بدور أكثر فعالية في التعامل مع الأزمة السورية حتى لا تنقسم البلاد. وأوضح يلدريم أن تطلع الأكراد إلى وصل المناطق التي يسيطرون عليها في الجانب الآخر من الحدود التركية «إنه وضع جديد» و»من الواضح أن النظام السوري فهم أن البنية التي يحاول الأكراد تشكيلها في شمال سوريا بدأت تشكل تهديدا لدمشق أيضا». وأشار إلى أن بلاده ستتمكن بالتعاون مع روسيا وإيران وغيرهما من الدول المعنية من إيجاد حل للأزمة السورية خلال الستة أشهر القادمة. هذا، وأكد أن تركيا تقبل بأن يبقى الرئيس السوري بشار الأسد رئيسا مؤقتا لكن لن يكون له دور في القيادة الانتقالية وفي مستقبل البلاد، معتبرا ان الرئيس بشار الاسد هو احد الفاعلين في النزاع. وقال يلديريم للصحافيين «شئنا ام ابينا، الاسد هو احد الفاعلين اليوم» في النزاع في هذا البلد «ويمكن محاورته من اجل المرحلة الانتقالية». في سياق آخر، سحب الجيش الأمريكي قوات خاصة من موقعها شمال سوريا بعد قصف الجيش السوري لمواقع كردية في منطقة قريبة من مدينة الحسكة. وصرح مصدر مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» بأن عدد القوات الأمريكية الذين غادروا موقعهم شمال سوريا صغير نسبيا، لكنه لم يوضح ما إذا جرى سحب جميع القوات من تلك المنطقة أم لا، حسب ما أفادت به شبكة «سي إن إن». وأكد المصدر عدم تعرض أي عنصر من القوات الأمريكية للإصابة خلال القصف. بدورهم، قال مسؤولون عسكريون أمريكيون إنه: «إذا قام السوريون بذلك مجددا فسيكونون في مواجهة خطر فقدان طائرة». وأثار قصف الجيش السوري على الحسكة غضب البنتاغون والإدارة الأمريكية، حيث كانت قواتهم تعمل في هذه المنطقة منذ شهور على تدريب «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي حليف مهم لواشنطن في معركتها ضد «داعش»، كما وصف هذا الاستهداف بـ»غير العادي». وواصلت الطائرات الحربية السورية أمس التحليق في سماء مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا برغم تحذيرات واشنطن لدمشق بعدم شن اي غارات جديدة ضد حلفائها الاكراد من شأنها ان تهدد سلامة مستشاريها العسكريين. وتدور معارك عنيفة منذ ليل الاربعاء بين المقاتلين الاكراد من جهة وقوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جهة ثانية في مدينة الحسكة التي يتقاسم الطرفان السيطرة عليها منذ العام 2012. وتصاعدت حدة هذه الاشتباكات مع تنفيذ الطائرات السورية الخميس والجمعة غارات على مواقع للاكراد للمرة الاولى منذ بدء النزاع في سوريا قبل اكثر من خمس سنوات. وهي المرة الاولى ايضا التي تتدخل فيها الطائرات الاميركية لحماية مستشاريها على الارض من الطائرات السورية. ونفذت طائرات حربية سورية طوال الليل ويوم أمس طلعات جوية في اجواء مدينة الحسكة، من دون ان يتضح ما اذا شنت غارات جوية نتيجة حدة المعارك، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد صحافي متعاون مع وكالة فرانس برس في الحسكة عن هجمات هي الاعنف للقوات الكردية ضد مواقع للنظام في شرق وجنوب المدينة ليل السبت الجمعة. واكد مصدر عسكري ان الجيش السوري «تمكن من صد الهجمات». واشار مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن بدوره الى «معارك عنيفة استخدمت فيها المدفعية والقذائف خلال الليل والصباح»، لافتا الى ان «وحدات حماية الشعب الكردية وقوات الاسايش (قوات الامن الكردية) حققت تقدما في شرق المدينة». ويسيطر الاكراد على ثلثي الحسكة، فيما تسيطر قوات النظام السوري على الجزء المتبقي ولا سيما وسط المدينة. وبدأت الاشتباكات الاربعاء بين قوات الاسايش ومجموعات الدفاع الوطني الموالية لقوات النظام، على خلفية توتر في المدينة اثر اتهامات متبادلة بتنفيذ حملة اعتقالات خلال الاسبوعين الاخيرين. وزادت حدة المعارك لاحقا لتتدخل الخميس كل من وحدات حماية الشعب الكردية وقوات النظام فيها. واوقعت المعارك في الحسكة منذ ما لا يقل عن 41 قتيلا بينهم 25 مدنيا من ضمنهم عشرة اطفال، وفق المرصد. ويقول الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش «من الواضح ان الاكراد يريدون السيطرة على كامل المدينة»، فيما تسعى قوات النظام لضمان بقائها في هذه المحافظة. واعلنت وحدات حماية الشعب في بيان أمس نيتها حماية مدينة الحسكة من قوات النظام. وقالت «استغل النظام انشغال وحدات حماية الشعب في جبهات منبج والشدادي (جنوب الحسكة) بشكل خسيس ومنحط»، مؤكدة «اننا في وحدات حماية الشعب كما حررنا المنطقة من ارهاب داعش وجبهة النصرة وحافظنا عليها، سنقوم بحمايتها من ارهاب النظام ايضاً». وكان الجيش السوري اتهم بدوره الاربعاء من وصفهم بـ»الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني» بالاستمرار «في ارتكاب جرائمهم بهدف السيطرة على مدينة الحسكة». وتدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية اذ تعتبرها القوة الاكثر فعالية في مواجهة داعش. وتشكل الوحدات حاليا العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية التي تحظى بدعم جوي من التحالف الدولي وتمكنت من طرد داعش من مناطق عدة بينها ريف الحسكة الجنوبي، واخرها مدينة منبج في حلب (شمال). وعلى جبهة اخرى في وسط سوريا، قتل 20 مدنيا، بينهم خمسة اطفال على الاقل، ليل الجمعة السبت في قصف مدفعي وجوي لطائرات حربية يرجح انها سورية ضد مناطق واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في ريف حمص الشمالي. وقتل اكثر من 300 مدني خلال ثلاثة اسابيع من القصف المتواصل في مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. ومنذ 31 تموز، تاريخ بدء الفصائل المقاتلة والجهادية معارك لفك الحصار عن احياء حلب الشرقية، قتل «333 مدنيا» جراء القصف المتبادل بين طرفي النزاع في المدينة المقسمة. ووثق المرصد السوري «مقتل 163 مدنيا، بينهم 49 طفلا» في قصف للفصائل المعارضة على الاحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام، فضلا عن اثنين آخرين في قصف الفصائل لحي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية. كذلك قتل «168 مدنيا، بينهم 26 طفلا»، بحسب المرصد، جراء القصف الجوي الروسي والسوري فضلا عن القصف المدفعي لقوات النظام على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة. واستهدف طائرات حربية أمس مجددا الاحياء الشرقية، وتركز القصف عند اطرافها الجنوبية القريبة من منطقة الاشتباك، وفق ما افاد مراسل فرانس برس الذي اشار الى ان اصوات المعارك العنيفة مسموعة بوضوح في المدينة. وفي اماكن اخرى في محافظة حلب، قتل خلال الفترة ذاتها 109 مدنيين جراء القصف الجوي على مناطق واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة. وشنت فصائل مقاتلة وجهادية بينها جيش الفتح، الذي يضم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في 31 تموز هجوما على جنوب غرب حلب. وتمكنت من التقدم في منطقة الراموسة والكليات العسكرية، ما مكنها في السادس من آب من كسر حصار قوات النظام للاحياء الشرقية وقطع طريق امداد رئيسي لقوات النظام الى غرب حلب. وتدور منذ نحو ثلاثة اسابيع معارك عنيفة في المنطقة حيث تحاول قوات النظام وحلفاؤها استعادة المواقع والنقاط التي خسرتها. وحققت قوات النظام، وفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، أمس «تقدما بسيطا، وهي تسعى لتثبيت نقاط تواجدها».(وكالات).
الدستور