بدأ المشهد يتضح رويدًا رويدًا…
وأخذت تتكشف تأثيرات الاتفاق المبرم في فصل الربيع بين جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكي و جاريد كوشنر صهر الرئيس، وغدت بصمات البنتاغون، التي تمسك بدفة سفينة ترامب، واضحة المعالم.
لكن من الضروري قبول أن للتعاون مع ترامب نواح مرهقة. فحتى العمل على تصحيح ما ينشره من تغريدات على تويتر هو مشكلة بحد ذاتها.
وإذا كنتم تذكرون، اضطرت القيادة العسكرية أن تعلن عن “الأهمية القصوى لوجود الجيش الأمريكي في قطر من أجل أمن الخليج، وسير الأمور على ما يرام”، في خطوة تهدف للحد من تأثير تغريدات ترامب التي أظهرت قطر على أنها السبب الرئيسي للإرهاب في المنطقة.
وفي النهاية تمكنت البنتاغون من إقناع الرئيس بأن يلقي الكرة في نصف ملعب السعودية وحلفائها.
وبطبيعة الحال من الواجب عدم نسيان خطوة أقدمت عليها البنتاغون في هذه القضية بالضبط. إنه موضوع مقاتلات إف- 35 التي تم بيعها إلى قطر قبل أيام…
هي صفقة شراء تم إبرامها في ربيع عام 2016 إبان عهد أوباما، إلا أنها نُقلت إلى وسائل الإعلام الدولية وكأنها صفقة جديدة بكافة تفاصيلها.
وبذلك نجحت وزارة الدفاع الأمريكية في تشويش العقول.
المهم في الأمر أن البنتاغون دعت الرئيس الأمريكي مرة أخرى إلى التزام جانب التعقل.
لكن كيف السبيل إلى ذلك؟
وما خطب البنتاغون…
ربما يمكنني تلخيص الأمةر على النحو التالي…
تقول البنتاغون لترامب:
أولًا:
“لا تكفي الحملات الاقتصادية الداخلية من أجل تحقيق شعار “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا”.
ينبغي علينا أن نزيد من قوتنا العسكرية الدولية وجعلها في حالة أكثر فاعلية. افعل ما شئت لكن اعثر على موارد تمويل من أجل ذلك!
ثانيًا:
قطر بلد هام بالنسبة لنا.
إذا كان في نيتنا أن نسيطر عليها فينبغي علينا ألا نثير الضجيج، وأن نقوم بذلك بغاية الذكاء.
ثالثًا:
لا تنسَ الصين! ولا تستخفنّ بمشروع إحياء طريق الحرير! من الأفضل لك تتقدم دون أن تشعل الحرائق ودون أن تضيع أي حليف، وأن تجعل أوروبا في صفك.
بطبيعة الحال ما يهمنا من نفوذ البنتاغون في أروقة البيت الأبيض هو قضيتا شمال سوريا والعراق.
روسيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية تلعب الألاعيب في المنطقة، وتقوم تركيا بإفساد هذا الألاعيب باستمرار. هذا هو الوضع حاليًّا.
ويبدو أن الحملات الرئيسية في المنطقة تُركت إلى ما بعد تطهيرها تمامًا من تنظيم داعش. ولذلك فإن المنافسة ستكون قاسية جدًّا وعلى أشدها..
لكن ما لا شك فيه هو أن العالم سوف يشهد الأسبوع الحالي أحداثًا متسارعة.
ترك برس