تسود حالة من التذمر الشديد في الأوساط الموالية للوحدات الكردية، وذلك بسبب مواصلة قوات “غصن الزيتون” التقدم في الجبهات المحيطة بعفرين على الرغم من الإعلان في أكثر من مرة عن وصول قوات شعبية موالية للنظام إلى عفرين.
ويرى موالون للوحدات الكردية أن الاتفاق الذي تم توقيعه مع النظام السوري لم يمنع الطائرات التركية من ضرب الأهداف العسكرية التابعة للمليشيات الكردية، وهو الهدف الأول الذي كانوا يتطلعون إليه، معربين عن غضبهم من القيادات الكردية التي وقعت الاتفاق.
في المقابل، صب البعض الآخر جام غضبه على قيادات الوحدات بسبب تسليمها الأحياء الكردية في مدينة حلب للنظام بدون مقابل.
وفي السياق ذاته، تساءل الإعلامي الكردي سمير متيني، بسخرية: “أين دفاعات النظام الجوية، أم أنهم دخلوا إلى عفرين للدبك والرقص وتمجيد الأسد”.
وأضاف في شريط مصور بثه عبر صفحته الشخصية في “فيسبوك”: “أنا لا أوافق على تسليم عفرين للأسد، لكن للسياسة قول آخر”، واستدرك بالقول: “مكره أخاك لا بطل، الجميع تحالف علينا كأكراد”، وفق قوله.
وتابع متيني موجها سهام نقده لقادة المليشيات الكردية: “لم يتوقف القصف على عفرين ولم تدافع هذه القوات التي دفعها النظام عن عفرين”.
وتساءل متهكما: “هل كان الاتفاق على دخول شادي حلوة مراسل التلفزيون السوري لساحات عفرين ليقوم بتصوير هتافات الأهالي للأسد؟”.
وكان مراسل التلفزيون السوري شادي حلوة أجرى أكثر من تغطية إخبارية لترحيب الأهالي بدخول القوات الموالية للنظام إلى عفرين.
وزعم الإعلامي الكردي أن الحشود التي تجمهرت حول حلوة، هي الحشود ذاتها التي دخلت المدينة من النظام السوري، وشدد على أن “الأكراد لا يقفون إلى جانب الأسد، ولا يحيون الجيش السوري الذي قتلهم في عام 2004”.
وقال موجها خطابه لقادة المليشيات الكردية: “أنتم تحدثتم عن أن الاتفاق ينص على دخول القوات إلى حدود عفرين، فلماذا يتجول شادي حلوة في داخل المدينة”؟.
وأضاف: “لطالما وافقتم على دخول قوات الأسد إلى عفرين، فلماذا لم توافقوا ما قبل إعلان تركيا الحرب في عفرين؟ أليس من الأفضل أن نحقن دماء المقاتلين؟”.
وتابع متيني: “سلمتم الأسد الشيخ مقصود والهلك، والنظام لم يدافع عنكم، إنما جاءت هذه القوات لإقامة المهرجانات الخطابية التطبيلية لبشار الأسد لتقوم قنوات النظام والقنوات الموالية بتغطيتها”.
ومضى قائلا: “نريد أن نفهم ما الذي جرى، إلى متى سنبقى نحن ألعوبة وأضحوكة؟”.
من جانبه، وصف الناشط السياسي الكردي عثمان حسين المعارض للوحدات، على “فيسبوك”، جلب النظام السوري إلى عفرين بحجة الدفاع عنها، بـ”الكذبة الكبيرة”، معتبرا أن “المليشيات لا تستطيع الوقوف بوجه الجيش التركي والفصائل السورية”، على حد قوله.
وأضاف في تدوينة أخرى: “الحمقى يعتقدون بأن استقدام شبيحة الأسد سينقذهم من نهايتهم الحتمية بعفرين، وينسون بأنهم يضيفون جريمة جديدة إلى جرائمهم وكارثة جديدة ضد الشعب الكردي بعفرين”.
من جانبه، اعتبر الناشط السياسي محمد أبو سيامند، أن النظام السوري لا يمتلك الصلاحية لدخول عفرين بسبب الاتفاق الروسي- التركي، مبينا في حديثه لـ”عربي21” أن كل من دخل عفرين من القوات إلى عفرين هم “من الشبيحة والمرتزقة فقط”، وفق وصفه.
وكانت وحدات حماية الشعب أكدت أن مئات المقاتلين الموالين لدمشق انتشروا على الخطوط الأمامية في عفرين للمساعدة في صد الهجوم التركي، وذلك بعد “اتفاق” تم توقيعه مع النظام السوري.
عربي 21