ظروف حياتية صعبة وغلاء كبير في الأسعار مع صعوبة كبيرة في إيجاد فرص العمل، في سوريا يعمل المواطن السوري في مجالات شتى لتأمين الحاجات الأساسية في الحياة فأخذ يعمل في مجالات لم تخطر بباله من قبل ولم يكن لها انتشار كبير بين فئات الشعب لكن الفقر كان حافزا للطبقة الفقيرة على العمل بهذه المجالات.
ومن أحد تلك المجالات هو بيع الخردة والأدوات المستعملة، كان لهذا المجال انتشار قليل ولكن مع ازدياد الأزمة وشدة الفقر انتشرت هذه المهنة، هنا وهناك على الأرصفة وجوانب الطرقات لا تكاد تمر في أحد شوارع المدينة حتى ترى بسطات تعمل بهذا المجال سواء في المناطق المحررة أو مناطق سيطرة النظام.
وتستقطب هذه البسطات بضاعتها المعروضة على الطرقات من فئات الشعب كافة وتعرض هذه البسطات الخردوات المعدنية والأجهزة المستعملة والأثاث المنزلي المستعمل ويلجأ بعض المواطنين السوريين إلى بيع الأثاث والأدوات المنزلية بأسعار زهيدة بالمقارنة مع جودتها لتغطية تكاليف الهجرة إلى إحدى الدول الأوربية التي أصبحت مقصداً للسوريين.
أحمد أحد القاطنين في مدينة ادلب المحررة يقول : ” بعد تحرير المدينة ازداد غضب النظام عليها وأخذ يقصفها يوميا بشتى أنواع الصواريخ فقررت أنا وزوجتي الهجرة لإحدى الدول الأوربية بحثا عن ظروف حياة أفضل وقمت ببيع الأثاث والأدوات المنزلية لبيتي بسعر زهيد رغم كونها جديدة تقريبا ” .
ويشتري أصحاب هذه البسطات سلعهم المستعملة فتتنوع بين الجيدة والقديمة أو المعطلة، فمنها ما يكون صالحا للبيع بدون أي تعديل ومنها ما يكون قديما أو متلفا ويحتاج لصيانة فيعملون على إصلاحها وعرضها أمام الزبائن.
أبو حسن صاحب أحد بسطات الخردة والأثاث في أحد شوارع مدينة ادلب يقول : “أشتري جميع أنواع السلع المستعملة ولكن الكثير منها يكون بحالة رديئة مما يستدعي إصلاحه مما يزيد من جودته وسعره، ولكن هذا الأمر يتطلب مجهودا كبيرا وعناء بين نقلها وإصلاحها ” .
و يلقى هذا النوع من البسطات إقبالا جيدا من قبل فئات الشعب كافة كالمواطنين اللذين يشترون الأثاث و حرفيي بعض المهن الأخرى فربما يحتاجون لقطعة صغيرة يكون لها دور كبير في أحد المكنات نظرا لاحتوائها على سلع ذات جودة لا بأس بها مع رخص كبير في أسعارها.
أبو خالد مواطن من مدينة حلب يقول : ” أقوم بشراء بعض الحاجيات من بسطات بيع الخردة والأثاث فقمت بشراء غرفة ضيوف جيدة جدا بسعر رخيص لكونها مستعملة، مع أنها بنفس جودة الغرف التي تباع في محلات بيع الأثاث الجديد ” .
ورغم كل المعاناة التي يواجهها أصحاب هذه البسطات في الحصول على السلع ونقلها وتعديلها وإصلاحها وطرحها في الشارع إلى أنها تعود عليهم بأرباح بسيطة فتأتي عليهم أيام يبيعون بها بشكل لا بأس به وفي أيام أخرى لا يبيعون أي قطعة.
لم يبق أي عمل إلا وعمله المواطن السوري لتغطية مصاريف الحياة العامة، ولكنه لا يزال يجد صعوبة في تأمين حياته حتى أن بعض المواطنين من الطبقة الفقيرة لا يستطيعون تأمين القوت اليومي لهم ولعائلتهم ويبقى الرأي الوحيد لهم هو البحث عن فرص عمل وإن كانت محدودة الدخل أفضل من الجلوس بدون عمل.
محمد المحمود