تتجه القوات المشاركة في عملية درع الفرات التركية نحو مدينة الباب الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعتبر الباب مدخلا رئيسيا نحو مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
وتتألف قوات سوريا الديمقراطية من مجموعة من الفصائل، ولكن المكون الرئيسي فيها هو وحدات حماية الشعب الذراع العسكرية للاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تقول أنقرة إنه امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تنظيما إرهابيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عناصر درع الفرات باتت على مشارف الباب، وأضاف أنه خلال الـ24 ساعة الماضية، أصبحت الفصائل المدعومة من تركيا من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جهة ثانية، وتنظيم داعش من جهة ثالثة، على خط تماس مشترك في منطقة حساجك ومحيطها. وأشار إلى أنه في حال تمكنت الفصائل المدعومة تركيا من التقدم أكثر جنوبا، فإنها ستصبح على تماس مباشر مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في القرى القريبة من تل جبين والواقعة في ريف حلب الشمالي.
كما أنه في حال تقدمت الفصائل إلى الجنوب أكثر، فإنها تكون قد أنهت حلم إقامة فيدرالية الشمال السوري بوصل منطقة عفرين بمناطق عين العرب (كوباني) وتل أبيض والجزيرة السورية، وحلم وصل المناطق الثلاث للإدارة الذاتية الديمقراطية في “مقاطعات الجزيرة وكوباني وعفرين” ببعضها.
وحاولت الوحدات الكردية استغلال الأزمة السورية وتوظيفها لصالح تركيز إقليم حكم ذاتي في شمال البلاد.
ونجحت في كسب دعم الولايات المتحدة، بفضل مشاركتها الفاعلة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، وقد تلقت كمكافأة دعما عسكريا ولوجستيا سخيا.
وأدى دعم واشنطن للوحدات إلى توتر في العلاقات الأميركية التركية التي ترى في الأكراد تهديدا كبيرا لأمنها القومي، باعتبار أن ذلك سيعزز طموحات حزب العمال في تشكيل إقليم ذاتي في شرق البلاد.
وقررت تركيا، في سبتمبر الماضي، خوض عملية عسكرية أطلقت عليها “درع الفرات” للتصدي بنفسها للطرح الكردي.
ويعتقد الكثير من المحللين أن لتركيا ضوءا أخضر روسيا، باعتبار أن الأخيرة لديها التفوق العسكري في سوريا.
صحيفة العرب