توالت ردود الفعل داخل الولايات المتحدة وخارجها بعد قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، وبينما حث مشرعون أميركيون ترامب على التريث، وتحفظت بريطانيا على القرار، رحبّت روسيا به.
وأعرب عضوا مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام والديمقراطية جين شاهين عن عزمهما التقدم بمشروع قرار يحث الرئيس على العودة عن قراره.
وقال مشرعون أميركيون إن تنظيم الدولة لم يُهزم بشكل كامل، وسيعود بقوة السنوات المقبلة بسبب قرار ترامب الانسحاب العسكري من سوريا.
وقد وجّه ستة أعضاء في مجلس الشيوخ رسالة إلى ترامب يحثونه فيها على إعادة النظر في القرار. وأوضح المشرعون أن هذه الدعوة جاءت حفاظا على المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة معربين عن قلقهم، واعتبروا القرار سابقا لأوانه.
ووصف المشرعون القرار بأنه “يمثل خطأ مكلفا يهدد سلامة وأمن الولايات المتحدة ويشجع تنظيم الدولة وإيرانورئيس النظام السوري بشار الأسد على اتخاذ إجراءات إضافية لتعزيز سلطته”.
كما حذروا من خسارة الأكراد للدعم الأميركي، وقالوا إن فقدان هذا الدعم سيثير مخاطر انبعاث تنظيم الدولة من جديد.
القوات الأميركية بسوريا قوامها نحو ألفي جندي معظمهم من قوات العمليات الخاصة(رويترز) |
ترحيب روسي
من جانب آخر، رحبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بقرار واشنطن، واعتبرت أن “الانسحاب يفتح آفاقا حقيقية وواقعية للتسوية السياسية في سوريا، وهو أمر لم يكن ممكنا خلال وجود القوات الأميركية”.
وذكرت وكالة الأناضول أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بحث هاتفيا مع نظيره الأميركي مايك بومبيوقرار سحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا.
ونقلت الوكالة عن وسائل إعلام أميركية أن قرار الانسحاب جاء بعد اتصال هاتفي الأسبوع الماضي بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب الإعلان عن عملية عسكرية تركية مرتقبة ضد “قوات سوريا الديمقراطية” التي تُشكل وحدات حماية الشعب الكردي مكونها الرئيس.
لكن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول أميركي رفيع أن ترامب لم يناقش مسبقا قراره مع أردوغان لكنه أبلغه به.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اسرائيل -التي أبلغتها واشنطن بقرار الانسحاب من سوريا مسبقا- ستدرس تداعيات القرار، لكنها “تعرف كيف تدافع عن نفسها” ضد تهديدات محتملة.
وقال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إن تل أبيب ستحترم أي قرار تتخذه إدارة ترامب، مشددا أن قرار الانسحاب من سوريا لن يغير سياسة إسرائيل بعدم السماح لإيران ببناء قواعد عسكرية قرب حدودها.
مواقع تمركز القوات الأميركية بسوريا (الجزيرة) |
قلق كردي بريطاني
في المقابل، نقلت وسائل إعلام عربية عن القوات الكردية قولها إن الانسحاب الأميركي يمثل “طعنة في الظهر، وخيانة لدماء آلاف المقاتلين”.
ونقلت وكالة أنباء “هاوار” الكردية عن آلدار خليل المسؤول بحركة المجتمع الديمقراطي قوله إن قوات الحماية الكردية بمنطقة شرق الفرات ستدافع عن الأكراد أمام هجمات تركيا أو أي جهة أخرى، بالاعتماد على قوتها الذاتية.
ومن جانبها اعتبرت بريطانيا أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يمثل تهديدا حتى وإن كان لا يسيطر على أراض. وأشارت الخارجية -في بيان- إلى أن هذه التطورات في سوريا لا تشير إلى نهاية التحالف العالمي.
وقال وزير الدولة توبايس إلوود إنه يخالف الرئيس الأميركي بشدة. وأضاف في تغريدة على تويتر أن “تنظيم الدولة تحول إلى أشكال أخرى من التطرف، وأن تهديده ما زال قائما”.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قالت الأربعاء إنها بدأت عملية سحب قواتها من سوريا مع انتقال بلاده إلى مرحلة جديدة في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. كما أعلن البيت الأبيض في بيان أنه بدأ إعادة القوات إلى البلاد.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون دانا وايت في بيان “بدأنا عملية إعادة القوات الأميركية إلى الوطن من سوريا مع انتقالنا إلى المرحلة التالية من الحملة” مشيرة إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن قد “حرر الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة، لكن الحملة ضده لم تنته”.
وقال ترامب “حان الوقت لإعادة القوات الأميركية في سوريا إلى الولايات المتحدة”. وعزا ذلك -في تسجيل مصور عبر تويتر- إلى “الانتصار” الذي تحقق ضد تنظيم الدولة، وقال إن قواته ألحقت بالتنظيم هزيمة قاسية واستعادت الأرض منه.
وردا على سؤال للجزيرة بشأن الجهة التي ستملأ الفراغ بعد الانسحاب، قالت المتحدثة الأميركية الرسمية للشؤون السورية بالخارجية صوفيا خلجي إن بلادها ستنقل المهام المتعلقة بمحاربة من تبقى من أفراد تنظيم الدولة إلى حلفائها وشركائها، وستتابع القوات الأميركية حربها على التنظيم من مواقع أخرى.
وأشارت خلجي إلى أن واشنطن ستبقى ملتزمة بأمن حلفائها وشركائها في مختلف أرجاء سوريا.
المصدر : الجزيرة + وكالات