حت عنوان “تحطيم حلب Breaking Aleppo” كشف “المجلس الأطلنطي Atlantic Council”، وهو مركز للأبحاث السياسية في واشنطن، في تحقيق مطول نشره يوم أمس الاثنين في موقعه على الانترنت قيام روسيا بقصف المستشفيات في حلب بالإضافة لاستخدامها القنابل الحارقة والعنقودية وهو ما دأبت روسيا على انكاره واعتمد المركز البحثي في تحقيقه على تحليل الصور ومقاطع الفيديو بالإضافة لصور الأقمار الصناعية والأبرز في التحقيق استخدام مقاطع الفيديو التي بثتها وزارة الدفاع الروسية لاثبات كذب الادعاءات الروسية.
إنكار
لطالما أنكرت روسيا كل التقارير الدولية التي اتهمتها بتدمير البنية التحتية في حلب بما فيها المشافي ولم تجد حرجاً في إخراج مسؤولي وزارة الدفاع لتلاوة بيانات تنفي قيام طائراتها بالقصف وحافظت على ادعاءاتها بأنها تستهدف تنظيم الدولة وجبهة النصرة فقط بل نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية “إيغور كوناشينكوف” في 15 تشرين الثاني / نوفمبر أن تكون طائرات بلاده أو طائرات نظام الأسد نفذت أي غارة جوية، واتهمت موسكو الناشطين السوريين منهم والأجانب بتلفيق الاتهامات حول قصفها للمستشفيات في نهاية العام الماضي إبان احتلالها مع ميليشيات إيران الطائفية للأحياء المحررة من حلب.
لمزيد عن قصف المستشفيات: المجزرة مستمرة.. حلب بلا مشافي بعد قصف “عمر بن عبد العزيز”
ثروة من الأدلة
ويقول المحلل “إليوت هيغنز”، المشارك في إعداد التحقيق، في حديث مع صحيفة “نيويورك تايمز” بأن المنظمات الدولية طالبت بشكل دائم بحماية المدنيين بينما كان هناك إنكار للتعرض للمدنيين بشكل مستمر من قبل روسيا والنظام، وفي هذا التحقيق، يضيف هيغنز، “استطعنا تقديم ثروة كبيرة من الأدلة على استهداف المنشآت المدنية والمستشفيات والتي أنكرت وزارة الدفاع الروسية قيامها بعمليات القصف في عدة حالات.. كنا قادرين على اثبات استخدام روسيا للأسلحة العشوائية في المناطق المدنية”.
و”إليوت هيغنز” معروف بتحليلاته التي كشف فيها الكثير من الأدلة على استخدام روسيا للذخائر العشوائية والعنقودية في قصفها للمدنيين في سوريا كما أنه معروف بأبحاثه حول الهجوم الكيماوي الذي قام به نظام الأسد على الغوطة الشرقية في عام 2013.
للمزيد: إليوت هيغنز: الرجل الذي لاحق أدلة الكيماوي دون تكليف من أحد!
كما يقدم التحقيق الأدلة على استخدام نظام الأسد لغاز الكلور السام في قصف مناطق المدنيين بشكل متعمد حيث يظهر التقرير مقطعاً لاسطوانة استخدمها النظام لقصف احياء حلب بالغاز السام.
ويؤكد التقرير على استخدام روسيا لأسلحة تقليدية محرمة دوليا حيث قصفت المدينة بالقنابل العنقودية والقنابل الحارقة ويشير التقرير إلى محاولات روسيا محي الأدلة عبر إدخال فرق من الخبراء إلى الأحياء الشرقية بعد احتلالها لإخفاء الأدلة وبقايا القنابل.