قـــــراءة فـــي الصحـــف
تقول صحيفة الـ “واشنـطن بوسـت”، إذا ما نظرنا إلى حقيقة أن المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية ” دونالد ترامب” أمّن 270 صوتاً في المجمع الانتخابي وبالتالي استطاع الفوز بالرئاسة، فإنه ليس من السابق لأوانه النظر في كيفية أن الكثير من المراقبين السياسيين والكثير من استطلاعات الرأي والعديد من السياسيين قد أساؤوا فهم سباق الرئاسة لهذا العام.
وبالنسبة لعمليات الاقتراع، إذا ما كانت تجعل كل استطلاعات الرأي المهنية تبدو بشكل أفضل، فقد اعترف فريق المرشح ترامب أن الأرقام الخاصة به كانت تظهر خسارة الأخير للسباق الرئاسي. ونقلت صحيفة “”The Hill أن مصدراً من داخل حملة ترامب كشف استطلاعات الرأي الداخلية والخاصة بالحملة تماماً مثلما فعلت استطلاعات الرأي الخارجية والتي رجحت خسارة ترامب.
إن تركيبة الناخبين هذا العام مشابهة لنظيرتها من العام 2012 وفقاً لبيانات الاستطلاع الأولية، بيد أن أداء المرشح “ترامب” كان جيداً بشكل استثنائي في أوساط الناخبين البيض، بينما كان أداء ” كلينتون” أقل درجةَ بين الناخبين من غير البيض من أداء زميلها الرئيس من الحزب الديمقراطي “أوباما” قبل سنواتٍ أربع.
بشكل عام، ظهر نمط وكأنه يترسخ في عدد من الولايات الرئيسية والتي كانت ميداناً للتنافس مساء الثلاثاء. لقد فازت “كلينتون” في نفس الولايات التي فاز فيها أوباماً سابقاً, ولكن فوزها كان أقل بكثير في كثير من الأحيان . وحيثما فاز “رومني” فاز ” ترامب” أيضاً ولكن مكاسبه كانت أكبر بكثير.
وسوف نمضي أسابيع وأشهر على مجموعة من الأسئلة من بينها:
– هل تَبَنى الناخبون “ترامب” بسبب عنصريته وخطابه المعادي للأجانب أم على الرغم منه؟
– هل جاء تذكير الخطاب الغامض والغريب لمدير وكالة الاستخبارات ” جيمس كومي” للناخبين في الوقت المناسب تماماً بميل كلينتون لثني قواعد اللعبة وتجنب الصراحة؟
– هل فقد الناخبون القدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال، أو أنهم لم يعودوا يبالون على افتراض أن جميع السياسيين كاذبين؟
– كيف يمكن للرئيس أوباما الذي يحظى بشعبية مرتفعة ،أن يفشل في إقناع الناخبين باقتصاد متحسن، على مواصلة مسيرة الديمقراطيين؟
– هل كانت انتخابات العام 2016 ردة فعل على تجاوزات الديمقراطيين والاستعلاء الثقافي أم على بعض من كلا الأمرين؟
تتابع الصحيفة، وبعد ثماني سنوات من شجب رفض حزب المعارضة البحث عن أرضية مشتركة، سيضع الديمقراطيون إستراتيجية بهدف الحفاظ على أكبر قدر ممكن من “إرث” أوباما وماذا عن هذا الإرث؟ حيث إن الإنجازين اللذين حققهما أوباما وهما الاتفاق النووي مع إيران ونظام الرعاية والتأمين الصحي ” Obamacare” في خطر الآن.
إن هذا لأمر هو تجربة مذهلة بالنسبة لحوالي نصف سكان البلاد، وأحدث إرباكاً لهم كما تم تمزيق افتراضاتهم حول اللياقة السياسية والمدنية العامة والقيم المدنية الأمريكية.
سيواجه الكثيرون بلداً بالكاد يعرفونه، ويخشون أن ترامب جادُ بحديثه حول أفكاره الرجعية المتنوعة ويشعرون بالقلق حول مستقبل يتزايد فيه الانقسام والغضب وعدم التسامح.
نحن نعيش في أرض مجهولة. بالنسبة لأولئك الذين صعقتهم نتيجة الانتخابات، ينبغي أن يكون التواضع هو المسألة الأهم في هذه الأيام، و معرفتنا بالبلاد هي أقل بكثير مما كنا نظن.
واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية يمثل تهديدا على حقوق الإنسان في العالم.
وتقول الصحيفة: “لو طبق ترامب ما قاله خلال الحملة الرئاسية، فستكون هناك بيانات أخرى وتسرع للقمع في الدول حول العالم، فمنذ إعلان الرئيس ويلسون عن مبادئه الأربعة عشر عام 1919 في مؤتمر فرساي، كانت الولايات المتحدة على الأقل المدافعة الأولى عن حقوق الإنسان والديمقراطية، ويبدو ترامب مستعدا للتخلي عن هذا الدور”.
وتلفت الصحيفة إلى أن “ترامب عبر في أثناء الحملة الانتخابية عن مواقف لا تهتم بأعمال الوحشية والقمع التي يمارسها أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد، وقد رحبت هذه الأنظمة بفوزه”.
وتعترف الصحيفة بأن “سجل الولايات المتحدة في حقوق الإنسان لا يزال بعيدا عن الكمال، وعادة ما رفض الوعظ الرئاسي من ويلسون إلى كارتر وبوش، إلا أن الضغط الأمريكي عادة ما أدى دورا في عشرات الدول، ودفعها نحو الحرية، وإنقاذ عدد لا يحصى من السجناء السياسيين، والحد من الانتهاكات التي مارسها المستبدون مثل السيسي، وحتى أعداء أقوياء مثل بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينغ، اللذين لم يرتاحا للنقد الذي وجهته الولايات لسجلهما في حقوق الإنسان والعقوبات”.
المركز الصحفي السوري _ صحف