أفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية أمس الجمعة 10 أيلول/سبتمبر، أنّ أجهزة مخابرات غربية ومن ضمنها ضابط مخابرات عربي استخدمت مصنعاً فرنسياً في سوريا للتجسس على تنظيم الدولة “داعش”.
نقلت وكالات عربية عن الصحيفة أنّ المخابرات الغربية استخدمت مصنع شركة لافارج الفرنسية للإسمنت شرق حلب، كواجهة للتجسس وجمع معلومات عن رهائن غربيين محتجزين لدى تنظيم الدولة “داعش”، من بينهم الصحفي الأمريكي “جيمس فولي” والمصوّر البريطاني “جون كانتيل” والطيار الأردني “معاذ الكساسبة”.
وأشارت الصحيفة أنّ من بين ضباط الاستخبارات الذين لعبوا دوراً محورياً في عملية التجسس تلك، كان الضابط الأردني “أحمد الجالودي” الذي كان يتنقل بانتظام بين المصنع وبين عمّان، لإطلاع رؤساء المخارات الإقليمية والعالمية على المكان المحتمل لوجود الرهائن.
وفي اتصال للجالودي مع الصحيفة، أكّد أنه فخور بدوره وبالعمل الذي قام به لمحاولة إطلاق سراح الرهائن، ولاسيما الطيار الأردني، مضيفاً أنه قدّم معلومات استخبارية دقيقة كان من الممكن أن تؤدي إلى إنقاذ المحتجزين، على حدّ تعبيره.
ففي أوائل عام 2014 ساعد الجالودي في التأكد من أنّ الرهائن بمن فيهم صحفيون وعمال إغاثة، كانوا محتجزين في حقل “العكيرشي” النفطي جنوب شرق الرقة.
وكانت قد أصدرت محكمة فرنسا العليا هذا الأسبوع قراراً يقضي بإمكانية التحقيق مع الشركة بتهمة التواطؤ بجرائم ضدَّ الإنسانية بسبب تعاملاتها في سوريا.
حيث اتّهمت الشركة بدفع ما لا يقلّ عن 13 مليون يورو كضرائب ورسوم لتنظيم الدولة “داعش” للحفاظ على عمل المصنع، ولم تعترض الشركة على الرقم، وأقرّت بدفع رسوم للوسطاء لكن قالت إنها لا تعرف الوجهة النهائية للأموال.
وكان تنظيم الدولة “داعش” قد استولى على المصنع القريب من قرية “الجلبية” شرق حلب أواخر عام 2014 لينهي بذلك وجود الشركة الفرنسية التي بلغت قيمة استثماراتها في سوريا قرابة 600 مليون يورو.
الجدير ذكره أنّ شركة لافارج تعتبر إحدى أهم شركات البناء في العالم بأكثر من 2500 مصنع يتبع لها في كافّة أنحاء العالم.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع