ممارسة الضغوط، وفق تعبيره.
وتأتي الخطوة بعد توالي الاستقالات من عضوية المجلس من قبل رجال أعمال احتجاجا على موقف ترمب مما جرى في شارلوتسفيل، ومن جماعات اليمين المتطرف والعنصريين البيض والنازيين الجدد.
وقد تحدى ترمب مجددا معارضيه وأعلن تمسكه الأربعاء بموقفه بتحميل “كلا الطرفين” المسؤولية على أعمال العنف شهدتها المدينة السبت الماضي بين أنصار اليمين المتطرف الذين يؤمنون بنظرية تفوق العرق الأبيض، وأولئك الذين تظاهروا ضدهم.
ويأتي موقف ترمب الذي أثار جدلا كبيرا في الولايات المتحدة، في وقت تستمر فيه المظاهرات احتجاجا على موقفه في عدد من المدن ومنها نيويورك حيث نظم احتجاج أمام البرج الذي يحمل اسمه. ويتهمه معارضوه باستعمال منبر الرئاسة لرفع صوت اليمين المؤمن بتفوق البيض والانتصار له.
ومن بين معارضي الرئيس أعضاء في إدارته وجمهوريون ورجال أعمال ومستشارون في البيت الأبيض الذين طالبوه في وقت سابق باتخاذ موقف إدانة أكثر قوة للنازيين الجدد الداعين لتفوق البيض ونزولهم لشوارع المدينة الصغيرة شارلوتسفيل.
وقال رئيس مجلس النواب بول ريان في تغريدة له إن “التفوق الأبيض يثير الاشمئزاز” ودعا لعد “الغموض الأخلاقي” في رسالة موجهة بوضوح للرئيس ترمب.
بوش ينتقد
ودخل الرئيسان الأميركيان السابقان جورج بوش الأب وجورج دبليو بوش الأربعاء على الخط، ودعيا إلى “رفضالعنصرية ومعاداة السامية والكراهية بكل أشكالها”. وجاء البيان المقتضب للرئيسين 41 و43 بعد أقل من 244 ساعة من الجدل الذي أثاره ترمب حين حمل المنادين بتفوق العرق الأبيض ومناهضي العنصرية على السواء مسؤولية المواجهات في شارلوتسفيل.
وكتب الرئيسان السابقان “في وقت تتجه صلواتنا إلى شارلوتسفيل، نذكر بالحقائق الأساسية التي أوردها في إعلان الاستقلال أحد أبرز مواطني هذه المدينة (الرئيس الأسبق توماس جيفرسون: جميع الناس خلقوا متساوين، لقد حباهم الخالق حقوقا راسخة)” مؤكدين أن “هذه الحقائق أبدية لأننا شهود على عظمة بلادنا”.
وقد أثارت طريقة تعامل ترمب مع مشكلة العنف في مدينة شارلوتسفيل أسئلة جديدة ومثيرة للقلق حتى بين مؤيديه، وداخل الحزب الجمهوري فضلا عن انتقادات الديمقراطيين، حيث قال عضو مجلس الشيوخ بولاية فرجينيا “تيم كاين” في تغريدة له على موقع تويتر إن العنف في شارلوتسفيل تأجج من جانب واحد، واتهم اليمين المتطرف بنشر العنصرية والتعصب والتخويف.
يُذكر أن مسيرة لمجموعة يمينية متطرفة تدعو لسيادة العرق الأبيض -في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا- تحولت السبت الماضي إلى أعمال عنف عندما قام شخص منهم بدعس مجموعة من المتظاهرين المناوئين لهم مما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة 19 شخصا آخرين.
الجزيرة