يغيب الحديث كثيراً عن الواقع الخدمي في ريف محافظة حماة الحرة ولاسيما في قرى و بلدات جبل شحشبو في ظل 9 سنوات من الثورة السورية، فقد تردى الواقع الخدمي في أغلب المناطق المحررة، وسط غياب المنظمات التي تُعنى بهذا الأمر، غياب الخدمات أثر كثيرا على المدنيين، ولا سيما في سنوات الثورة السورية .
على بعد 60 كم شمال غرب حماة يقع جبل شحشبو بالريف الغربي، تتوزع فيه العديد من القرى و البلدات، تعاني من واقع خدمي سيء، وأولى الخدمات التي يحتاجها المدنيون هي الكهربا و الماء، عانى أهالي جبل شحشبو حالة مأساوية بسبب انقطاع الكهرباء و الماء، الكهرباء كانت ولا تزال من مناطق النظام، باتفاقيات بين فصائل الثوار و قوات النظام، وكان وصول الكهرباء إلى حلب مقابل إعطاء بعض المناطق المحررة الكهرباء، على الرغم من ذلك كان انقطاعها يستمر لشهور عن جبل شحشبو، وكما نعلم انقطاع الكهربا يسبب انقطاع المياه لأن أغلب الآبار تعمل على الكهرباء في ظل ارتفاع أسعار المازوت و انقطاعه المستمر أيضاً.
جبل شحشبو بريف حماة الغربي، جبل أجرد تتوزع فيه العديد من القرى،كان من أولى المناطق التي انتفضت بوجه هذا النظام، و أحرار الشام كانت تسيطر على المنطقة وتتحكم باتفاقيات الكهرباء، فكانت تنقطع الكهرباء عن جبل شحشبو لمدة شهور، و أحيانا لعدة أيام .
و مع تواتر الأحداث؛ بدأت الفصائل الثورية تفرض على كل عائلة سورية مبلغ ألف ليرة سورية مقابل 5 أو 6 ساعات كهرباء، يسودها حالات انقطاع كثيرة، و ألف ليرة سورية مقابل مياه الشرب التي تعمل أصلا على الكهرباء، و لتقليص حجم المعاناة التي يعيشها ريف حماة، عمد المدنيون على شراء ألواح الطاقة الشمسية لتأمين الإنارة و شحن الأجهزة الإلكترونية .
” محمد عدنان ” .. أحد القاطنين في جبل شحشبو، يحدثنا عن وضع الكهرباء، في بداية الثورة كان الانقطاع يستمر لأشهر، معاناة فاقت قدراتنا على تحمل أعباء غياب الكهرباء, نتيجة الاعتماد الكلي في كل أمرعلى الكهرباء, و خصوصا مياه الشرب في هذا الجبل، كانت الكهرباء توفر علينا الكثير من الأعباء المادية، و حتى أننا نستخدمها في التدفئة في فصل الشتاء .
و يكمل قائلاً، ارتفاع أسعار الغاز و انقطاع الكهرباء و الفقر و الحصار و ارتفاع الأسعار بشكل عام، فعندما تكون الكهرباء موجود، فإنها تخفف عنا الكثير و تسد أغلب احتياجاتنا في ظل انقطاع الدعم و غياب المنظمات الإنسانية التي اقتصر عملها فقط على الإغاثة .
أما بالنسبة للمياه فهي لا تقل أهمية عن الكهرباء، فهي مطلب أساسي لقرى و بلدات جبل شحشبو وخاصة في فصل الصيف وفي ظل الانقطاع المستمر للكهرباء، يتم الحصول على المياه من اﻵبار الإرتوازية، التي تعمل على الكهرباء، و يتم نقلها عن طريق صهاريج إلى المنازل، تكلفة الصهريج تتراوح من 3000 إلى 5000 آلاف ل.س، وتدفع كل عائلة ألف ل . س لحكومة اﻹنقاذ كل شهر، و هي لا تكفي حاجة المدنيين الذين يشترونها على نفقاتهم الخاصة، عن طريق صهاريج المياه .
تقدم الناس بعدة شكاوٍ للجمعيات والمنظمات اﻹنسانية، لتغطية نفقات نقل المياه واستجرارها إلى المنازل لكن لم يتلقوا إلا وعوداً، ولا تزال مشكلة مياه الشرب و الكهرباء قائمة دون حل .
ليست الكهرباء والمياه فقط مطلبهم الوحيد؛ الطرقات في جبل شحشبو هي إحدى أهم المشاكل التي يعاني منها هذا الجبل, طرق ترابية مرصوفة بالحجارة أتعبت وسائل النقل، وحركة المدنيين وخاصة في فصل الشتاء، و التي تنقطع لعدة شهور أثناء اﻷمطار الغزيرة، أما الطرقات القديمة والتي كانت قبل الثورة، فقد تدمرت أجزاء منها دون عمليات ترميم جديدة، وفي عدة لقاءات أجريناها في قرى جبل شحشبو، أكد معظمهم أن الجبل يعاني من نقص حاد في الخدمات في ظل الثورة السورية من قلة الكهرباء و استمرار انقطاعها و شح المياه وصعوبة الحصول عليها و أيضاً الطرقات الترابية .
صعوبات كثيرة تعانيها قرى وبلدات جبل شحشبو غربي حماة، في ظل سنوات الثورة، و استقبال موجات النزوح من ريف حماة الغربي والشرقي، و أثر غياب المنظمات اﻹنسانية على الوضع الخدمي المتردي، فهي تحتاج لصيانة في شبكات المياه و تغطية نفقات نقل المياه و استخراجها، و إصلاح الطرقات و تعبيدها .
مجلة الحدث _ حسان محمود