المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 19/12/2014
تدهور مستوى تعليم الأطفال السوريين هو الأسوء والأسرع في تاريخ المنطقة، حسب تقرير أعدّته منظمة “اليونيسيف” التابعة للأمم المتحدة، التي تعنى بشؤون الطفولة.
عندما انطلقت الثورة السورية”اضطر ما يقرب ثلاثة ملايين طفل من سوريا إلى التوقف عن التعليم بسبب القتال الذي دمر فصولهم الدراسية، وتركهم في حالة رعب، واضطرت كثير من أسرهم إلى الفرار إلى خارج البلاد”.
وتسببت الأحداث التي جرت في السنوات الثلاث السابقة إلى إلغاء التقدم المحرز (في مجال التعليم) على مدى العقود السابقة.
في بلد كانت مستويات الالتحاق بالمدارس الابتدائية فيه قد بلغت97%، قبل بدء الصراع عام 2011، وتسبب الصراع الذي مضى عليه أكثرمن ثلاث سنوات في فقدان الملايين من الأطفال تعليمهم ومدارسهم ومعلميهم. وفي أفضل الأحوال يحصل الأطفال على تعليم متقطع في حين يضطر الأقل حظاً إلى ترك المدارس والعمل لإعالة أسرهم.
إلا أن واحدة من بين كل خمس مدارس في سوريا أصبحت غير صالحة للاستخدام، إما لأنها تعرضت للتلف أو التدمير أو أصبحت ملجأ للمشردين والنازحين داخلياً.
ومن العوامل التي ساهمت في تسرب الطلاب بتلك الوتيرة السريعة، العنف الشديد والنزوح، ومقتل كثير من المعلمين وهروبهم، ودمار المدارس وسوء استخدامها، مما أدى إلى إحجام الأطفال عن التعلم، وذكر كثير من الآباء أنه ليس لديهم خيار سوى الإبقاء على أطفالهم في المنزل بدلا من المخاطرة بإرسالهم إلى المدرسة، لأن المدارس باتت أهدافاً “لقوات النظام”.
وأما في البلدان المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين فإن ما بين 500 ألف إلى 600 ألف طفل سوري لاجئ هم خارج الدراسة، لأن اختلاف اللغة واللهجة والمناهج الدراسية، وقلة المساحات المخصصة للتعليم والفقر وانعدام السلامة البدنية والتوترات المجتمعية، تتسبب في إبقاء الأطفال بعيدا عن الدراسة.
وفي الوقت نفسه، يعاني الأطفال والمعلمون في المجتمعات المضيفة من اكتظاظ الفصول الدراسية وزيادة الضغوط على نظم التعليم.
يجب على المجتمع الدولي إتخاذ إجراءات حاسمة لوقف التدهور السريع في التعليم، وحماية البنية التحتية للتعليم، بما في ذلك التوقف عن استخدام المدارس لأغراض عسكرية، وإعلان المدارس كمناطق آمنة، ومحاسبة الأطراف التي تنتهك ذلك، ومضاعفة الاستثمار الدولي في التعليم في البلدان المضيفة من أجل زيادة أماكن التعليم وتحسينها، وتوظيف معلمين إضافيين، وتخفيض تكاليف حضور الأطفال إلى فصولهم الدراسية، وابتكار مناهج لتوفير الاحتياجات التعليمية للأطفال السوريين اللاجئين، ومنها الاعتراف بالشهادات التي يحصلون عليها، واعتمادها للقبول في مدارس أخرى، وتقديم الدعم النفسي للأطفال.