قد تظهر بعض علامات التوتر والانزعاج على الأطفال خلال السفر بالطائرة وترتفع أصوات بكائهم، ويبحث الأهل عن السبب وعلاجه.
طبياً، هناك قناة توصل بين البلعوم الأنفي والأذن الوسطى تسمى «قناة استاكيوس» وهي مسؤولة عن معادلة الضغط بين الأذن الخارجية وداخل الأذن الوسطى.
وعند الصغار تكون هذه القناة قصيرة ولا تعمل بالطريقة الكاملة لعدم اكتمال نموها، فالعضلة المسؤولة يكتمل نموها في عمر ما بين 10 و12 سنة، مما يتسبب في الشعور بالألم، خصوصا عند وجود مشكلات أخرى في الحلق كاللحميات المنتفخة والملتهبة، فتنسد القناة، مولدة ضغطا سالبا في الأذن الوسطى يسحب الطبلة للداخل مسببا ألما شديدا للطفل. وغالبا يحدث ذلك وقت هبوط الطائرة وفي الرحلات القصيرة، لطبيعة هبوط الطائرة بسرعة عالية جدا مما يسبب اختلاف الضغط الذي قد يعاني من تبعاته حتى الكبار أيضا. بعكس الحال في الرحلات الطويلة التي يكون الهبوط فيها تدريجيا قبل مسافة من الوصول، مما يتيح للأذن أن تتكيف سريعا وتعود إلى الوضع الطبيعي. وأضاف الدكتور الحسيني أن طبلة الأذن قد تتعرض للثقب في بعض الحالات التي يكون فيها الضغط السالب داخل الأذن الوسطى عاليا جدا، خصوصا إذا كان الطفل يعاني قبل السفر من التهابات في الأذن والحلق.
ولوقاية الأطفال من هذه المشكلة الطارئة، ينصح الدكتور ريان الحسيني استشاري الأذن بالتالي:
– أن يوقظ الأهل طفلهم إذا كان نائما أثناء الإعلان عن هبوط الطائرة.
– إعطاء الطفل أي مشروب يتناوله تدريجيا خلال فترة الهبوط لتحريك عضلات الفك وفتح «قناة استاكيوس» وزيادة التهوية ومعادلة الضغط داخل الأذن الوسطى، وبالتالي الوقاية من حدوث الألم.
– بالنسبة للطفل الرضيع، تقوم الأم بإرضاعه طبيعيا أو صناعيا بواسطة الزجاجة.
– مضغ العلكة سواء للكبار أو الصغار، فهي تساعد على فتح القناة وتخفيف الضغط وإزالة الألم.
– لا يفضل عادة اللجوء لإعطاء الطفل دواء معينا، إلا إذا كان الطفل يعاني من مشكلة محددة من السابق، فيعطى إحدى القطرات المسكنة والمزيلة لاحتقان البلعوم الأنفي والقناة، ويستمر مفعول هذه القطرة إلى 10 دقائق حدا أقصى.
– إذا استمر الطفل في البكاء حتى بعد الهبوط، فذلك مدعاة لاستشارة الطبيب المختص للتأكد من سلامة طبلة الأذن من الانثقاب.
أهمية فحص البراز
يقلل كثيرون من أهمية عمل تحليل البراز ضمن الفحص الدوري السنوي، في حين أنه يعد مرآة لما يحدث في قناة الجهاز الهضمي بكامل أجزائها. وهنا سنقتصر في حديثنا على وجود الدم في البراز.
يظهر الدم في البراز على صورتين؛ الأولى: أن يكون لون البراز أسود. والثانية: أن يظهر الدم بلونه الأحمر في البراز. ولكل حالة أسبابها ومضاعفاتها على صحة المريض، وطرق علاج مختلفة.
أولا: أن يكون البراز (أسود melena)، وهنا يكون مصدره الجزء العلوي من الجهاز الهضمي. ومن الأسباب الشائعة في هذه الحالة نزف الجهاز الهضمي العلوي سواء في المريء كدوالي المريء، أو في المعدة أو الاثنا عشر كالقرحة الهضمية في هذه المنطقة، أو سرطان المعدة.
ثانيا: ظهور الدم في البراز، ويكون اللون أكثر احمرارا، وهنا يكون مصدره الجزء السفلي من الجهاز الهضمي. ومن الأسباب الشائعة في هذه الحالة سرطان القولون، والأورام الحميدة، وداء «كرونز»، والتهاب القولون التقرحي، ومتلازمة التهاب الأمعاء، ووجود الديدان والطفيليات، والبواسير والشرخ الشرجي.
وقد ينزل الدم في البراز ولكن بشكل خفي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، إنما يتم اكتشافه بسبب شكوك الطبيب المعالج الذي يستعين ببعض الاختبارات الخاصة للبراز للتأكد من وجود الدم الخفي من عدمه.
وقد يشك الطبيب في هذه الحالة بناء على شكوى المريض ونتائج الفحص الإكلينيكي الأولي؛ كوجود شحوب عند المريض، مع ضعف وتعب وإعياء عام، وصعوبة في التنفس، توحي بفقر الدم مثلا، أو الشكوى من ألم في البطن، أو تقيؤ، أو إسهال، أو فقدان الوزن.
إن وجود مثل هذه العلامات المرضية وتأكيد وجود الدم في البراز سوف يستوجب من الطبيب المعالج القيام بإجراء فحوصات أكثر تقدما وتعقيدا من أجل التعرف على التشخيص وتحديد الأسباب. ومن ذلك؛ عمل المنظار العلوي عن طريق الفم، أو السفلي عن طريق فتحة الشرج، وقد يحتاج إلى أخذ عينة نسيجية أثناء هذا الفحص.
أما عن الخطوات التالية في العلاج، فإنها تعتمد على التشخيص والأسباب، فإما أن يتم العلاج تحفظيا بالأدوية كما في حالات الالتهابات، أو بغلق مصدر النزف إن وجد ويكون بواسطة المنظار أو التدخل الجراحي وفقا للحالة، كاستئصال الزوائد اللحمية، أو الأورام الحميدة، أو الخبيثة كسرطان القولون مثلا.
إننا نؤكد على أهمية عمل الفحص الطبي الدوري؛ ومن ضمنه فحص البراز لاكتشاف مؤشرات مرضية بسيطة ولكنها مهمة في التشخيص المبكر لأخطر الأمراض وهو سرطان القولون.