نشط بالثورة في بلده ضمن جامعته ، ففُصل لأسباب أمنية وبعد مضي أربع سنوات عاد ليكون طالباً على مقعد الدراسة في الجامعة ذاتها .
زميلي الذي شارف على التخرج قبل أربع سنوات فُصل من جامعته بسبب المظاهرات التي كانت تخرج من الجامعات في محافظة إدلب عام (2011) وقبل دخول الجيش إدلب خرج ومعه بعض الشبان الذين طُلبوا لخدمة العلم أو انتهت مدة (التأجيلة).
منهم من بقي في المناطق المحررة من ريف إدلب وأصبحوا يعملون في مجالات مختلفة ، ومنهم الآخر سافر إلى تركيا ليكمل دراسته ، ومن لم يحالفه الحظ ولم يستطع متابعة دراسته اختار عملاً ما ، فاقداً أمله بإكمال دراسته وحصوله على شهادة جامعية، ظناً منه بالقاعدة الشائعة في ظل النظام الفاسد أن ( الشهادة الجامعية لا تفيد سوى تزيين الحائط فقط!).
واليوم بدعم استثنائي ومتابعة حثيثة من قبل إدارة إدلب ، وبجهد مستمر وعمل دؤوب لعدة أشهر وكنتيجة لجلسات طويلة من الحوار والتواصل وتبادل الرؤى والأفكار مع جلّ المعنيين بالعملية التعليمية ، تمكنت إدارة التعليم العالي في إدلب من بدء العمل في جامعة إدلب بعد التحرير.
بالإضافة إلى أن الجامعة لم تقتصر على طلاب إدلب فقط، بل فتحت باب التقدم من جامعات أخرى من كافة المحافظات السورية لمن ليس لديهم القدرة على متابعة دراستهم في جامعاتهم بسبب ما يعانون من ظروف صعبة التي فرضها النظام من قصف وتدمير للبنى التحتية وتشريد الأهالي ، ناهيك عن ملاحقة هؤلاء الطلاب من قبل زملائهم في الجامعة (المؤيدين للنظام) الذين يقومون بالتشبيح عليهم ، وكتابة تقارير بحقهم إلى ما يسمى بــ “السلطات المختصة” في فرع الأمن.
يذكر الطالب مصطفى أنه انقطع عن جامعته في حمص بسبب المضايقات الأمنية وانتشار الشبيحة الموزعة بين الطلاب ويضيف :” جامعة إدلب منحتني أملاً بمتابعة تعليمي وتكريس جهودي بالارتقاء بالمجتمع إلى الأفضل”.
ربا طالبة بجامعة حلب ذكرت أيضاً أنها أوقفت تسجيلها في جامعتها بسبب صعوبة تأمين أولويات المعيشة ، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار مما يؤدي إلى استحتالة توفير مصروف دراستها في جامعة حلب ، علماً أن أسرتها تعاني ضيقاً مادياً.
وبذلك تكون جامعة إدلب قد منحت جميع الطلبة الأمل بمتابعة دراستهم بعد أن كادوا يفقدوه في زمن الحرب الذي نعيشه.
علماً أن نجاح هذا العمل سيؤدي إلى استثمار الخبرات العلمية وتوظيفها في المؤسسات ،مما سيقلص الفجوة العلمية التي حصلت خلال الحرب وهجرة الكفاءات من الشبان والشابات إلى دول أوربا.
فهل ستستطيع جامعة إدلب الحرة تخريج خبرات علمية ناجحة تتطور من عمل المؤسسات والدوائر في البلد ونرقى بمجتمع أفضل؟!
المركز الصحفي السوري – إدلبية حرة