صحيفة The Daily Star
من الملفت أنه خلال السنوات الثلاث الماضية لم تستطع الانتهاكات الإنسانية التي مورست على الشعب السوري خدش الضمير العالمي.
لقد أطلق نظام الأسد النيران على المحتجين المسالمين العزل وأمر قواته الجوية وجيشه بقصف المدنيين. ولقد عذب عشرات الألوف من الأشخاص، وبفضل شجاعة المصور السابق للحكومة السورية، الذي اتخذ الاسم قيصر، فيوجد هناك دلائل موثقة لمقتل حوالي 11,000 معتقل. ولقد استعمل نظام الأسد الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، مسبباً قتل ما يصل إلى 1,700 شخص بما في ذلك العديد من الأطفال في الغوطة في آب عام 2013. ويستمر باستخدام البراميل المتفجرة كأسلحة إرهاب ضد أحياء كاملة.
وإن ردة فعل الشارع الأمريكي بعد قصف الغوطة بالأسلحة الكيميائية في العام الماضي كانت واضحة للعديد ضمن المجتمعات الغربية. ففي استطلاع رأي أقامته New York Times/CBS News في أيلول عام 2013، حينما كان باراك أوباما يدرس إطلاق الغارات الجوية ضد سورية، قال 60 بالمئة من المستجيبين بأنهم يعارضون إطلاقها. وقد جاء هذا الرفض بالرغم من أن 75 بالمئة من المستجيبين قالوا بأنهم يعتقدون أن قوات الأسد استخدمت الأسلحة الكيميائية.
ولكن وإلى الآن فإن عجلات العدالة الدولية تتحرك ببطء شديد، ولم تكد تتحرك عجلات الغضب الدولي على الإطلاق. ولقد كانت المفاجأة الأخيرة هي إيقاف برنامج الغذاء العالمي في بداية هذا الشهر لقسائم الغذاء لحوالي 1,7 مليون لاجئ سوري. ولقد جلب إعلان إيقافها فيضاً من التبرعات تزيد عما كان محتاجاً لاستكمال البرنامج. لقد كانت هذه أخباراً ممتازة، ولكن لم نقصت التبرعات لمثل هذا المشروع الإغاثي الهام في بداية الأمر؟
إن اللامبالاة التي يتم إظهارها لمحنة لاجئي سورية تمثل نقصاً أخلاقياً. لقد هزت أمريكا العالم بعد أن قتل حوالي 3,000 شخص في هجمات 11 أيلول عام 2001 في نيويورك، وواشنطن وبنسلفانيا.
وفي هذا الأسبوع تلوى الأمريكيون بفزع شديد من التقرير الذي نشر حول التعذيب التي قامت به وكالة الاستخبارات المركزية، وذلك مع الإعلان الذي نشرته الهيئة التحريرية لصحيفة Washington Post، بعنوان “هذه ليست الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الأمريكيون على الإطلاق.”
ولكن في سورية مازالت أعداد الضحايا الهائلة تزداد و المجازر المشينة ترتكب ليومنا هذا بفعل الأسد ، في وقت ذعر العديد من الأشخاص حول العالم من همجية داعش، ولكنهم لم يلتفتوا إطلاقاً إلى القتل الجماعي الذي يقوم به النظام السوري
إن غياب السخط تجاه مصير السوريين لا يعد فشلاً أخلاقياً وحسب، بل إنه قد يؤثر أيضاً على الأمن. وإن الإشارة إلى أن الحالة البائسة للسوريين قد شكلت عاملاً في قرار أولئك الذين سافروا للقتال في سورية وانضموا إلى الجماعات الجهادية
ولكن الوضع بشكل عام يترك طعماً مراً. فإن بعض الضحايا على ما يبدو لا يساوون غيرهم. لقد تحمل السوريون معاناة مخيفة في السنين الثلاث الماضية. وواقع أن العالم لا زال يواجه صعوبة في الاعتراف بهذا يعد أمراً مؤرقاً بحق، ولا يطاق حتى.