في زحمة وجنون البوكيمون التي أثارت ضجة في العلم، والتي سارع لتحميلها الكبير قبل الصغير والعاقل قبل السفيه، وجدت اللعبة حيزا كبيرا يشغل الرأي والشغف حتى الهوس أحيانا، انتشرت الناس في الشوارع ف الطرقات في المطاعم في الحدائق وفي المزابل أحيانا وهي تبحث عن البوكيمونات تارة والأعداء تارة أخرى!!
(بوكيمونات بوكيمونات)، والكل في حالة هذيان وأصبح العالم العربي أشد طلبا وأكثر اندفاعا، مع المخلوقات الصفراء المسكينة، ونشرت مقاطع اليوتيوب والصور في جميع مواقع التواصل الاجتماعي عن ظاهرة اللحاق بهذه الكائنات والتي فعلتها شركة ذكية عرفت من أين تؤكل كتف المجانين!! وقع الشباب العربي فريسة مثل كل مرة لتفاهات هذا القرن وكان التعاطف مع كائن افتراضي هو الأبرز بين حديث الناس والعالم بأسره، هي لعبة أصبحت تعرف أين تأكل واين تمشي وأين تأكل بل وأين تنام، فالتطبيق يلزمك بالنزول والبحث عن هذه الأعاجيب في كل مكان حتى القمر !!
قد ندعوا بانكيمون قريب ( البويكمون) حتى يثير قلقه الخوف عليهم، ويبدأ بحل جذري هو وديمستورا، أو من الممكن أن نشكل فرقة من الأشاوس والأبطال من جون كيري وأوباما ولافروف وكل من معهم من هذه الشلة القوية في كل محفل افتراضي !!
يمكن أن نقول أن الوقت الراهن عصيب جدا ولكن يجب بل ويجب كثيرا علينا كسوريين عمل اتفاقية مع الشركة حتى توزع بوكيموناتها، في شوارع سوريا في حلب، وإدلب ودير الزور والغوطة وحمص، نعم حينها من الممكن كثيرا أن تتوزع البوكيمونات ويأتي الناس ليروا الشوارع عن كثب، ويقتلوا من عاث فسادا في الأرض الواقعية بعيدا عن العالم الافتراضي!!
يتساءل طفل صغير في سوريا إن كان لدينا بوكيمون، أين سيمر وفي أي مقبرة أو سجن اعتقال، هل سيعرف الهروب أم يموت مثلنا بعد محاولة هروب، هل سيحاصره الموت شوارعنا التي ملأتها رائحة البارود و الغبار المتصاعد من الأبنية المهدمة، هل البوكيمون سيعرف طريق النجاة في وطن تمزقت أطرافه وطعن في مقتل، ليتنا بوكيمونات حتى نقلق الرأي العام ونشغل مواقع التواصل الاجتماعي ونأخذ حيزا من إنسانيتهم!!
هكذا يقول الطفل ككل طفل في بلد يحترق والكل ينظر ويزيد النار وقودا وحطبا حتى يصبح أثرا بعد عين، أقول نعم يجب أن نعقد شراكة مع الشركة و نصبح مشاهيرا حتى يتم إنقاذنا قبل ان يحفر ألف قبر جديد في كل ساعة، في هذا العالم أصبح لزاما عليك أن تكون افتراضيا حتى يتعاطف معك الجميع ويفعلون المستحيل حتى يمدوا لنا يد العون !!.
المركز الصحفي السوري – زهرة محمد