الرصد السياسي ليوم الاثنين ( 15 / 2 / 2016)
تركيا تكشف عن أهدافها فى سوريا
كشف رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو عن أسباب تمسك بلاده بالتدخل العسكري البري فى سوريا، وقال أن الهدف هو ضرب مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي فى سوريا، وقال في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أن تركيا “لن تسمح لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي بشن أعمال عدوانية، وقد ردت قواتنا الأمنية بالشكل اللازم وستواصل القيام بذلك”، بحسب ما أفاد مكتبه فى بيان.
وقصفت المدفعية التركية أهدافا لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردي التابعة له فى سوريا على مدى يومين، مؤكدة أنها ترد على نيران الحزب، وقال داود أوغلو لميركل أن القوات الكردية السورية التي تتهمها تركيا بأنها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، تتقدم بدعم جوي روسي.
وتخشى تركيا أن تتمكن وحدات حماية الشعب الكردية من السيطرة على كامل الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا.
وتأكيداً على الهدف التركي فى سوريا وهو محاربة الأكراد وليس مواجهة الإرهاب، ونفى وزير الدفاع التركي عصمت يلماز إرسال الجيش التركي قوات إلى الأراضي السورية، مكررا أن بلاده لا تعتزم القيام بذلك، وقال مساء الأحد في البرلمان “هذا ليس صحيحا. لا نعتزم إرسال قوات إلى سوريا”.
وفى رسالة وجهتها إلى الأمم المتحدة، اتهمت الحكومة السورية تركيا بتقديم دعم عسكرى إلى مقاتلي المعارضة، وقالت الخارجية السورية أن “12 سيارة بيك اب مزودة برشاشات من نوع دوشكا ومن عيار 14,5 ملم توغلت داخل الأراضي السورية قادمة من الأراضي التركية عبر معبر باب السلامة الحدودي(شمال حلب) يصحبها نحو 100 مسلح يعتقد بأن جزءاً منهم من القوات التركية والمرتزقة الاتراك”.
من جهة أخرى، أوضح يلماز أن أربع مقاتلات سعودية من طراز اف-16 ينتظر وصولها سريعا إلى قاعدة انجرليك التركية التزاما باتفاق بين البلدين، لافتاً إلى أن هذا الانتشار يندرج فى إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وواصلت تركيا استهدافها لمناطق واقعة تحت سيطرة الأكراد فى محافظة حلب بشمال سوريا، وأسفر القصف المدفعي التركي عن مقتل مقاتلين اثنين وإصابة سبعة آخرين بجروح من وحدات حماية الشعب الكردية وجيش الثوار، وهما فصيلان منضويان فى قوات سوريا الديموقراطية، جاء ذلك فيما أعلن الجيش التركي، اليوم الاثنين، عن مقتل أحد جنوده فى اشتباك على الحدود السورية مع مجموعة تسعى لدخول تركيا بطريقة غير شرعية.
من جهته أعلن قائد “مقر خاتم الأنبياء” للدفاع الجوي الإيراني، العميد فرزاد إسماعيلي، استعداد دولته لتقديم أى مساعدة “استشارية” فى المجال الجوي حال طلبت سوريا ذلك، مؤكدا أن طهران “لن تترك جهدا فى تلبية هذا الطلب”، ومشددا على “حتمية فشل” نشر قوات برية فى الأراضي السورية إذا لم تُنَسق الجهود مع الحكومة.
من جانبه وصف رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن الاستعداد لبدء عملية برية فى سوريا فى حال لم تسر الأمور كما هو مخطط لها بـ”العبثية”، وأن البوح بها كان خطأ، مشيرا إلى أن الحديث عن الأزمة السورية يتطلب اتفاقا وليس تهديدات، وقال مدفيديف، في حديث لقناة “يورو نيوز”: “اليوم ألقيت نظرة على تعليقات وزير الخارجية كيري، قال أنه إذا لم تقم روسيا وإيران بالمساعدة، فإننا مع الآخرين، ومستعدون لخوض عملية برية، هذا كلام عبثي، ومن الخطأ البوح به لسبب واحد بسيط: إذا كان يريد الحصول على حرب طويلة، فبالطبع يجب بدء عملية برية وكل شيئ آخر”.
وأضاف مدفيديف: “لكن لا يجب تهديد أحد، يجب الاتفاق بنفس الأسلوب الذى أجريا به الحديث مع الوزير لافروف، وليس الحديث عن أنه فى حال لم يسر شيء حسب السيناريو، فإننا مع الدول العربية الأخرى سنبدأ عملية برية”.
وقد أعرب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما، أمس الأول السبت، عن دعمهما لجهود فريقي الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار فى سوريا، ومتابعة الأوضاع الإنسانية عملا بقرار مجلس الأمن، كما شدد الرئيسان فى مكالمة هاتفية بمبادرة من الجانب الأمريكي على أهمية التنسيق العسكري بين موسكو وواشنطن، بما يخدم مكافحة تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية.
روسيا تتهم تركيا بتسهيل دخول الجماعات المتشددة و”المرتزقة” إلى سوريا
أفادت فضائية سكاي نيوز فى خبر عاجل اليوم الاثنين أن وزارة الخارجية الروسية اتهمت تركيا بتسهيل دخول الجماعات المتشددة و “المرتزقة” إلى سوريا بشكل غير شرعي.
السعيد إدريس: التدخل السعودي والتركي فى سوريا يمهد لحرب إقليمية
قال الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إنه حال دخول قوات سعودية وتركية إلى الأراضي السورية سيكون بمثابة تطور خطير جدا فى المنطقة، ويمهد لحرب إقليمية داخل سوريا خلال الفترة المقبلة.
وأكد إدريس، لـ”اليوم السابع”، أن تركيا أبعد ما تكون من الحرب على الإرهاب، والهدف من دخولها فى الأراضي الروسية هو محاربة الأكراد حتى لا يدعمون الحزب الكردستاني التركي، موضحا أن مشاركة تركية السعودية فى محاربتها للإرهاب هو تصفية حسابات فقط.
وأشار رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إلى أنه لا يحق لأي دولة سواء عربية أو أجنبية التدخل فى الأراضي العربية لتقرير مصير شعب، لكن ينبغى لهذا الشعب أن يقرر مصيره ويختار قياداته، موضحا أن هذا التدخل السعودي التركي سيمهد لإيران كي تدخل بشكل مباشر فى أزمة اليمن، وزيادة قواتها فى سوريا، إلى جانب تصعيد روسي وهو ما سيكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة.
مسؤول منشق: الأسد سلّم تدْمر لتنظيم الدولة
كشف النائب العام السابق لمدينة تدمر السورية محمد قاسم ناصر معلومات عن وضع رئيس النظام بشار الأسد خطة لانسحاب قواته من المدينة أمام تقدم تنظيم الدولة ، تمهيدا لتهجير أهل المدينة ثم استعادتها لتكون صلة وصل بين “دويلة الأسد” والعراق وإيران لاحقا، حسب قوله.
وقال ناصر الذي انشق عن النظام مؤخرا، إن رئيس المخابرات العسكرية في تدمر العميد مالك حبيب أخبره قبل أسبوعين من مهاجمة تنظيم الدولة لتدمر أن الأسد استدعاه شخصياً وطلب منه إعداد خطة انسحاب آمنة ومحكمة من مدينة تدمر عند مهاجمة التنظيم لها، كما نقل عن حبيب قوله إن قوات النظام سوف تستعيد السيطرة على تدمر بعد عدة أشهر من تسليمها للتنظيم.
وأضاف أن وكالات الأنباء تناقلت بعد دخول التنظيم لتدمر أنه أعدم عشرات الإيرانيين على مسرح تدمر، مؤكدا أن ذلك لم يحدث لأنه لم يبق أي عنصر إيراني في تدمر قبل دخول التنظيم بأسبوعين، وأن كل من قُتل على مسرح تدمر كانوا من العساكر البسطاء وعناصر اللجان الشعبية (مليشيات موالية للنظام) الذين تركهم النظام وراءه بلا سلاح ليعدمهم التنظيم كي يُظهر للعالم المذابح التي ارتكبها التنظيم، حسب قوله.
كما قال النائب العام المنشق إن “هناك فظائع وجرائم ارتكبت في تدمر على يد القوات الروسية وقوات الأسد، والعالم لا يعرف عن تدمر إلا أن التنظيم دمّر بعض القطع العسكرية للنظام”، وأضاف أن التنظيم فجّر بالفعل قوس النصر ومعبد بل التاريخي في المدينة، ولكن قصف الطائرات الروسية وبراميل النظام المتفجرة دمرا المدينة الأثرية كلها وأضعاف ما دمره التنظيم، معتبرا أن روسيا لم تحاول استعادة تدمر بل “تعمل على إزالة تدمر من الخريطة”.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد