قالت صحيفة بوليتيكا الروسية إن النظرية التي اختلقها البعض، حول فبركة أردوغان لمسرحية الانقلاب العسكري من أجل بسط نفوذه في البلاد والتخلص من خصومه، هي محض خيال، إذ لو كان الأمر مجرد تمثيلية لما وصل لحد وقوع هذا العدد من القتلى من الطرفين، ولذلك فإنه من غير المنطقي أن يخاطر المشاركون في الانقلاب بحياتهم في إطار مسرحية. وكان من أبرز هؤلاء الضحايا الصديق الوفي لأردوغان إيرول أولشاك وابنه البالغ من العمر 16 عاما، اللذان قتلا عند جسر البوسفور.
كما اعتبرت الصحيفة، في مقالها الذي ترجمه موقع “ديلي عربي”، أن سقوط ضحايا من الشخصيات الهامة مثل هذا الصديق المقرب من أردوغان، يشير إلى أن ما حدث لم يكن تمثيلية، وإلا لكان المسؤولون الكبار على الأقل قد علموا بذلك، وبناء على هذه المعطيات يجب تحليل الانقلاب على أنه أمر واقع، والبحث في أسرار نجاة أردوغان منه.
وذكرت الصحيفة أن أول مرحلة في مخطط الانقلاب كانت تقضي بتحييد كل العراقيل التي تقف أمام الانقلابيين، والسيطرة على المراكز الحيوية في إسطنبول وأنقرة، ومبنى حزب العدالة والتنمية ومقرات وسائل الإعلام والمؤسسات العمومية، وجسر البوسفور ومبنى قيادة الأركان.
واعتبرت الصحيفة أن نجاح الانقلابيين في الساعات الأولى في القيام بهذه التحركات والسيطرة على أماكن بهذه الأهمية، يؤكد أن الانقلاب لا تقف وراءه مجموعة صغيرة من الضباط أو تم التخطيط له خلال فترة قصيرة، بل إن الأمر أكبر من ذلك بكثير.
وبحسب الصحيفة، فإنه لو تمكن الانقلابيون من اغتيال الرئيس أردوغان خلال الساعات الأولى كما كان مبرمجا، فإن الأوضاع كانت لتتخذ مسارا آخر مختلفا جدا، إذ أن أنصار الديمقراطية في البلاد كانوا سيصابون بانهيار معنوي وتتشتت صفوفهم.
وأكدت الصحيفة أن أحد أهم عوامل نجاح أردوغان في إحباط الانقلاب، كانت قدرته على تجنيد الرأي العام ودفع أنصاره للخروج للشوارع، إلا أن ذلك لم يكن كافيا، إذ أنه على ما يبدو كان على علم مسبق بوجود تخطيط لانقلاب.
وأكدت الصحيفة في هذا السياق أن روسيا كانت قد حصلت على معلومات سرية حول ما بحدث في تركيا، بعد أن تمكنت قواتها المتواجدة في قاعدة حميميم في سوريا من رصد رسائل مشفرة للجيش التركي، تفيد بوجود تحركات سرية ومخطط لمهاجمة مقر إقامة الرئيس.
المصدر: بوليتيكا الروسية