جدد مسؤولون في مجلس الشيوخ الأميركي، ضغوطهم على إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن تطبيق منطقة حظر جوي في شمال سوريا.
يأتي ذلك في وقت أعلنت تركيا عن استعدادها لتطهير الحدود السورية التركية من تنظيم داعش، دون أن تحدد كيفية ذلك.
واعتبر بوب كوركر السيناتور الجمهوري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية تينيسي، أن إنشاء منطقة حظر للطيران في سوريا سيكون ضرورة ملحة، في حال فشل اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي اتفقت عليه موسكو وواشنطن، واعتمده مجلس الأمن الدولي بالإجماع في 26 فبراير الماضي.
وقال كوركر إن بلاده “أضاعت فرصا كثيرة، للتأثير في الأوضاع داخل سوريا بشكل أكثر إيجابية”، مشيرا إلى أن “اعتماد المقترح التركي قد يصبح من الممكن تنفيذه، ربما في حال استمر الاتفاق (وقف الأعمال العدائية) في مواجهة المشاكل”.
وكانت تركيا الدولة الإقليمية الأكثر إصرارا على إقامة هذه المنطقة (تمتد من إعزاز إلى جرابلس شمال مدينة حلب)، لعدة دوافع منها تخفيف ضغط اللاجئين عليها والأهم اتخاذ هذه المنطقة منطلقا للمعارضة وخاصة الفصائل الإسلامية التي تدعمها لشن هجمات على النظام السوري والمقاتلين الأكراد.
وقد اصطدم الطلب التركي مرارا برفض من الإدارة الأميركية، وكرر الرئيس باراك أوباما، مؤخرا، عدم نيته القيام بهذه الخطوة. وانتقد كروكر، سياسة الإدارة الأميركية الحالية في سوريا، وعدم امتلاكها “خطة بديلة على الإطلاق” معتبرا أن ذلك “سيجعل موسكو تتحكم بالمصالح الأميركية (في المنطقة) بشكل واسع”.
ومن جانبه اعتبر وزير الخارجية الأميركي الأسبق، جيمس بيكر أنه يتعين على إدارة الرئيس أوباما دعم مقترح بشأن منطقة حظر جوي في سوريا، مشيرًا إلى أن “ذلك قد يساعد في إنهاء الأزمة السورية”.
ووصف بيكر عدم موافقة إدارة الرئيس أوباما، على إنشاء منطقة حظر للطيران في شمال سوريا، بـ”القرار السيء جدًا”.
وأضاف “ربما قد فات الأوان لقول ذلك، ولو كنا دعمنا المقترح لتمكنا من الجلوس للتفاوض مع الأتراك والسعوديين”.
وشدد على ضرورة أن تقترب واشنطن في علاقاتها أكثر مع المملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أن “السعوديين يعتقدون أنهم لا يحصلون على دعم الولايات المتحدة، وهم غير راضين عنا”.
وهناك ضبابية كبيرة في تعامل الإدارة الأميركية الحالية مع الأزمة السورية، وهذا يثير قلق حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة.
ويستبعد متابعون أن يقدم الأميركيون على اتخاذ خطوات كبيرة تجاه هذا الملف خاصة مع قرب انتهاء ولاية إدارة أوباما، ويتوقع أن يبقى المشهد على ماهو عليه من مد وجزر إلى حين وصول الإدارة القادمة.
العرب