ريم احمد
التقرير السياسي ( 29 / 6 / 2015)
المركز الصحفي السوري.
تحدثت العديد من الصحف التركية الصادرة اليوم عن تدخل عسكري تركي مرتقب في شمال سوريا، على ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها المناطق الحدودية، لا سيما مع سيطرة قوات وحدات “حماية الشعب” الكردية على مدينة تل أبيض وسيطرتها على المعبر، بالإضافة إلى تواجد تنظيم “داعش” في قرى بريف حلب قريبة من الحدود.
وكشفت صحيفة “يني شفق” التركية (القريبة من حزب العدالة والتنمية والتي تعتبر الناطقة باسمه)، اليوم، أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضغط على زر التدخل العسكري في سوريا مع رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو”، مضيفة أن رئاسة الأركان التركية تتحضر للعملية بـ 18 ألف جندي.
في السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء التركي “أحمد داود أوغلو”، أنَّ “بلاده على أهبة الاستعداد، لكافة الاحتمالات، حيال أي انتهاك يطال الحدود الجنوبية مع سوريا والعراق”.
وفي كلمته بحفل إفطار، مع ممثلي الأقليات الدينية ومنظمات المجتمع المدني، بمدينة إسطنبول، أوضح داود أوغلو “أن تركيا اتخذت كافة التدابير اللازمة لمنع المساس بالاستقرار الذي تنعم به البلاد”.
وأضاف رئيس الوزراء التركي “أن بلاده فتحت أبوابها للاجئين دون سؤالهم عن مذهبهم ودينهم وعرقهم، وستواصل اتباع نفس السياسة بهذا الشأن”، مشيرًا “أن تركيا لن تقف بجانب الظالم إطلاقًا”.
وعقب تللك التصريحات بجاهزية انقرة التدخل العسكري اذا اقتضى الامر، وجهت إيران تهديدا صريحا ومباشرا إلى تركيا، يحذرها من مغبة المشاركة في أي عمل عسكري ضد نظام بشار الأسد، وإلا تعرضت لقصف صاروخي، وفق ما نقلت وثيقة رسمية سعودية.
الوثيقة التي جاءت في صورة تقرير رفعته سفارة المملكة في طهران إلى وزارة الخارجية السعودية، أوضح أن الحكومة التركية تعرضت لهجوم وانتقاد من قبل الإعلام الإيراني، اتهمها بالنفاق وتنفيذ سياسة أمريكا وإسرائيل، لمجرد إعلان هذه الحكومة دعم الثورة السورية، ومعارضتها قمع النظام وجرائمه.
وأبانت الوثيقة أنه وضمن مساعي طهران لثني تركيا عن دعم الثورة السورية، أوفد الرئيس الإيراني –حينها- “محمود أحمدي نجاد” مبعوثا خاصا إلى تركيا، نقل تهديدات وتحذيرات من طهران مفادها أن استعمال أي قواعد عسكرية تركية للهجوم على نظام بشار الأسد، “سيعرض تركيا لقصف صاروخي إيراني”.
ونوهت الوثيقة بما سمتها “محاولات الاصطفاف الإقليمي”، التي لاحت بوادرها في تقارب أكبر وتنسيق أعمق، شمل أنظمة إيران والعراق وسوريا، تفاديا لسقوط بشار الأسد.
وعن نتئج زيارة المعلم الى روسيا، عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاستمرار في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لسوريا التي تشهد نزاعا مستمرا منذ أكثر من أربعة أعوام، وفق ما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين في موسكو.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عقب اجتماعه مع الرئيس الروسي “حصلت بصراحة على وعد من الرئيس بوتين بدعم سوريا سياسيا واقتصاديا وعسكريا”.
وتعد روسيا حليفا تقليديا للرئيس السوري بشار الاسد واستخدمت بصورة منتظمة حقها في الاعتراض (الفيتو) لعرقلة قرارات داخل مجلس الامن تستهدف الاسد على خلفية قمع نظامه للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضده منذ منتصف شهر آذار/مارس 2011. كما تقدم موسكو دعما ماليا لدمشق.
واستضافت موسكو جولتي مشاورات في كانون الثاني/يناير ونيسان/ابريل الماضي شارك فيها ممثلون عن الحكومة والمعارضة المقبولة اجمالا من النظام، من دون ان تتوصل الى خطوات عملية او الى مشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ابرز ممثلي المعارضة السياسية في الخارج.
وأكد بوتين بعد لقائه المعلم استمرار بلاده في دعم الحكومة السورية، ليدحض بذلك الشائعات عن نية موسكو تقليص دعمها لدمشق.
اما الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، امس الأحد، أن الحل الأمثل للأزمة القائمة في سوريا هو تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأكد “العربي” دعمه لقرارات جنيف1 حول سوريا عام 2012، مشيرًا إلى أن “الحل في سوريا يجب أن يكون سوريًّا، أي أن السوريين يجب أن يتفقوا على مستقبل بلادهم”.
وأشار إلى أن روسيا ستدعم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، واصفًا إياها بالحكيمة في تعاملها مع الأحداث في الشرق الأوسط؛ حيث يشار أن موسكو لطالما دعت إلى حوار بين نظام الأسد والثوار على أساس بيان جنيف1.