بين مربعات خالد عبود ومثلثات صفوت الزيات الإستراتيجية تحاصر مضايا في الزاوية الضيقة وتزرع الألغام على كل الأضلاع المحيطة لكي لا يستطيع أحد الاقتراب منها أو انتشالها تمضي مضايا بين لؤم النظام وشبيحته وتعنت المعارضة وتمسكها بالخلافات التي توهن قوتها وتضيع زهوتها وتجعلها في موقف ضعف أمام كل التحديات الخارجية والداخلية.
فالجميع اليوم يتعاطف مع جوع مضايا مع برد مضايا مع الموت البطيء الذي يتسلل إلى تلك الزاوية الضيقة لكن لا أحد … يستطيع فعل أي شيء لأهل مضايا البائسين.
لا أحد يستطيع ليّ ذراع النظام وفك المحاصرين لأن المعارضة ليست على قلب ويد رجل واحد تستطيع النيل من النظام وتفرض عليه ما تشاء إنها الحالة ذاتها تتكرر ورفح ترزخ تحت الحصار والصخب والضجيج وكم هائل من الشتائم تكال للقادة العرب دون أن يحرك ذلك أي شيء.
ثم تفرغ الحملة ببعض التظاهرات وجمع التبرعات التي لا تغير بالمعادلة أي شيء.
الحالة تتكرر لكن بفارق صغير.
المحاصر اليوم هو ذاته المحرض أمس الثائر على التخاذل والتقاعس العربي عن نجدة أهل غزة تبريراً لقعوده..
إنه محور الممانعة الخرافي وكأني ببشار الأسد يخطب في جمع من القادة العرب ويكلمهم عن (أنثاف الحلول وأنثاف الرجال), وكأني بالقادة العرب تنظر إليه باستهجان واستغراب وكانهم يقولون (الحال من بعضه) ياسيادة الرئيس..
اليوم زعيم الممانعة ورمزها يحاصر الرجال والنساء والأطفال في الكثير من المناطق والسحر انقلب على الساحر بماذا يختلف الأمر؟ هذا ماتفعله اسرائيل مع عائلات أعدائها لتركعهم عندما تريد فماذا ..حدث؟
إنها السياسة التي لا تدين بدين ولا تتخلق بخلق و تستخدم الشعوب كوقود لتطبخ مصالحها حتى إذا أكلت وشبعت بالت بالقدر الذي أكلت منه وأدارت ظهرها للجميع وانصرفت..
حليم العربي – المركز الصحفي السوري