“لو تخلص الحرب ويرجعوا السوريات لبلادهم، خطفوا أزواجنا منا وخربوا حياتنا”
تلك الكلمات التي قالتها السيدة ام جمعة بسبب غضبها من زوجها بعد زواجه من امرأة سورية.
ثم تعود لتستدرك كلامها : “لكن هذا ليس ذنب السوريات، لم يبق لهم أهل وفقدوا أولادهم وفوق ذلك يتعرضون للاستغلال من رجالنا ( وتقصد بذلك الرجال الأتراك)
مع بدء الثورة السورية ولجوء الكثير من العائلات السورية إلى الأراضي التركية، كان هنالك العديد من الظاهرات التي أخذت تنتشر بشكل واسع في تركيا، وكانت أبرزها ظاهرة زواج الأتراك من السوريات .
وقد كان وراء انتشار مثل هذه الظاهرة العديد من الأسباب التي كان أبرزها انخفاض تكاليف الزواج من المرآة السورية وذلك بسبب الوضع المادي الصعب الذي تعانيه أغلب الأسر السورية، حيث أن مهرها لا يتجاوز 1800 دولار، كذلك فإن فقدان عدد كبير من الشباب في الداخل السوري وانشغالهم بالحرب دفع الأهل إلى قبول إدخال عنصر غريب للعائلة، إضافة إلى شعور المرأة السورية أن زواجها من الرجل التركي سيوفر لها الاستقرار والأمان والمعيشة المريحة وكذلك رغبة بالاندماج مع المجتمع التركي والثقافة التركية .
هذا وعلى الرغم من محاولة البحث عن الاستقرار والأمان إلا أن هذا الزواج له مضار فالمرأة تضطر إلى الزواج العرفي دون درايتها بالتبعات القانونية لهذا الزواج والتي قد تتسبب لها ولعائلتها بمشاكل، وهذا الأمر الذي استغله الرجل التركي لعدم دراية السوريين باختلاف القوانين فحسب القانون التركي فان المادة/273/التي تجرم بالحبس 6 أشهر للرجل التركي الذي يتزوج من امرأة ثانية.
كذلك فان هذه الظاهرة تسببت في مشكلات اجتماعية عميقة وخاصة في أماكن المناطق الحدودية، تقوم على ارتفاع نسبة طلاق النساء التركيات بسبب لجوء الزوج إلى الزواج من السورية وبطريقة الزواج العرفي.
كذلك فان الزواج من الاتراك سيترتب عليه الانخفاض المتزايد للنسل السوري فالطفل بكل تأكيد سيكون حامل لجنسية والده.
ضمن هذه الظاهرة واتساع انتشارها دون القدرة على إيقافها لابد لنا من إيجاد سبل تحول دون تعرض المرأة السورية للاستغلال و المطالبة بوضع قوانين تعين في حماية حقوق المرأة السورية من استغلال الرجل التركي، كذلك لابد من حملات توعية للأسر السورية لتوضيح مخاطر الزواج من امرأة أخرى حسب القانون التركي، والسعي قدر المستطاع إلى الحد من هذا الخطر.
باريزان اليوسف
المركز الصحفي السوري