أعلنت تركيا اليوم السبت أنها تجري مناورات جديدة في شرق المتوسط، وشددت على أنها لن تتأخر عن حماية مصالحها، قائلة إن فرنسا واليونان خير من يعلم ذلك.
وأوضحت تركيا أنها ستجري مناورة عسكرية قبالة شمال غرب قبرص خلال الأسبوعين المقبلين، وسط تصاعد التوتر مع اليونان بشأن خلافات حول حقوق التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط.
وفي تغريدة على تويتر، قالت وزارة الدفاع التركية إنه بالإضافة إلى التدريبات التي أجريت 3 مرات في شرق البحر الأبيض المتوسط مع سفن الدول الحليفة في الساعات الـ48 الماضية، تم إجراء تدريبات بحرية مشتركة مع إيطاليا اليوم في جنوب جزيرة قبرص.
وتفجر النزاع بين تركيا واليونان العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد أن أبرم الجانبان اتفاقيتين متعارضتين بشأن حدودهما البحرية مع كل من ليبيا ومصر.
وتصاعد التوتر بعد أن أرسلت تركيا سفينة مسح إلى المياه محل النزاع هذا الشهر.
وأجرى الجانبان مناورات عسكرية في شرق البحر المتوسط، مما يسلط الضوء على احتمال تصعيد الخلاف حول امتداد الجرف القاري إلى مواجهة مسلحة.
اعتراض وإبعاد
وأعلنت وزارة الدفاع التركية يوم الجمعة اعتراض سلاحها الجوي 6 طائرات حربية يونانية من طراز إف-16 (F-16) وإبعادها عن منطقة إخطار نافتكس التركية شرقي المتوسط.
وذكرت الوزارة في بيان أن أنظمة الرادار للقوات الجوية التركية كشفت الخميس عن إقلاع 6 طائرات حربية من طراز إف-16 من جزيرة كريت وتوجهها إلى إدارة قبرص اليونانية.
وأكدت أن مقاتلات تركية من طراز إف-16 اعترضت الطائرات جنوب غرب جزيرة قبرص بعد اقترابها من منطقة سبق لأنقرة أن أعلنت فيها إخطار نافتكس.
وشددت على أن القوات البحرية والجوية التركية تواصل العمل بتصميم غير محدود لحماية حقوقها ومصالحها شرقي البحر المتوسط. كما أرفقت وزارة الدفاع مقطعا مصورا لاعتراض مقاتلاتها الطائرات اليونانية وإبعادها عن المنطقة.
واليوم السبت صرح نائب الرئيس التركي بأنه “لا نتردد في حماية حقوقنا ومصالحنا وأكثر من يعلم ذلك اليونان وفرنسا”.
وجاء هذا التصريح بعد ساعات من قول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه اتخذ موقفا صارما هذا الصيف فيما يتعلق بأفعال تركيا في شرق البحر المتوسط، وإنه وضع أمامها خطوطا حمرًا، “لأن أنقرة تحترم الأفعال وليس الأقوال”.
وأضاف الرئيس الفرنسي “عندما يتعلق الأمر بالسيادة في منطقة شرق المتوسط، يجب أن تكون أقوالي متسقة مع الأفعال. يمكنني أن أبلغكم أن الأتراك لا يدركون ولا يحترمون سوى ذلك.. ما فعلته فرنسا هذا الصيف كان مهما، إنها سياسة تتعلق بوضع خط أحمر، لقد طبقتها في سوريا”.
وتبدي فرنسا دعما قويا لليونان وتتخذ مواقف واضحة ضد سياسات تركيا في ليبيا.
دعوة للتهدئة
ووسط استمرار التصعيد، تثور المخاوف من نشوب حرب في شرق المتوسط، في حين تطالب جهات إقليمية ودولية بالتهدئة وتحث أثينا وأنقرة على الانخراط في الحوار لحل الأزمة.
وحثت الأمم المتحدة الجمعة كلا من تركيا واليونان على مواصلة الحوار لحل الخلافات بينهما سلميا، إثر مواصلة أثينا اتخاذ خطوات أحادية بمنطقة شرق المتوسط.
وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، عبر دائرة تلفزيونية مع الصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتابع بقلق بالغ تصاعد حدة التوتر في اليومين الماضيين بين تركيا واليونان، ومن المهم حل الخلافات بين البلدين سلميا.
وأضاف “ما نفهمه أن تركيا واليونان كانتا إلى وقت قريب منخرطتين في مشاورات ثنائية، ونحن نحث الطرفين على مواصلة ذلك الحوار”.
نقلا عن الجزيرة