سجلت 6 دول عربية مساء أمس الثلاثاء ارتفاعا جديدا في إصابات فيروس كورونا الجديد، بالإضافة إلى حالتي وفاة. كما أعلنت هذه الدول عن إجراءات جديدة وصلت حد نزول الجيش إلى مداخل المدن في الأردن، وتكليف المستشفيات العسكرية بالمساعدة في محاصرة الفيروس بالمغرب، وفرض حظر التجول في تونس.
ففي الأردن الذي سجلت فيه حتى يوم أمس 40 حالة إصابة شفيت إحداها، أقر الملك عبد الله الثاني قانونا يمنح الحكومة صلاحيات واسعة لفرض حالة الطوارئ لمساعدتها في مكافحة انتشار الفيروس.
ويمنح المرسوم الملكي رئيس الوزراء عمر الرزاز صلاحيات استثنائية بموجب قانون للدفاع يتم تفعيله في أوقات الحرب والكوارث، لفرض حظر للتجول وإغلاق المؤسسات ووضع قيود على حرية التنقل للأشخاص.
على نطاق ضيق
وقال ملك الأردن في رسالة للرزاز إنه وافق على تطبيق هذا القانون على نطاق ضيق للمساعدة في مكافحة الفيروس، دون المساس بالحقوق السياسية والمدنية للمواطنين.
كما أعلنت عمّان في وقت سابق الثلاثاء إغلاقا يبدأ من اليوم الأربعاء، وأمرت المواطنين بالبقاء في منازلهم إلا في حالات الطوارئ، ومنعهم من السفر بين المحافظات لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
ونشر الجيش الأردني قوات على مداخل المدن ومخارجها للمساعدة في تنفيذ الإجراءات التي سيبدأ العمل بها اليوم، في حين أمرت قوات الأمن بإغلاق المتاجر.
وأغلق الأردن حدوده البرية والبحرية مع سوريا والعراق ومصر وإسرائيل، وعلق رحلات الطيران باستثناء رحلات الشحن الجوي والبري. كما علق وسائل النقل الجماعي وأوقف طباعة الصحف الورقية.
وأعلنت الحكومة الأردنية إغلاق جميع الهيئات الحكومية لمدة أسبوعين باستثناء المستشفيات، وأمرت شركات القطاع الخاص بإغلاق مكاتبها وإبقاء الموظفين في منازلهم ابتداء من اليوم.
كما أمرت بإغلاق جميع المتاجر في المراكز التجارية، باستثناء تلك التي تبيع المأكولات والأدوية، وحظرت التجمعات التي تضم أكثر من عشرة أشخاص.
وكانت السلطات الأردنية أعلنت السبت الماضي وقف الرحلات الجوية من وإلى المملكة اعتبارا من الثلاثاء وحتى إشعار آخر، وكذا إغلاق المدارس وتعليق الفعاليات الرياضية ووقف الصلاة في المساجد والكنائس، ومنع التجمعات ومجالس العزاء وإغلاق المطاعم وقاعات السينما.
مستشفيات ميدانية
وفي المغرب أمر الملك محمد السادس الجيش باستخدام المستشفيات الميدانية العسكرية للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا.
من جهة أخرى تجاوزت التبرعات لصندوق خاص لتحسين البنية الأساسية الصحية والتخفيف من التبعات الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا، قيمة مليار دولار في أعقاب مساهمات قدمتها شركات رئيسية مملوكة للدولة وشركات خاصة وبنوك وأفراد.
وأكد المغرب حتى الآن 38 حالة إصابة وحالتي وفاة. واكتشفت معظم هذه الحالات لدى مغاربة كانوا مقيمين في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وعادوا في زيارات إلى البلاد.
وعلقت الرباط كل الرحلات الجوية وأغلقت المساجد والمدارس ودور الترفيه والصالات الرياضية والمتاجر غير الأساسية، في إجراءات احترازية للحد من انتشار فيروس كورونا.
كما أعلنت الحكومة والبرلمان أمس الثلاثاء إقرار مساهمة للوزراء والبرلمانيين براتب شهر واحد في صندوق مالي خاص بمواجهة الوباء.
وسيدعم الصندوق أيضا الاقتصاد المغربي من خلال مجموعة من التدابير التي ستقترحها الحكومة، خاصة في القطاعات الأكثر تأثرا بفعل انتشار كورونا. وساهمت في هذا الصندوق عدة شركات خاصة وأخرى تابعة للدولة.
إغلاق وحظر تجول
وفي قطر، أعلنت اللجنة القطرية العليا لإدارة الأزمات في مؤتمر صحفي الثلاثاء إغلاق جزء من المنطقة الصناعية في الدوحة 14 يوما لمحاصرة انتشار الفيروس، كما أعلنت إغلاق جميع المتاجر عدا تلك التي تبيع الأغذية والصيدليات.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة العليا لولوة الخاطر إنه تم أمس اكتشاف ثلاث حالات جديدة للإصابة بفيروس كورونا لوافدين، ليصل إجمالي الإصابات في البلاد إلى 442.
أما تونس التي تأكدت فيها حتى أمس 24 إصابة، فقد أعلنت حظر التجول من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحا ابتداء من اليوم الأربعاء، وقررت إغلاق المساجد والمقاهي والأسواق، كما أغلقت حدودها البرية وعلقت الرحلات الدولية.
ودعا الرئيس التونسي قيس سعيد في كلمة بثها التلفزيون الرسمي مساء الثلاثاء إلى المكوث في البيوت وتجنب التنقلات “لأيام معدودة”.
كما دعا إلى الوحدة والتضامن بين التونسيين، وحث على تقديم تبرعات للمساعدة على مجابهة الفيروس قائلا إنه سيكون من المتبرعين.
ولتطبيق حظر التجول ستقوم قوات الجيش وقوات الأمن الداخلي بدوريات مشتركة في كامل تراب البلاد.
وحث الرئيس التونسي المواطنين على التبرع بنصف الراتب أو أكثر لمن يستطيع، وقال إنه سيكون أول المتبرعين للمساهمة في جهود الدولة لمجابهة هذا الفيروس.
منع الحراك
وفي الجزائر، أعلن الرئيس عبد المجيد تبون أمس الثلاثاء حظر الاحتجاجات والمسيرات بجميع أشكالها، ضمن خطة لمواجهة فيروس كورونا.
وفي كلمة بثها التلفزيون الرسمي، أعلن تبون منع التجمعات والمسيرات كيفما كانت وتحت أي عنوان، “حتى لو أدى الأمر إلى تقييد الحريات مؤقتا، لأن حياة المواطنين فوق كل اعتبار”.
كما قررت السلطات الجزائرية إغلاق أي مكان أو منطقة يشتبه في كونها بؤرة للفيروس، وتعقيم وسائل المواصلات العامة عبر ولايات البلاد ومحطات نقل المسافرين.
وقرر الرئيس تبون منع تصدير أي منتج إستراتيجي سواء أكان طبيا أو غذائيا حتى اجتياز الأزمة والقضاء على الوباء، إضافة إلى تعليق صلاة الجمعة وغلق المساجد والاكتفاء برفع الأذان فقط.
وقال إن الوضع حاليا تحت السيطرة، وأضاف “لدينا قدرات على مستوى الجيش والشرطة ومنشآت اقتصادية كالمعارض يمكن تجهيزها على عجل كفضاءات للحجر الصحي، إضافة إلى مبان ومنشآت حكومية”.
وأعلنت الجزائر حتى أمس 5 وفيات و60 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس. وقد تعالت نداءات لتعليق الحراك خشية انتشار فيروس كورونا.
وابتكر الجزائريون العديد من الأفكار للمشاركة الفعلية في الحراك على الإنترنت، حيث دعا بعض الشبان إلى الاحتجاج من شرفات المباني.
تعليق الدوام وإغلاق المساجد
وفي السعودية التي رصدت حتى أمس 133 حالة، تقرر تعليق الحضور إلى مقرات العمل في جميع جهات القطاع الخاص لمدة 15 يوما، عدا القطاعات الحيوية. كما تقرر وقف الصلاة في المساجد باستثناء الحرمين المكي والنبوي.
وأجازت هيئة كبار العلماء في بيان “إيقاف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في المساجد”، والاكتفاء برفع الأذان.
وفي الخليج أيضا أعلنت سلطنة عمان أنها ستغلق ابتداء من اليوم الأربعاء جميع المحلات في المجمعات التجارية، باستثناء المحلات الغذائية والصيدليات ومحلات النظارات والعيادات. كما قررت إغلاق جميع الأسواق التقليدية والشعبية.
وقال التلفزيون الرسمي إن السلطنة أغلقت جميع المواقع السياحية وحظرت التجمعات في الأماكن العامة، وأغلقت أيضا المساجد والصالات الرياضية والنوادي الصحية ومحلات الحلاقة والتجميل.
بدورها، أعلنت مصر عن وفاتين جديدتين بالفيروس ليصل مجمل عدد حالات الوفاة حتى أمس إلى ست. كما أعلنت عن 30 إصابة جديدة أمس الثلاثاء ليرتفع العدد الإجمالي إلى 196.
وقالت وزارة الصحة في بيان إن الوفاتين لإيطالية عمرها 78 عاما ومصري عمره 70 عاما، وتوفي كلاهما في مستشفى العزل.
نقلا عن: الجزيرة