شهدت مناطق سيطرة النظام في الأيام القليلة الفائتة، تخفيضا ملحوظا في مخصصات النفط للمستفيدين منها، كان آخرها القرار الصادر اليوم الثلاثاء 30 آذار/ مارس، القاضي بتخفيض كمية المحروقات في تلك المناطق.
517 ألف سوري حرموا من أبسط الحقوق حتى بداية 2011 ، بعضهم لا يستطيع دخول المشفى أو حتى النوم بفندق!!
أفادت مصادر محلية أنّ لجنة محروقات دمشق، قررت تخفيض مخصصات البنزين إلى 20 ليترا كل 7 أيام؛ نظرا لانخفاض عدد طلبات المحروقات الواردة إلى المحافظة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض النسبة المخصصة لتعبئة البنزين للسيارات السياحية الخاصة والعامة (التاكسي) إلى 50%، وبالمدة الزمنية نفسها.
وبناء على ما صرّح به نائب رئيس المكتب التنفيذي في محافظة دمشق أحمد نابلسي فإن أصحاب السيارات السياحية الخاصة سيحصلون على 20 لتر من البنزين كل 7 أيام، في حين سيحصل أصحاب السيارات العامة (التاكسي) على الكمية ذاتها من البنزين لكن كلّ أربعة أيام، ومثلها في الكمية والزمن للسيارات العاملة على الخطوط الخارجية (لبنان والأردن).
أمّا الميكروباصات (السرافيس)، فقد أشار النابلسي إلى أنه سيتوقف تزويدها بكميات المازوت المخصصة لها كل يوم جمعة إلى إشعار آخر؛ وسيُنقل الركاب بباصات الشركة العامة للنقل الداخلي، إضافة إلى شركات النقل الداخلي الخاصة.
فما الأسباب الكامنة وراء تخفيض المخصصات؟
لعلّ أبرزها تلك التي تتعلق بالعقوبات المفروضة على حكومة النظام بسبب قانون قيصر، وسيطرة أمريكا على نفط المنطقة الشمالية الشرقية في سوريا عن طريق قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة أمريكيا، إضافةً لانهيار صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية وعلى رأسها الدولار، فضلا عن الذريعة التي أشاعها نظام الأسد في الأيام القليلة الفائتة؛ إذْ عزا سبب شحّ المحروقات إلى إغلاق قناة السويس بعد حادثة السفينة الجامحة (إيفر غيفن)، في تغطية منه على الوضع الاقتصادي المتردي في مناطق سيطرته واستمرار انهيار الليرة.
فبحسب خبير اقتصادي في مناطق سيطرة النظام فإن الإنتاج المحلي من النفط يقارب 24 ألف برميل نفط يوميا، في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى 100 ألف برميل تقريبا، الأمر الذي يعني استيراد نحو 75% من الحاجة اليومية.
وقد أسفرت تلك الأسباب عن نتائج، فما أهمّها؟ وكيف انعكست على المواطنين في مناطق سيطرة النظام؟
درج النظام على إعطاء مخصصات المحروقات للمستفيدين من المادة المدعومة من قِبَلِه، كالمؤسسات الخدمية من تعليم ومراكز اقتصاد، ومؤسسات تموينية، ووسائط النقل العامة، فضلا عن مخصصات الأراضي الزراعية، وما شابه.
نظرا للتفاوت الكبير في أسعار المحروقات التي يحصل عليها المواطنون من النظام، وبين تلك الموجودة في السوق السوداء (على شحّها) فقد حرص أصحاب المخصصات على الحصول عليها، وإن كلّفهم ذلك الوقوفَ في طوابير لا يرى آخرها من أولها، وعلى مدى ساعات طويلة.
مشاهد يومية اعتاد عليها المواطن في مناطق سيطرة النظام كمشهد التقاء طابور الخبز مع طابور الانتظار للحصول على البنزين في اللاذقية أمس الإثنين؛ إذْ تداول ناشطون صور التقائهما وأرفقوها بتعليقات ساخرة تدل على الوضع الذي آلت إليه مناطق سيطرة النظام.
تجدر الإشارة إلى تلك المشاهد التي وثّقها ناشطون من حرمان بعض الطلاب إلى الذهاب إلى جامعاتهم بسبب انعدام وسائل النقل، فضلا عن ذهاب بعض المعلمات إلى مدارسهن في سيارات السوزوكي المخصصة لنقل البضائع والحاجيات، ناهيك عن استخدام ” الطنابر” والحمير كوسيلة نقل في ساحة الأمويين بدمشق في وقت سابق.
فأي حال تلك التي وصلت إليها مناطق سيطرة النظام بعد مضي عقد على ثورة الكرامة؟
تقرير خبري/ ظلال عبود
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع