تفيد أحدث الأرقام بأن فيروس كورونا المستجد أودى حتى الحين بحياة أزيد من 100 ألف شخص، وأصاب نحو 1.7 مليون منذ ظهوره في الصين في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي الـ24 ساعة الماضية سجلت 7156 وفاة و96,515 إصابة حول العالم، معظمها في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويواصل الفيروس الانتشار بشكل سريع في الولايات المتحدة، حيث تجاوزت الإصابات نصف مليون في أرجاء البلاد، وتنفرد ولاية نيويورك بـ160 ألف إصابة بالفيروس.
وفي وقت سابق، أعلنت جامعة جونز هوبكنز أن الولايات المتحدة سجلت 2108 وفيات جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24، ليكون بذلك أعلى رقم يومي يسجل عالميا منذ ظهور الفيروس.
وبذلك يبلغ العدد الإجمالي للوفيات بالولايات المتحدة 18,586 مقتربة بذلك من الرقم الأعلى في عدد الوفيات والمسجل في إيطاليا بـ18,849 وفاة.
فرنسا وبريطانيا.. القفز يتواصل
وفي فرنسا، بلغت الوفيات بفيروس كورونا نحو 987 حالة في الـ24 ساعة الأخيرة، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 13,197 .
وشهدت فرنسا أمس الجمعة تسجيل 7120 إصابة جديدة ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 124,869.
وأوضح المسؤول في وزارة الصحة جيروم سولومون أن العدد الإجمالي يتجه إلى الزيادة، لأن هناك أزيد من 2000 دار للمسنين لم تقدم حتى الحين بياناتها للحكومة، بينما قدمت أقل من 5 آلاف دار بيانات بشأن أوضاعها.
وقال “نحن في طريقنا إلى الاستقرار على ما يبدو، وإن كان ذلك عند مستوى مرتفع”.
وفي بريطانيا، أعلن وزير الصحة مات هانكوك تسجيل أكبر عدد من الوفيات بفيروس كورونا خلال يوم واحد بـ980 وفاة، مما يرفع إجمالي الوفيات إلى 8958 وفاة.
إيطاليا تتحسن
وفي إيطاليا، أعلنت السلطات أمس الجمعة تسجيل 570 حالة وفاة و3951 إصابة جديدة، مما يعني تواصل الانخفاض في الإصابات والوفيات في البلاد.
وحتى الحين لا تزال إيطاليا في المرتبة الأولى من حيث عدد الوفيات جراء الفيروس، إذ سجلت الحين 18,849 وفاة من أصل 147,577 إصابة.
لكنها قد تتأخر إلى المرتبة الثانية خلال الساعات القليلة المقبلة بفعل تسارع وتيرة الوفيات في الولايات المتحدة الأميركية.
وقد قرر رئيس الوزراء الإيطالي تمديد فترة الإغلاق التام في عموم البلاد إلى 3 مايو/أيار المقبل.
وأكد أن التدابير الاحترازية المشددة منذ 10 مارس/آذار الماضي تؤتي ثمارها، وأضاف أنه قرار صعب لكنه ضروري، “فأنا أتحمل المسؤولية السياسية الكاملة، وإذا استسلمنا الآن فإننا سنفقد جميع النتائج الإيجابية التي حققناها ونعود إلى نقطة الانطلاق”.
لكن السلطات في إيطاليا تنوي السماح بمزاولة بعض الأنشطة الضروية بعد شهر من العزل الشامل.
وقال رئيس الوزراء إن حكومته ستسمح بفتح محلات القرطاسية والمكتبات ومتاجر بيع حليب الأطفال ودكاكين مستلزمات الزراعة اعتبارا من 14 أبريل/نيسان الجاري.
وكانت إيطاليا أول بلد في العالم يخضع لعزل صحي كامل جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.
وفي إسبانيا، سجلت أمس الجمعة أدنى حصيلة وفيات يومية بـ650 وفاة، ويبلغ العدد الإجمالي للوفيات أكثر من 15 ألفا، وتعد إسبانيا من الدول الأكثر تضررا من الجائحة.
وكان رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيث قد مدد حالة الطوارئ الصحية أسبوعين إضافيين، فيما أعلنت وزارة الصحة أنه سيتم توزيع كمامات مطلع الأسبوع في الأماكن العامة، خاصة في محطات المترو والقطارات.
تركيا بدون حركة
من جانبها، أمرت تركيا مواطنيها بالبقاء في منازلهم لمدة 48 ساعة في 31 مدينة، بينها إسطنبول وأنقرة.
وبدأ الحظر من منتصف الليلة الماضية، في إطار إجراءات صارمة جديدة لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الأمر سيستمر حتى منتصف ليل الأحد. وتم استثناء موظفي الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون من هذا الإجراء.
وبعد صدور هذا الإعلان المفاجئ هرع آلاف من سكان إسطنبول وأنقرة إلى متاجر البقالة والمخابز التي كانت لا تزال مفتوحة لشراء حاجياتهم، مما سبب حالات ازدحام.
وفي بيان لاحق، سعت وزارة الداخلية إلى طمأنة المواطنين، قائلة إن المخابز والصيدليات ومحطات البنزين والخدمات البريدية ستبقى مفتوحة، وشدد وزير الداخلية على أنه “لا داعي للذعر”.
وأمس الجمعة، تخطت تركيا عتبة ألف وفاة جراء فيروس كورونا، فيما وصلت الإصابات إلى أزيد من 47 ألفا، وبلغت حالات الشفاء 2423.
رمضان في زمن كورونا
وفي سياق متصل، رجح مسؤول سعودي تعليق صلاة التراويح في مساجد المملكة خلال شهر رمضان في حال استمرت أزمة فيروس كورونا “ما لم تصدر تعليمات من السلطات المعنية بخلاف ذلك”.
جاء ذلك في مداخلة هاتفية لوكيل وزارة الشؤون الإسلامية محمد العقيل على قناة السعودية الرسمية.
وردا على سؤال بشأن ما إن كان تعليق الصلوات -بما فيها صلاة التراويح- سيستمر في حال تواصل أزمة كورونا، قال العقيل “نعم، لأن التعليق سببه وقاية المصلين من انتقال العدوى بتقاربهم، وبالتالي سيستمر التعليق ما لم تصدر هيئة كبار العلماء والجهات المعنية قرارا بخلاف ذلك”.
وبخصوص أداء الصلوات في الحرمين الشريفين، قال أحمد المنصوري وكيل الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين إن هناك لجنة عليا تقيم جميع الخطوات فيما يتعلق بتأدية صلاة التراويح والقيام في المسجد الحرام خلال شهر رمضان المقبل.
وأضاف المنصوري في مداخلة هاتفية على القناة نفسها أن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وجه بتنفيذ كل ما توصي به اللجنة فورا حرصا على سلامة المواطنين والمقيمين.
يشار إلى أن وزارة الصحة السعودية أعلنت الجمعة تسجيل 3 وفيات بكورونا ليرتفع الإجمالي إلى 47 حالة، فيما سجلت 364 إصابة جديدة، لتصل المحصلة إلى 3651، بينها 685 متعافيا.
وقررت عدة دول إسلامية إغلاق المساجد وتعليق الصلاة بشكل موقت في إطار إجراءات مواجهة فيروس كورونا، ومن بينها السعودية ومصر والأردن وقطر والكويت والإمارات.
تحذير عالمي
إلى ذلك، دعت منظمة الصحة العالمية الدول إلى توخي الحذر بخصوص رفع القيود المفروضة لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن المنظمة تود أن تشهد تخفيفا في القيود لكن في الوقت نفسه “فإن رفع القيود قد يؤدي إلى عودة فتاكة” للفيروس.
وأضاف أن هناك “تباطؤا” في انتشار الوباء في بعض البلدان الأوروبية، ولا سيما إيطاليا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا، لكن هناك “تسارع مقلق” في الانتشار في دول أخرى، ويشمل ذلك العدوى المجتمعية في 16 دولة أفريقية.
وذكر تيدروس أنه لا يوجد بلد محصن من الوباء الذي أشاع الذعر في العالم، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف إصابات في بعض مناطق اليابان دون أي صلة معروفة لها بمناطق تفش أخرى.
وقال “لا يوجد بلد محصن، لا يمكن لأي بلد أن يزعم أن لديه نظاما صحيا قويا، علينا أن نتحلى بالصدق ونعمل على تقييم المشكلة ومعالجتها”.
نقلا عن الجزيرة