اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة 10 فبراير/شباط، أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية لا يخدم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك قبل خمسة أيام من استقباله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وقال الرئيس ترامب في مقابلة مع صحيفة “يسرائيل هيوم” الناطقة باللغة العبرية، إن “الأرض المتبقية محدودة، وفي كل مرة يتم استخدام الأرض للمستوطنات تتقلص الأرض المتبقية، وأعتقد أن توسيع المستوطنات ليس أمراً جيداً للسلام”.
إلا أنه أضاف: “لكننا ندرس كل الخيارات”.
ويعتبر هذا الموقف الأكثر وضوحاً عن الاستيطان من قبل ترامب منذ تنصيبه في العشرين من الشهر الماضي.
وأضاف الرئيس الأميركي: “أنا أريد أن تتصرف إسرائيل بحكمة في عملية السلام بعد كل هذه السنوات الطويلة، وربما تكون هناك إمكانية لسلام أكبر بدلاً من أن يكون فقط بين الفلسطينبين والإسرائيليين، أنا أريد من الطرفين أن يتصرفا بشكل معقول، حيث توجد آفاق جيدة لذلك”.
وتحدث عن علاقته بإسرائيل وقال: “أنا لا أريد أن أدين إسرائيل في فترة رئاستي، أنا أفهم إسرائيل جيداً وأقدرها كثيراً. لقد مر الإسرائيليون بأوقات صعبة جداً”.
وأوضح: “أنا أريد سلاماً بين إسرائيل والفلسطينيين، وأعتقد أن السلام سيكون أمراً عظيماً بالنسبة لإسرائيل وليس جيداً فحسب”.
وفي رد على سؤال حول ما إذا كان يتوجب على الفلسطينيين أن يقدموا تنازلات رد ترامب: “لا توجد صفقة جيدة، إن لم تكن جيدة لكل الأطراف. نحن الآن نتحدث عن عملية ممتدة لعقود من الزمن وأكثر، والناس باتت تعتقد أنه من المستحيل التوصل الى اتفاق”.
الاتفاق “غير مستحيل”
وتابع الرئيس الأميركي: “يوجد حولي أشخاص كثيرون أذكياء، يعتبرون أنه من المستحيل التوصل الى اتفاق، وأنا لا أتفق معهم، بل أعتقد أنه يمكن التوصل الى اتفاق، ويجب التوصل إليه”.
من ناحية ثانية قال ترامب رداً على سؤال حول نقل السفارة الأميركية الى القدس: “أنا أدرس الموضوع، ولنر ما سيحدث”، مضيفاً: “هذا ليس قراراً سهلاً، أنا أفكر به بشكل جدّي جداً”.
واعتبر نفتالي بينيت، وزير التعليم، أن فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش مع إسرائيل باتت غير صالحة بعد وصول ترامب الى البيت الأبيض.
ويزور نتنياهو الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع الرئيس الأميركي.
وكان نتنياهو قال قبل أسبوعين: “يجب على السفارة الأميركية أن تكون هنا في القدس”، ودعا الى نقل كل السفارات الأجنبية من تل أبيب الى القدس، وليس السفارة الأميركية وحدها.
وتزايدت التحذيرات مؤخراً من نقل السفارة الأميركية الى القدس وإمكانية أن يؤدي هذا الى تعزيز التوترات في الشرق الأوسط والقضاء على ما تبقى من إمكانية التوصل الى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
كما أعربت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما العميق في حال اتخذت هذه الخطوة.
والقدس في صلب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت إسرائيل القدس الشرقية وضمّتها عام 1967 ثم أعلنت في 1980 القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.
ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم العتيدة.
واعتبر المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية واصل أبويوسف أن تصريحات الرئيس الأميركي ترامب “تجميلية”، مطالباً بأن يكون هناك موقف واضح للإدارة الأميركية، وحث إسرائيل على الالتزام بالقرارات الدولية التي تعتبر الاستيطان غير شرعي.
وتسعى القيادة الفلسطينية الى تكثيف “اتصالات غير مباشرة” مع الإدارة الأميركية، وتعرب عن “القلق الشديد” إزاء احتمال نقل السفارة الى القدس.
ويعتبر المجتمع الدولي جميع المستوطنات غير قانونية، سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية أم لا، وبأنها تشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق السلام.
المصدر:هافينغتون بوست عربي