عين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب, يوم الجمعة, في إدارته ثلاث شخصيات من ذوي المواقف المتشددة في قضايا الأمن الوطني والهجرة, فيما تم تداول اسماء شخصيات اخرى أكثر توافقية لتولي وزارة الخارجية وطمأنة حلفاء الولايات المتحدة.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب) ان ترامب قرر أن يعهد بوزارة العدل إلى السناتور جيف سيشنز (69 عاما) المؤيد لسياسة الحزم الشديد في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية التي شكلت احد المواضيع الرئيسية خلال حملة ترامب.
وكان ترامب تعهّد بترحيل نحو ثلاثة ملايين مهاجر غير نظامي، والبدء ببناء جدار مع المكسيك فور توليه الرئاسة في كانون الثاني المقبل, في حين تشير التقديرات إلى أن نحو 11 مليون شخص يقيمون في الولايات المتحدة بشكل غير نظامي.
كما سبق أن تعهد ترامب بإعادة جميع اللاجئين السوريين الذين تقبلهم بلاده إلى سوريا.
وكانت تصريحات عنصرية علنية أدلى بها سيشنز في ثمانينات القرن الماضي لا تزال تلاحقه حتى اليوم عندما انتقد محاميا أبيض معتبرا أنه “عار على عرقه” بسبب دفاعه عن موكله الأسود.
وذكّرت منظمة “آي سي إل يو” المدافعة عن الحريات بأن سيشنز نعتها بأنها “شيوعية”, وعارض عددا من المواقف التي اتخذتها في مجال حقوق المثليين وعقوبة الإعدام والإجهاض.
أما منصب مستشار الامن القومي, الذي يعتبر مهما جدا, وتشغله حاليا سوزان رايس فسيتم إسناده الى الجنرال المتقاعد مايكل فلين (57 عاما) المناهض للتطرف الإسلامي والمعروف بمواقفه التصالحية تجاه روسيا.
وترأس فلين جهاز الاستخبارات العسكرية (وكالة استخبارات الدفاع) بين عامي 2012 و2014 واثار جدلا بسبب تصريحات مناهضة للاسلام.
ويدافع فلين عن تقارب مع موسكو وبكين وظهر خلال عشاء في موسكو مع فلاديمير بوتين في كانون الاول 2015.
ولا يحتاج تعيين فلين إلى موافقة مجلس الشيوخ، على عكس المرشحين الاثنين الاخرين اللذين عينهما ترامب الجمعة.
وقال ديفيد أكسلرود المستشار السابق للرئيس باراك أوباما، ان تعيين فلين “قد يثير فرحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وقال النائب الديموقراطي آدم شيف عضو في لجنة الاستخبارات، انه “قلق جدا” من “ضعف” فلين تجاه روسيا و”تصريحاته التحريضية” حول الإسلام.
من جانب آخر أعلن ترامب أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ستكون بقيادة مايك بومبيو (52 عاما) عضو مجلس النواب عن ولاية كنساس. وكان تم انتخابه تزامنا مع وصول حزب الشاي الجناح المحافظ المتشدد في الحزب الجمهوري الى الكونغرس.
وبومبيو “الصقر” هو خصم شرس للنظام الإيراني وللاتفاق الذي وقعته الدول الكبرى لمنع طهران من حيازة قنبلة نووية, وكان أيضا أحد أعضاء لجنة التحقيق في الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون حول الهجوم على البعثة الأميركية في بنغازي عام 2012 والذي ادى الى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريس ستيفنز.
وبحسب الوكالة الفرنسية فقد لاقت هذه التعيينات صدى جيدا لدى الجمهوريين، غير أنها اثارت قلق الديموقراطيين الذين كانوا عارضوا تعيين ستيف بانون رئيس موقع بريتبارت اليميني المتطرف كبيرا للمستشارين الاستراتيجيين في البيت الأبيض.
وإضافة الى ستيف بانون، عين ترامب ايضا شخصية اكثر توافقية هو رينس بريبوس الرئيس الحالي للحزب الجمهوري في منصب كبير موظفي البيت الأبيض.
لكن بالتوازي مع هذه التعيينات لشخصيات من أنصار التشدد، أتاح ترامب تسريب اسماء شخصيات اكثر اعتدالا لتسلم وزارة الخارجية.
ومن المفترض أن يجتمع خلال عطلة نهاية الأسبوع مع المعتدل الجمهوري ميت رومني، الذي خسر المعركة الرئاسية في مواجهة باراك أوباما عام 2012.
واشارت وسائل اعلام اميركية الى ان ترامب يسعى الى تعيين رومني وزيرا للخارجية. وقد يشكل تقارب كهذا مفاجأة، لأن رومني كان في الصف الاول لمعارضي ترامب وخطه الشعبوي خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
ولا يزال اسم رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني يتردد أيضا لمنصب وزير الخارجية.
وكان دونالد ترامب, مرشح الحزب الجمهوري, فاز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، وذلك بعد حصوله على أكثر من 270 صوتاً في المجمع الانتخابي.
وتعهد ترامب في خطاب الفوز، الذي ألقاه بعد إعلان فوزه رسميا في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، “بتضميد جراح الانقسام”، بعد منافسة انتخابية قاسية، وأن يكون “رئيسا لكل الأمريكيين”، وبتجديد البنية التحتية للبلاد ومضاعفة نموها الاقتصادي.
سيريانيوز