أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي انتخب بناء على خطاب حازم حيال الهجرة، قرارها بشان قانون إعفاء الأطفال غير الحاصلين على تراخيص قانونية من الترحيل.
وقال وزير العدل الأميركي جيف سيشنز الثلاثاء، إن الحكومة الأميركية قررت أن تلغي برنامجا يسمح للمهاجرين الصغار الذين دخلوا البلاد أطفالا بشكل غير قانوني بالبقاء في الولايات المتحدة.
ويرتبط هذا القرار بمصير المئات من الآلاف من الشباب الذين لا يملكون تصاريح إقامة قانونية وسمحت لهم الإدارة السابقة بالبقاء في الولايات المتحدة حيث اندمجوا إلى حد كبير في المجتمع الأميركي.
وكان برنامج “الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة” الذي أقرّه الرئيس السابق باراك أوباما يهدف إلى إضفاء صفة قانونية إلى أوضاع المهاجرين الذين دخلوا بطريقة غير مشروعة إلى الولايات المتحدة مع أهاليهم وهم أطفال والسماح لهم بالدراسة والعمل علنا.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق أن عددا من الخيارات مطروحة للبحث في سياق مراجعة هذا القانون، محذّرا من التسرع في التوصل إلى استنتاجات قبل الإعلان الرسمي للقرار.
ورجّح أغلب المراقبين اتجاه الرئيس ترامب إلى إنهاء هذا البرنامج الرمزي مدفوعا بالرغبة في إعطاء ضمانات لقاعدته الانتخابية، مع تحديد مهلة ستة أشهر لمنح الكونغرس الوقت اللازم للتوصل إلى حل لهؤلاء المهاجرين البالغ عددهم 800 ألف شخص ومعظمهم من أميركا اللاتينية.
وحذّرت أصوات في المعسكر الجمهوري من إلغاء هذا البرنامج ما يعرّض المئات من الآلاف من الشباب الذين لا يزال اغلبهم دون السن القانونية. ولخص السيناتور الجمهوري جيمس لاندفورد الشعور بالاستياء بجملة واحدة، قائلا “كأميركيين لا نحمّل الأطفال قانونيا مسؤولية أفعال أهلهم”.
لكن التوصل إلى تسوية للقضية في الكونغرس خلال بضعة أشهر يبدو أمرا بعيد المنال ما يطرح تساؤلات عن الفرضيات الممكنة في حال عدم التوصل إلى أي حل خلال المهلة التي حددها البيت الأبيض.
وتجدر الإشارة إلى أن دونالد ترامب الذي شكل خطابه الناري حول الهجرة صلب حملته الانتخابية، عبّر منذ وصوله إلى البيت الأبيض عن شكوكه وتردده حيال مصير هؤلاء الشباب. وألمح المقرّبون من ترامب إلى أن القرار الرئاسي اُتخذ بناء على اعتبارات اقتصادية.
وقالت كيليان كونواي مستشارة ترامب إن الرئيس “يريد أن يفعل ما هو منصف للعامل الأميركي، لسكان هذا البلد الذين يكافحون للحصول على وظائف”. ويمكن أن يدفع قرار ترامب بشان ترحيل المئات من الآلاف من المهاجرين الشباب سلفه الديمقراطي إلى إبداء موقف.
وفي آخر مؤتمر صحافي عقده قبل رحيله عن البيت الأبيض، عبّر باراك اوباما عن رغبته في البقاء بعيدا عن الحياة السياسية، لكنه عدّد الظروف التي يمكن أن تدفعه إلى الخروج عن صمته إذا واجهت “القيم الأساسية” لأميركا تهديدا.
وقال “أضع في هذه الفئة الجهود التي تهدف إلى طرد الأطفال الذين كبروا هنا وهم من حيث كل المعايير أطفال أميركيون”، مدينا فكرة معاقبة “هؤلاء الأطفال الذين لم يفعلوا أي شيء سيء” لأسباب سياسية.
العرب