هدّدت “منصة موسكو”، المحسوبة على المعارضة السورية، بالتغيب عن المشاركة في مفاوضات جنيف المعلن عقدها في 23 شباط الجاري.
وفي لقاء مع قناة “RT” اليوم، الأحد 19 شباط، اتهم الأمين العام لحزب “الإرادة الشعبية” ورئيس “منصة موسكو”، قدري جميل، المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بعدم التزامه بقرار مجلس الأمن “2254” حول تشكيل وفد المعارضة في الدعوات التي أرسلها للمشاركة في جنيف.
كما اتهم جميل وفد المعارضة السورية في الرياض بـ “الخروج عن مضمون القرار”.
وقالت يارا شريف، المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أول أمس إن “الأمم المتحدة تسترشد المفاوضات تمامًا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يتحدث بشكل محدد عن أسلوب الحكم، ودستور جديد وانتخابات في سوريا”.
وينص القرار “2254” الذي عرضته واشنطن على موسكو في كانون الأول 2015، إقامة “المجموعة التنفيذية المشتركة”، لتنسيق الضربات الجوية على “داعش” و”جبهة النصرة”سابقًا، وما أسماه وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري تثبيت “وقف العمليات العدائية”، الذي توصل إليه الروس والأمريكيون في شباط 2015.
وأضاف رئيس المنصة المعارضة أن “شرط منصة موسكو الوحيد للعدول عن هذا القرار هو الالتزام بقرار مجلس الأمن”، مشيرًا إلى أن “المنصّة ستلجأ إلى الأمين العام للأمم المتحدة والرعاة الدوليين وعلى رأسهم موسكو وواشنطن للتدخل لإصلاح هذا المسار”.
وبحسب المبعوث الأممي إلى سوريا سيناقش جنيف المقبل النقاط التي ترتكز عليها المفاوضات، وهي بحث المسائل المتعلقة بصياغة الدستور السوري الجديد، وإجراء الانتخابات تحت رعاية أممية.
جميل اعتبر أن “محادثات جنيف لن تنجح بسبب تركيبة وفد المعارضة، التي طرحها دي ميستورا”، مضيفًا “اعتراضنا هذا لا يعني رفضنا لجنيف”.
وشدّد على أهمية نجاح المفاوضات، إلا أنه أعرب عن مخاوفه من أن يغلق الطريق أمام الحل السياسي ما سيتسبب باستمرار نزيف الدم السوري.
وفي ذات السياق أشارت الكاتبة والحقوقية وأحد أعضاء المنصة، رندة قسيس، في لقاء مع وكالة “سبوتنيك” إلى أن “الهيئة العليا للتفاوض لم تتمكن من تشكيل وفد موحد يضم منصتي القاهرة وموسكو، والمنصات الأخرى لا يمكنها القبول بأن تكون تحت رئاسة أحد ممثلي منصة الرياض”.
في حين قال جميل إن “وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سبق وأن أكد على أهمية أن يشمل وفد المعارضة كلًا من منصة موسكو، ومنصة القاهرة، وأستانة، ومعارضة الرياض وحميميم وكذلك الأكراد”.
ويستمر الجدل حول الأسماء المشاركة ضمن وفد المعارضة إلى جنيف، بينما تتحدث وسائل إعلام عربية عن جدل حول الكتلة السياسية في الوفد.
ولم تنشر أيٌ من القوى التي شاركت في اجتماعات الرياض، أي قائمة رسمية تُحدد أسماء الوفد حتى اليوم، بينما تجري محاولات لضم ممثلي منصتي القاهرة وموسكو.
وحددت “الهيئة العليا للمفاوضات”رؤوساء وفد المعارضة إلى جنيف، في بيان صحفي قبل أيام، وانتخب نصر الحريري، رئيسًا، على أن تنوب عنه أليس مفرج، بينما شغل محمد صبرا منصب كبير المفاوضين.
عنب بلدي