في تحقيق للصحفية الفرنسية كميل نيفوكس تقول أن الديكتاتور “بشار الأسد” يسهل الهجرة الجماعية للسوريين والعراقيين واليمنيين في مناطق سيطرته، ومن السويداء تحديدا، إلى بيلاروسيا، بتعاون دنيء بينه وبين نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينو، وفقا لما ترجمه المركز الصحفي السوري عن جريدة ” لي جورنال دو ديمانش” الفرنسية.
ونشرت الصحيفة السبت 13 من تشرين الثاني/ أكتوبر، التحقيق وجاء فيه بأن عملاء الأسد في بيلاروسيا نسقوا بين سلطات البلدين في نقل أعداد كبيرة من المهاجرين، من دمشق إلى مينسك، بهدف ابتزاز أوروبا أولا والضغط على بولندا ثانيا لإعادة العلاقات الديبلوماسية مع النظام السوري.
قالت الصحيفة أن جمال أمضى للتو شهرًا في بيلاروسيا نتيجة التعاون الدنيء بين الدكتاتور السوري بشار الأسد ونظيره البيلاروسي ، ألكسندر لوكاشينكو.
كيف بدأت القصة
بدأت القصة قبل شهرين في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية التي يسكنها عشرات الآلاف من السكان وتقع في جنوب سوريا.
رحلته تشبه رحلة مئات الشباب اليائسين من الهروب من الخدمة العسكرية الإجبارية، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي والأمني المتردي.
مهندس الكمبيوتر البالغ من العمر 26 عامًا ، والذي يعمل مصفف شعر ، يذهب إلى وكالة سفريات تقدم خدمات “شاملة” لدخول أوروبا من الأراضي البيلاروسية.
“يقولون إن أرض الأحلام تنتظرك، وأنك ستعبر الحدود معهم في غضون ثلاثة أيام، كما يقول عاصم، شقيق جمال، وهو الآن لاجئ في ليون.
وشملت خدمات الرحلة التأشيرة للوصول إلى مينسك خلال ثلاث ليال في فندق خمس نجوم ثم الانتقال الى الحدود ” بتكلفة5000 يورو.
إجراءات مبسطة للغاية للسفر
تقع مكاتب هذه الأجهزة في دمشق، حول جسر فيكتوريا ، في الحي التجاري بالعاصمة ، ولكن أيضًا في مناطق أخرى يسيطر عليها النظام ، من السويداء إلى درعا عبر حمص. لطالما استند نشاطهم الأساسي إلى تنظيم الحج إلى مكة، ولم يعد امتلاك جواز سفر سوري يسمح لهم بالسفر إلى أي مكان آخر في الخارج.
حتى أنه تم تخفيف شروط الحصول على تأشيرة دخول إلى بيلاروسيا في نهاية أغسطس، بعد إعادة انتخاب ألكسندر لوكاشينكو.
في بداية شهر أغسطس، طلبت وكالة آدم للسفر والسياحة الدمشقية إحدى عشرة وثيقة لإنشاء ملف، بما في ذلك تصريح سفر من قسم التجنيد العسكري وإثباتًا على أداء خدمته العسكرية أو إصلاحه.
شكليات حساسة للغاية في ديكتاتورية الأسد والتي اختفت منذ ذلك الحين: لا يلزم سوى جواز سفر وصورتين هوية.
يتهم يحيى حاكوم، طالب الدكتوراه في معهد الدراسات السياسية بباريس والمتخصص في سوريا، النظام السوري بالوقوف وراء أزمة الهجرة: “حتى الشباب في سن الخدمة يُسمح لهم الآن بالمغادرة ، لا تنس أنه لفتح وكالة سفريات في مناطق سيطرة النظام، يجب الحصول على موافقة أجهزة المخابرات التابعة للنظام”.
في هذه الظروف، ظهرت خدمات مبيعات سفر جديدة، في حين شهدت وكالات السفر القائمة نشاطا جديدا. تتنافس الوكالات هذه لإغراء الزبائن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل شعار: “استمتع معنا بأفضل سعر”.
يؤكد عاصم: “في السويداء، استفسر نصف الشباب عن السفر إلى الحدود الأوروبية عبر وسيطهم”. في بيلاروسيا، ينقل وسطاء سوريون المهاجرين من مينسك إلى الحدود بعد تأجيل لأكثر من مرة. وصل أخوه جمال لبيلاروسيا في 10 من تشرين الأول/أكتوبر على متن الطائرة عبر بيروت ودبي لمنيسك.
واصلت دمشق تقوية علاقتها مع مينسك منذ اندلاع الانتفاضة السورية عام 2011 وأرسلت بيلاروسيا كتيبتين لسوريا “لحفظ السلام” إضافة لتقديم مخزون أدوية وسكر ومحولات كهربائية وقطع ميكانيكية للنظام السوري.
يقوم المهربون بنقل القادمين من مناطق سيطرة النظام وعدد من الأكراد العراقيين واليمنيين والأفغان والمصريين لنقطة الحدود في بيريستوفيتسا والسير 400 متر ليأخذه مهرب جديد لبولندا.
هبطت خلال يوم عشرين رحلة جوية في العصمة البيلاروسية قادمة من إستنبول ودمشق ودبي عبر شركات خطوط جوية تركية ” توركيش أيرلاند” وبيلافيا البيلارسية، وفلاي دبي الإمارتية وأجنحة الشام السورية التابعة لرامي مخلوف، لتقوم تركيا بمنع السفر من أراضيها لبيلاروسيا، في حين لم يتوقف الأسد عن الإرسال!
إما أنا أو الفوضى
يسعى النظام المنبوذ للاعتراف به من خلال السعي للحصول على تطبيع مع بولندا وفتح سفارتها في دمشق كي يتوقف عن إغراق بولندا بالمهاجرين من مناطق سيطرته. كما حدث مع قبرص التي أغرقها لفترة مؤقتة باللاجئين ثم توقف فجأة.
يجد المهاجر جمال الصورة صادمة على الحدود البولندية. يتجول لـ3 أيام على الحدود المليئة بالأسلاك الشائكة، يدفعه حرس الحدود البولندي من جهة والبيلاروسي من جهة أخرى، ليجد نهر البوج والمستنقعات أمامه، ويرتقب الموت الذي حصد أرواح رفاقه وسط درجة حرارة 5 مئوية. في حين أن زجاجة الماء تباع بـ5 دولارات، والتونة بـ10. ويعود أخيرا لدمشق بعد رفض بولندا منحه اللجوء.
ترجمة/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع