وانعكست أجواء الارتياح العام لسير عملية تشكيل فريق الإدارة الأميركيةالجديدة على أسواق الأسهم في وول ستريت، حيث سجل مؤشر داو جونز رقماقياسيا بتجاوزه 19 ألف نقطة.
وتعزز هذه الأرقام الثقة بسياسة ترامب التصالحية مع الخصوم، وخطته لإعادةرسم التحالفات السياسية وفق منهجية جديدة لا تقوم على معادلة الانقسامالتقليدية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وقد خطى الرئيس المنتخب خطوات مهمة باتجاه إعلان تشكيلة حكومية فريدة من نوعها في أميركا، تضم فيصفوفها ممثلين عن مختلف الاتجاهات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، جمهوريين وديمقراطيين، نقابات عمالية ومدراء بنوك وأثرياء من وول ستريت.
وفي مقابل الأسماء الخمسة التي رشحها ترامب لتولي مناصب مهمة في إدارته، وجاءت من صقور ومتشدديالأميركيين البيض، ينتظر أن يعلن، خلال الأيام القليلة المقبلة، عن تشكيلة حكومية كاملة أكد متحدث باسمهأنها ستضم جميع أطياف الأميركيين السياسية والعرقية والدينية والاقتصادية.
وفي هذا السياق، أعلن الطبيب الأميركي الأسود والمرشح الجمهوري السابق للرئاسة، بن كارسن، أن ترامبعرض عليه رسميا تسلم وزارة الصحة، بينما قالت النائبة الديمقراطية عن ولاية هاواي، تولسي غبارد، إنهاعقدت محادثات صريحة وإيجابية مع ترامب خلال اجتماعها معه في نيويورك.
وتعتبر غبارد من أبرز الديمقراطيين المؤيدين لبيرني ساندرز، وقد استقالت من موقعها في الحزب الديمقراطيلتلتحق بحملته الانتخابية.
وذكرت مصادر في فريق ترامب أن النائبة الديمقراطية ذات الأصول الهندية مرشحة لتولي عدد من المراكز،منها وزارة الخارجية والدفاع أو مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي.
وقد أشارت غبارد إلى أن البحث مع ترامب تركّز على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وتحديدافي سورية، إضافة إلى استراتيجية القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية“ (داعش) و“الحرب على الإرهاب“.
وقد سبق للنائبة الديمقراطية أن وجهت انتقادات للاستراتيجية التي تعتمدها إدارة الرئيس باراك أوباما فيسورية، إذ تعارض إزاحة بشار الأسد عن السلطة، وتعتبر أن على الأميركيين تركيز جهودهم على محاربة“داعش“، وهو الموقف الذي يتطابق تقريبا مع موقف ترامب الذي يدعو إلى تحالف أميركي روسي ضد “تنظيم الدولة“، والى عدم الالتفات إلى قضية الأسد.
وفي سياق متصل، قال الجنرال المتقاعد، ديفيد بتريوس، اليوم الأربعاء، في مقابلة مع المحطة الإذاعية الرابعةفي هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، إنه سيقبل العمل في إدارة ترامب إذا طلب منه ذلك، بحسب ما أوردت “رويترز”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال“ قالت إن بتريوس، الذي استقال من منصبه كمدير
لوكالة المخابرات المركزية الأميركية عام 2012 بعد كشف علاقة له خارج إطار الزواج،
ضمن المرشحين لمنصب وزير الدفاع”.
ولدى سؤاله عما إذا كان سيوافق على الانضمام لإدارة ترامب، قال الجنرال المتقاعد: “تعرضت سابقا لموقف،حيث استدار أحد الرؤساء نحوي داخل المكتب البيضاوي في لحظة صعبة، وقال: “أطلب منك بوصفي رئيسكوقائدا عاما أن تتولى قيادة قوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان“. وتابع: “الإجابة الوحيدة كانت: “نعمسيادة الرئيس“.
وأضاف: “لم يكن لي أي اتصالات بترامب في الماضي. لا أعرف كيف يعمل. لكن من المثير للاهتمام أن كل منتحدثوا معه قالوا إنه جذاب جدا ومضياف جدا، ولطيف للغاية، وكثير الأسئلة ومحب للحوار“.
وساهم انفتاح الرئيس المنتخب على وسائل الإعلام، ومحاولة طي صفحة الهجمات المتبادلة خلال السجالالانتخابي، في تعزيز الانفراج السياسي، وتخفيف حدة الانقسامات الأميركية التي وصلت إلى ذروتها في الأسابيعالقليلة الماضية.
وتوّجت المقابلة الصحافية التي أجرتها أسرة تحرير صحيفة “نيويورك تايمز“ مع الرئيس المنتخب سلسلة مناللقاءات والاتصالات، بينها اجتماع موسع لترامب مع مديرين وعاملين في كبريات محطات التلفزة الأميركية.
واغتنم الرئيس الأميركي المنتخب فرصة المقابلة الصحافية مع “نيويورك تايمز“ لتوجيه رسالة تطمين للأقلياتوالمتخوفين من تنامي دور اليمين العنصري المتطرف، الذي أصبح أحد أبرز رموزه مستشارا استراتيجيا فيالبيت الأبيض، حيث دان المجموعات العنصرية، واستنكر تحرك النازيين الجدد الذين عقدوا قبل يومينمؤتمرا في واشنطن، هتفوا خلاله بشعارات النازية، وانتقدوا النفوذ اليهودي في المؤسسات السياسيةوالاقتصادية الأميركية.
وينفي ترامب الاتهامات الموجهه إلى مساعده الاستراتيجي ستيفن بانون حول عنصريته ومعاداته السامية.
وفي شريط فيديو مسجل انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الاثنين، أكد ترامب أن عملية تشكيلفريقه الحكومي تسير بسلاسة، واستعرض أبرز القرارات التنفيذية التي سينظر فيها خلال أول مائة يوم منفترته الرئاسية، دون أن يشير إلى مسألة إلغاء “خطة أوباما كير“ للتأمين الصحي، أو بناء الجدار على حدودالمكسيك، وترحيل ملايين المهاجرين المقيمين بطريقة غير شرعية في الولايات المتحدة، والتي كانت أبرزالعناوين التي يختلف الأميركيون بشأنها.
العربي الجديد