لم ينسى العالم بعد، مجزرة الكيماوي في مدينة خان شيخون في الشهر الرابع من العام السادس في الثورة.
اليوم وبعد مرور عامين على تلك الجريمة تجتاح قوات النظام محيط خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، إلا أن النظام حتى هذه اللحظة لم يدخل إلى أحياء المدينة.
يبقى السؤال!
لماذا يسعى النظام والمليشيات المسانده له بزج كامل قوته لفرض السيطرة على خان شيخون ؟!
ألمحي الأدلة وتبرءة النظام من فعلته عام ٢٠١٧؟!
أم أن موقعها الإستراتيجي على خريطة المعارك وبالسيطرة عليها، يكون أحكم فكي الكماشة على ريف حماة الشمالي!
صرح المحامي “عبد الناصر حوشان” للمركز الصحفي السوري من خلال وجهة نظره حول الأحداث المتسارعة التي حصلت:
“الدول لاتسير بشكل فوضوي ولاتُقدم على أعمال بشكل عشوائي، لاسياسيا ولاعسكريا، وأن اي حركة أو كلمة سياسية أو حركة عسكرية يسبقها كم هائل من الترتيبات.
من يعوّل على ردود فعل تركية مباشرة ضد استهداف رتل لجيشها من قبل طائرات النظام فهو واهم.
لأن العربات العسكرية لم تدخل بدون ترتيبات أمنية واستخباراتية وسياسية مع روسيا التي أبلغت النظام بكل تفاصيلها.
هناك من يحاول طبخ جميع الفصائل بمرقة التفاهمات الدولية وهذا إجحاف بحق الفصائل الصامدة على الجبهة الجنوبية.
لاننسى ان التحركات الدولية في سورية يحكمها التنسيق. وعلينا ان نراعي ظرفي الزمان والمكان عند تفسير أي ظاهرة أو طارئ، وبعد استقرار الوضع العسكري الأجنبي على الأرض بدأت لعبة المماحكات بين القوى وماجرى في ريف حماه مؤخراً مرتبط ارتباطاً وثيقاً بما يجري شرقي الفرات فلما كانت تركيا عاجزة عن تحقيق اي اختراق شرق الفرات في سعيها لإنشاء المنطقة الآمنة كانت مرتاحة في ريفي حماة وإدلب لانها كانت تلعب بورقة “اتفاق سوتشي” مع روسيا لضبط الوضع في تلك المنطقة بينما تحقق الاختراق في شرق الفرات ولما نجحت في ذلك عبر اتفاق مع الولايات المتحدة الامريكية رفعت روسيا من وتيرة التصعيد بريف حماة في كفرنبودة وقلعة المضيق، ولما تم الاعلان عن الاتفاق الامريكي شبه النهائي، حول المنطقة الآمنة في شرق الفرات عمدت روسيا الى نسف تفاهم استانا مستندة إلى حقها في تطبيق إتفاق “سوتشي” وهذا هو المأزق التركي حيث حُشرت تركيا أمام خيارين. وهما إما ان تتكفل هي بتنفيذ الاتفاق وبالتالي تجنيب روسيا والنظام تكلفة المواجهة مع فصائل الثوار. مقابل ضمان عدم استهداف النقاط التركية من قبل قوات النظام و إما ان تكمل روسيا خطتها في المواجهة ونسف كل التفاهمات التي تمت في استانا وسوتشي، مايضع تركيا في مواجهة النظام وكشف ظهر الفصائل أمام الروس والإيرانيون وقوات النظام.
وهذا ما جرى بالامس مما اضطر الفصائل الى الانسحاب من ريف حماة.
أهمية المدينة:
يحاول النظام منذ أيام مع القوى المساندة له بسط السيطرة على مدينة خان شيخون وذلك لأهميتها، حيث تتربع المدينة في منطقة إستراتيجية ولها أهمية كبيرة، لأنها تقع على الاتستراد الدولي دمشق حلب، وهي نقطة تلاقي طريق قلعة المضيق مع الاتستراد، ولقربها من ريف حماة الشمالي، لذلك تُمثل عقدة مواصلات بالإضافة إلى أنها مدينة كبيرة، وهي حاضنة للثورة والثوار.
وبحسب ماقال الناشط الإعلامي “أحمد الأعرج” من أبناء مدينة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي:
“إن ما حصل في ريف حماة الشمالي وخان شيخون جاء بعد يقين قوات النظام وحليفه الروسي بفشل قواته في حرب المواجهة مع الثوار في اللطامنة وكفرزيتا وأن المعركة في هاتين المدينتين ستكلفه مئات الجنود وعشرات الآليات كما حصل معهم حين حاولوا أخر مرة في عام ٢٠١٥، وتكبدت قواتهم خسائر فادحة لذلك عمل النظام على التقدم من خلف هذه المدن وحاصرها ليجبر الثوار على اخلاء مواقعهم دون قتال وبأقل خسائر”.
ويجب التنويه في الرابع من نيسان عام 2017 استيقظت مدينة خان شيخون على وقع مجزرة مروعة ارتكبها طيران النظام، وقد استخدم فيها الغازات السامة المحرمة دولياً في قتل المدنيين الأبرياء، والتي تسببت باستشهاد مئة مدني خنقاً، بالإضافة إلى مئات المصابين.
لتبقى مدينة خان شيخون دليل حي على انتهاكات النظام واستخدامه أسلحة محرمة دوليا كغاز السارين وغيره من الغازات السامة مستهدفاً المدنيين بشكل مباشر.
المركز الصحفي السوري