جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحذيره من تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية، مكرراً هجومه على عملية التصويت عبر البريد، فغرّد قائلاً: «التصويت عبر البريد، إن لم تغيره المحكمة، سيؤدي إلى أكثر انتخابات مزيفة في تاريخ البلاد». ومع إصرار ترمب على انتقاد التصويت عبر البريد رغم عدم توفر أدلة تثبت صحة ادعاءاته، يتخوف الجمهوريون من تأثير تصريحاته على الناخبين الجمهوريين الموجودين في ولايات تعتمد بشكل أساسي على التصويت عبر البريد في الانتخابات الرئاسية، ككولورادو وهاواي وأوريغون ويوتا وواشنطن. وقد بدأ هذا التأثير يظهر في استطلاعات الرأي التي عكست فارقاً كبيراً في آراء الديمقراطيين والجمهوريين فيما يتعلق بموضوع التصويت عبر البريد، ففي حين اعتبر ٨٣ في المائة من الناخبين الديمقراطيين أنه يجب السماح بالتصويت باكراً أو عبر البريد من دون عذر معين، قال ٥٥ في المائة من الجمهوريين إنه لا يجب السماح بهذا من دون عذر واضح وموثّق، وذلك بحسب استطلاع لمركز بيو للأبحاث. وفي حين تسمح ٣٤ ولاية بالتصويت عبر البريد من دون أي سبب يذكر، تتطلب باقي الولايات عذراً مقنعاً للسماح للناخبين بالتصويت غيابياً. ورغم انتقادات الرئيس الأميركي فإن الأبحاث تشير إلى أن الناخبين الذين يصوتون عادة عبر البريد لا يميلون لحزب معين ضد آخر، فهناك توازن بين الناخبين من الطرفين الديمقراطي والجمهوري الذين يعتمدون على البريد للإدلاء بأصواتهم. ومن المتوقع أن يزداد عددهم في ظل انتشار فيروس «كورونا» ودفع بعض الولايات للناخبين بالتصويت غيابياً بدلاً من التوجه إلى صناديق الاقتراع. وقد أدى هذا الواقع إلى تجاهل حملة ترمب الانتخابية لتصريحاته في هذا المجال، فحثت مناصريه على طلب بطاقات انتخابية للتصويت غيابياً. وقالت الحملة في رسالة إلكترونية موجهة إلى الناخبين في ولاية بنسلفانيا: «الرئيس ترمب يعتمد عليكم للتصويت له بأعداد تاريخية في بنسلفانيا. اطلبوا بطاقاتكم الانتخابية وأدلوا بأصواتكم من دون مغادرة منازلكم».
وتسعى حملة ترمب الانتخابية إلى تقليص الفارق بينه وبين منافسه جو بايدن في استطلاعات الرأي والتي تشير دوماً إلى تقدم نائب الرئيس الأميركي السابق عليه. آخرها استطلاع لـ«رويترز» – إيبسوس أظهر تقدم بايدن بـ٨ نقاط على ترمب، كما أظهر الاستطلاع دعماً كبيراً لبايدن من قبل الناخبين المترددين، ليتقدم على ترمب بـ٢٢ نقطة في صفوفهم، إذ قال ٦١ في المائة منهم إنهم يميلون للتصويت لصالح بايدن مقابل ٣٩ في المائة من الذين رجحوا الكفة لصالح ترمب. وبحسب الاستطلاع فقد قال ٣٤ في المائة من الناخبين إنهم سيدعمون المرشح الذي يقدّم خطة قوية لإنعاش الولايات المتحدة. وتعتمد حملة بايدن الانتخابية على استطلاعات الرأي هذه في استراتيجيتها، إذ تسلط الضوء على التزام نائب الرئيس الأميركي السابق بالحؤول دون تفشي فيروس «كورونا»، مع التركيز على خطة إنعاش البلاد. وفي هذا الإطار، نشرت الحملة فيديو يصوّر بايدن إلى جانب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في حوار مطوّل مشبع بالانتقادات المبطنة لترمب. ويقول بايدن في الفيديو: «أنا لا أفهم عدم قدرته على الشعور بمعاناة الأشخاص. هو عاجز عن التعاطف». فيرد أوباما عليه: «إن أحد الأسباب الأساسية التي دفعتني لاختيارك نائباً لي يا جو، هو قدرتك على التعاطف والشعور بمعاناة الأشخاص». وتسعى حملة بايدن إلى تكثيف مشاركة أوباما في الأحداث الانتخابية، فإضافة إلى الحماسة الكبيرة التي يبثها الرئيس السابق في صفوف الناخبين، تمكن أوباما من دفع مناصريه إلى التبرع بـ١١ مليون دولار في أول حفل تبرعات عقده إلى جانب بايدن الشهر الماضي. يأتي هذا في وقت أعلنت فيه حملة ترمب الانتخابية أنها جمعت ٢٠ مليون دولار في أول حفل تبرعات افتراضي عقدته. وتباهت الحملة بهذا المبلغ الضخم، مشيرة إلى الحماسة الكبيرة التي يتمتع بها ترمب في صفوف مناصريه، والأغلبية الصامتة كما يصفها الرئيس الأميركي. وقالت إحدى مسؤولات الحملة كيمبرلي غيلفويل إن «التبرعات التي يجمعها الرئيس الأميركي والتي تحطم الأرقام القياسية تثبت أن الشعب الأميركي يتوق لأربع سنوات إضافية من قيادته. إن الأغلبية الصامتة في البلاد اجتمعت لتقدم أموالها التي كسبتها من عرق جبينها وتجعل من إعادة انتخاب الرئيس أمراً واقعاً».
نقلا عن الشرق الاوسط