شنت صفحات إسرائيلية بمواقع التواصل الاجتماعي تحريضا على طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في
مدينة القدس المحتلة، واتهمتها بمساندة ” أعمال الشغب” الفلسطينية، على حد وصفها.
ونشرت صفحة تسمي نفسها ” منحازون لليمين” صورا لاستعدادات طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني قبيل صلاة الجمعة في مدينة القدس المحتلة، وعنونتها بـ”عناصر الهلال الأحمر الإرهابية يستعدون لمساندة أعمال الشغب في القدس”.
وحذر الهلال الأحمر الفلسطيني من أن التحريض الإسرائيلي المباشر والصريح على طواقمه قد يعرض حياة مسعفيه للخطر أثناء تأديتهم لمهامهم الإنسانية.
وصباح الجمعة أعلن الهلال الأحمر عن نشر 200 مسعف ومتطوع ميداني ترافقهم عشرون سيارة إسعاف لمواكبة المواجهات في أنحاء متفرقة بمحيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى
وقال الهلال الأحمر في تصريح صحفي إن “التحريض جزء من نهج الاحتلال ومؤسساته المختلفة بالتعامل مع الإسعاف الفلسطيني وفرض العراقيل على حركة طواقمه ومنع وصولهم للمصابين في كل مكان وزمان”.
إصابات
وكانت قوات الاحتلال منعت طواقم الهلال الأحمر من نقل عدد كبير من المصابين في صفوف المعتكفين بالمصلى القبلي في المسجد الأقصى بعد تعرضهم لهجوم كبير عقب صلاة العشاء مساء الجمعة. ونقل الجرحى عبر باب المغاربةبواسطة سيارات تابعة للإسعاف الإسرائيلي.
وسجلت جمعية الهلال الأحمر إصابة 12 مسعفا ميدانيا من طواقمها برصاص الاحتلال الإسرائيلي أو بقنابل الصوت أثناء عملهم في نقل المصابين بالمواجهات التي شهدتها بوابات المسجد الأقصى منذ بداية الأحداث في 14 يوليو/تموز الجاري وحتى اليوم الجمعة.
ومن بين المصابين، تعرض المسعف الموظف بالهلال الأحمر نضال أبو غربية لكسر في قدمه نتيجة اعتداء جنود الاحتلال عليه أثناء قمع المرابطين بباب الأسباط قبل أسبوع.
وكذلك أصيب مدير مركز الهلال الأحمر في القدس عزام نمر برصاصة معدنية في قدمه أثناء إشرافه على إسعاف المصابين بعد قمع المرابطين بين صلاتي المغرب والعشاء بباب الأسباط الخميس الماضي.
ويعمل نمر مع الهلال الأحمر مسعفا متطوعا ومدربا ثم مديرا لمركزها منذ عام 1987 تعرض أثناءها للإصابة بالرصاص والاعتداء الإسرائيلي عدة مرات.
وقالت الناطقة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني عراب الفقهاء إن التحريض على طواقمه مستمر من سنوات طويلة، سواء من سلطات الاحتلال الرسمية أو من منظمات مدنية ومستوطنين متطرفين، وهو استمرار للسياسة الإسرائيلية التي تقيد حركة الإسعاف الفلسطيني وتعيق عمله.
وقالت الفقهاء للجزيرة نت إن 12 مسعفا ومتطوعا من طواقم الهلال الأحمر أصيبوا خلال الأسبوعين الماضيين بالرصاص المعدني والكسور والرضوض نتيجة تعرضهم للضرب في استهداف مباشر من الاحتلال.
ومُنعت طواقم الإسعاف الفلسطينية الراجلة من الوصول إلى باب الأسباط الذي شهد عمليات قمع ومواجهات واسعة بعد تجمع الآلاف للرباط يوميا على بوابات المسجد الأقصى رفضا للبوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال بعد العملية التي نفذها ثلاثة فلسطينيين بساحات المسجد الأقصى في 14 يوليو/تموز وأدت إلى استشهادهم ومقتل شرطيين إسرائيليين.
وقالت الناطقة باسم الهلال الأحمر إن ثلاث سيارات إسعاف تعرضت لإطلاق النار وقنابل الصوت، مما أدى إلى تعطلها أو إعاقة حركتها أثناء الأحداث الأخيرة، إلى جانب مطاردة طواقم وسيارات الإسعاف في عدة مناطق بالقدس.
وقدم الإسعاف الفلسطيني خدمات الإنقاذ لنحو 1300 مصاب فلسطيني في أحداث قمع المرابطين والمصلين في القدس أو في مواجهات مساندة شهدتها مناطق متفرقة من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي ظل التحريض الإسرائيلي المستمر، سجل الهلال الأحمر 500 حالة اعتداء على طواقمه في الضفة الغربية والقدس منذ اندلاع ما سمي فلسطينيا “بانتفاضة القدس” في أكتوبر/تشرين الأول 2015 وحتى اليوم.
وكان الهلال الأحمر ممنوعا من العمل في المدينة المقدسة بأوامر إسرائيلية حتى عام 2007، حيث سمح بإقامة مستشفى تابع له ومراكز إسعاف بعد وساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
المصدر: الجزيرة