حذر الكادر الطبي في مشفى الإخاء للأطفال والنسائية في منطقة أطمة، من تفاقم وضع الرعاية الصحية للمستفيدين الموزعين على عشرات المخيمات ضمن المنطقة القريبة من الحدود التركية، بسبب انقطاع الدعم المعلن منذ أيلول.
٨ آلاف مراجع شهريا ومناشدات لتأمين الدعم
وجه الطبيب الأخصائي في مشفى الإخاء للأمومة، محمد المحمد، عبر منشور على فيسبوك، مناشدة للمنظمات لدعم المشفى لمواصلة خدمة الرعاية للقاطنين بخاصة المهجرين بالمخيم، مبينا بأن المشفى، الذي يعتبر واحدا من أهم المرافق الصحية بالمنطقة لخدمة الولادة والحواضن، مهدد بالإغلاق لنقص الدعم والتمويل من الجهات المانحة.
يتلقى المشفى شهرياً حسب إحصائيات له أكثر من ٧٥٠٠ طفل وامرأة خدمة الرعاية، إضافة لحالات الولادة البالغة نحو ١٥٥٠ مصحوبة بالعناية وحواضن الولادات.
قصر المسافة بين المخيم و المشفى
ساهم مكان المشفى قرب المخيم بحسب أم أحمد بعد ولادة مبكرة بعمر ٣٠ أسبوعا بإنقاذ حياة طفلها، بعد أربع أسابيع من العناية المركزة على جهاز التنفس، ومثلها أم غيث التي تسكن بمخيم قريب أسعفت بعد الولادة بتوأم ليفارق أحدهما الحياة، لانخفاض درجة حرارة وضيق تنفس، حيث تمكن فريق المشفى بإشراف د. منال زهران من إنقاذ غيث بعد شهرين من وضعه بالعناية المركزة.
وحسب مديرة المشفى أمينة نجيب، فقد خففت غرف العلاج الموزعة من معاناة القاطنين وهي عيادة نسائية و إسعاف و ولادات و قيصرية و جراحة نسائية و تجريف رحم و نقل دم صور شعاعية و تحاليل مخبرية وحواضن و عيادة أطفال و إسعاف و عناية مشددة للأطفال، و بخاصة النساء اللواتي يقمن بممارسة أعمال منزلية شاقة ضمن المخيمات منها، جلب المياه وجمع الحطب ما أدى لظهور مرض هبوط الرحم لدى الكثيرات.
يخدم المشفى عشرات السكان القاطنين في المخيمات
من أصل ٨٠ مخيما موزعة غربي بلدة أطمة، تستقطب مشفى الإخاء لجانب مشفى أطمة الخيري المراجعين على كثرتهم، إلى جانب عدد من المستوصفات الصحية تفوق ٦ مراكز موزعة على القطاعات، والتي تقتصر مهامها على تقديم الإسعافات الأولية وأدوية الالتهابات والمسكنات، وتضطر تلك المراكز غالب الأحيان لتحويل المراجعين للعلاج في مشافي خاصة بالدانا وسرمدا وفي إدلب، بخاصة مع تفشي جائحة كورونا للعزل ومرضى التهابات القصبات والرئة التي ازدادت في الشتاء، بسبب لجوء الأهالي لاستخدام وسائل تدفئة غير صحية حسب مديرية صحة إدلب.
نقص التمويل يهدد مرافق إضافية
يهدد وقف الدعم والتمويل مجددا المنشآت الصحية بالشمال المحرر، رغم تفشي الأمراض والأوبئة وارتفاع أسعار الأدوية وتقليص عدد المراجعين لتركيا من أجل لعلاج إلى النصف، مقارنة مع فترات سابقة، الأمر الذي سيجعل إمكانية حصول أكثر من ٤ مليون نازح في منطقة إدلب على الرعاية غير متاحة، بحسب منسق تحالف المنظمات في الشمال السوري عبدالوهاب جسري ، وبخاصة الأطفال والنساء باعتبار ثلثي المشافي التي توقف دعمها تخدمهم، مَوضحا بأن عدد المشافي مرشح للزيادة ليصل ٢٠ مشفى عدا عن مراكز الرعاية التي تغلق أبوابها من أيلول الماضي.
مضيفا أنه مما زاد من المعاناة تقليص عدد المراجعين لتركيا بالسنوات الأربعة الأخيرة إلى النصف، بخاصة أصحاب الأمراض المزمنة على رأسها السرطان الذين يعيشون ظروف معيشية صعبة.
تقرير خبري – نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع