تركمان سوريا هم مواطنون سوريون من أصل تركي، عاشوا وأجدادهم في سوريا منذ العهد السلجوقي والعثماني، ففي العام 1519م تم ضم سوريا إلى الأراضي العثمانية من قبل السلطان العثماني “سليم الأول”، الذي هزم المماليك في معركة مرج دابق قرب حلب في شمال سوريا، ويتعرّض سكان جبل التركمان للاضطهاد والتفرقة من قبل نظام الحكم، فحتى قبل الثورة السورية بعقود كان النظام السوري يتجاهل حقوقهم، وقد عاد الحديث مجددا عن ملايين التركمان في سوريا بعد القصف المكثّف الذي تعرّضوا له من قبل سلاح الجو الروسي قرب الحدود السورية التركية في مناطق تواجدهم بريف اللاذقية.
وقد أعربت وزارة خارجية تركيا “عن قلقها من تهجير أكثر من 3.5 مليون مواطن تركماني سوري قرب المنطقة الحدودية لها بسبب الضربات العسكرية الروسية، وطالبت روسيا بالتوقف عن هذا القصف العنيف على قرى التركمان، ولكن تعقّد العلاقات السياسية بين روسيا وتركيا بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية التي اخترقت مجالها الجوي بعد تحذير لمرات عديدة وجّهتها تركيا لروسيا بوقف انتهاك السيادة التركية عمّقت الخلاف بين البلدين، وردّت روسيا بقصف أكثر من عنيف على مناطق التركمان في سوريا وقامت بتركيب منظومة صواريخ في المنطقة الحدودية السورية التركية”.
وتشهد الساحة السورية توتراً كبيراً بين روسيا وتركيا بشأن التركمان، بعد خروج مظاهرات كبيرة ضد حكومة أردوغان لإيقاف القصف على الأرمن، وقد تبادلت روسيا وتركيا الاتهامات بشأن حدوث عليات إبادة جماعية في سوريا.
وكان داود أوغلو قد تحدث إلى بعض الصحفيين الأجانب في إسطنبول أول من أمس، واتهم روسيا بارتكاب تطهير عرقي في مدينة اللاذقية السورية، وبتقديم الدعم لتنظيم الدولة.
وكان داود أوغلو قال: “إن روسيا تريد حماية قواعدها في اللاذقية وطرطوس من خلال ممارسة التطهير العرقي”.
الأمر الذي نقته الخارجية الروسية عبر المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا “بأن ادعاءات تركيا التي تتهم روسيا بممارسة الإبادة العرقية في سوريا، عارية عن الصحة ولا أساس لها.
وادعت أن تركيا هي التي تمارس الإبادة العرقية في سوريا”.
وتقوم روسيا بحملتها الشرسة وعمليات التطهير العرقي على جبل التركمان لتهجيرهم إلى الأراضي التركية وزيادة الضغط الكبير على حكومة أردوغان، حيث يشهد جبل التركمان معارك عنيفة بين كتائب الثوار التي تحاول منع قوات النظام من التقدم، وقوات مدعومة بغطاء جوي روسي لاحتلال المنطقة وتهجير سكانها، كما تشهد الأوضاع توتراً كبيراً بين روسيا وتركيا على الوضع العراقي، بعد ارسال القوات التركية تعزيزات عسكرية لمساندة القوات العراقية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التي تحدثت عن التعزيزات العسكرية التركية التي أُرسلت إلى معسكر بعشيقة في شمال العراق قالت: “إن تركيا انتهكت القانون الدولي، ولكن الناتو لم يبدِ أي رد فعل على ذلك”.
ويسعى الشعب التركي من خلال المظاهرات التي تشهدها غالبية المناطق التركية، إلى إيقاف القصف الهمجي الروسي على مناطق التركمان، وعدم السماح للقوات الروسية بإخراجهم من ديارهم، وعدم السماح بتطبيق التطهير العرقي بحقهم.
أحمد الإدلبي
المركز الصحفي السوري