في خطاب صلب خلال زيارته للمملكة العربية السعودية 13 أيار (مايو) 2025، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظام الإيراني بـ”ضغط أقصى ساحق” وتصفير صادرات النفط إذا رفض “غصن الزيتون” المقدم له، متهمًا إياه بزعزعة استقرار الشرق الأوسط وتمويل الإرهاب. هذا التحذير، الذي أُطلق خلال مؤتمر الاستثمار المشترك بالرياض، يعكس تصميم الولايات المتحدة على مواجهة النفوذ الإيراني المدمر، بينما تتكشف حقائق جديدة عن طموحات النظام النووية. فما هي دلالات هذه التصريحات؟
تهديد ترامب: ضغط اقتصادي
وصف ترامب النظام الإيراني بـ”أكثر قوة مدمرة في الشرق الأوسط”، متهمًا إياه بإثارة “معاناة لا توصف” في سوريا، لبنان، العراق، اليمن، وغزة عبر دعم ميليشيات إرهابية. وأكد أن رفض إيران للحوار سيؤدي إلى عقوبات صارمة تهدف إلى تصفير صادراتها النفطية، وهي العمود الفقري لاقتصادها. هذا التصعيد يندرج ضمن استراتيجية “الضغط الأقصى” لإجبار النظام الإيراني على التخلي عن أنشطته المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك برامجه العسكرية المثيرة للجدل.
طموحات نووية تحت المجهر
أشار ترامب إلى أن عائدات النفط تُستخدم لتمويل أنشطة مشبوهة، بما في ذلك برامج نووية تثير قلق المجتمع الدولي. رغم ادعاءات النظام بأن برنامجه النووي سلمي، فإن تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية يُشير إلى نوايا عسكرية محتملة. النظام الإيراني اعتمد الدبلوماسية كغطاء لإخفاء أنشطته، مما يعزز الشكوك حول التزامه بالشفافية. هذه الشكوك تجد صدى في تقارير حديثة تكشف استمرار التحايل على الالتزامات الدولية، مما يُفاقم التوترات مع واشنطن وحلفائها.
كشف يكشف الخداع
وسط هذه التوترات، برزت أدلة جديدة تؤكد عمق خداع النظام الإيراني. ففي أيار (مايو) 2025، كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، استنادًا إلى معلومات دقيقة جمعتها منظمة مجاهدي خلق من داخل إيران، عن وجود مواقع سرية مخصصة لتخصيب اليورانيوم وتطوير مكونات أسلحة نووية. هذا الكشف، الذي يُضاف إلى سلسلة طويلة من الإفشاءات التي عرقلت طموحات النظام النووية، يُظهر أنه لم يتخلَّ عن حلمه بامتلاك السلاح النووي، مُبددًا ثروات الشعب على أهداف عسكرية بدلًا من تلبية احتياجاته الأساسية.
فوضى إقليمية بقيادة النظام
أكد ترامب أن دعم النظام الإيراني لنظام الأسد وميليشيات مثل الحوثيين دفع المنطقة إلى “حافة الانهيار”، مسببًا خسائر فادحة في الأرواح. هذا النفوذ، الممول بعائدات النفط التي يسعى ترامب لتجفيفها، يُعيق جهود الاستقرار الإقليمي. لقاء ترامب مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض يعكس تنسيقًا لمواجهة هذا التهديد، بينما إلغاء العقوبات على سوريا يشير إلى رؤية أوسع لإعادة تشكيل المنطقة بعيدًا عن نفوذ النظام.