تحوي مدينة إدلب على الكثير من المسطحات المائية (المسامك) بالإضافة لمرور نهر العاصي في أراضيها الأمر الذي ساعد في إنتشار مهنة صيد الأسماك بين المواطنين منذ القِدَم.
تتركز هذه المهنة في المحافظة على المناطق التي يمر بها النهر، والتي تكون مخصصة كمزارع سمكية لتربية الأسماك ، خاصة في مناطق الريف الغربي من المحافظة ، بالإضافة للقليل من المشاريع التي قامت بها حكومة النظام في دعم هذه الثروة من إقامة سدود لزيادة إنتاج المحافظة من الأسماك ، فضلاً عن افتتاح المواطنين عدة مطاعم تختص بالمأكولات السمكية والذي كان أشهرها مطعم مدينة احسم في جبل الزاوية.
صابر شاب من محافظة إدلب يعمل تاجر أسماك يقول: “أشتري بشكل يومي أسماك نهرية من الصيادين لأبيعها في أسواق المدينة وأجني من خلالها ربح بسيط”.
وتعاني هذه المهنة العديد من المشاكل أولها رداءة الطرق المستخدمة من قبل الصيادين في الصيد ، غير أن حكومة النظام لم تقم بتقديم أي دعم للصيادين، فضلاً عن عدم تأمين بيئة جيدة لاستثمار هذه الثروة وغلاء في أسعار الأسماك ذات الأنواع الجيدة بسبب منع حكومة النظام الصيادين من الصيد في مناطق تكاثرها ليقوم موظفو حكومة النظام بصيدها وبيعها في الأسواق.
أحمد صياد أسماك يقول: “قامت عناصر من حكومة النظام بمصادرة عُدة الصيد خاصتي بحجة أنني أصيد في أماكن ممنوع الصيد بها ولم يعيدوها لي بل قاموا باستخدامها لمصلحتهم الشخصية في الصيد”.
بعد اندلاع الثورة تأثرت هذه المهنة إلى حد كبير بالأوضاع السورية حيث ارتفعت أسعار الأسماك لأكثر من ثلاثة أضعاف لبعض الأصناف فضلاً عن توقف العديد من الصيادين عن العمل نتيجة خطورة الاشتباكات والقصف في حين تعرض البعض منهم للاعتقال في ظل إغفال تام من قبل حكومة النظام لهذه المهنة.
أبو صفوان مواطن من إدلب يقول: “أصيبت الأسواق بشح كبير في أنواع الأسماك بسبب الاشتباكات وغلاء الأسعار غير أن الكثير من الصيادين تركوا المهنة نتيجة ملاحقتهم من قبل عناصر الأمن أو الزج بهم بالمعتقلات لخروجهم في المظاهرات”.
بعد تحرير المحافظة بشكل كامل وعودة الحياة إلى المحافظة عاد الصيادون لمزاولة المهنة التي انقطعوا عنها أكثر من ثلاث سنوات حيث عاد انتشار الأسماك في الأسواق للوضع الذي كان عليه قبل الحرب.
لم تكن مشكلة الثروة السمكية هي الوحيدة التي يعاني منها المواطن السوري فالكثير من الثروات الزراعية والطبيعية لم يكن باستطاعة المواطن استغلالها بسبب قيام النظام بالتضييق عليه.
المركز الصحفي السوري – مصطفى السوري .